أفاقَت على تلك الأنامِلِ البارِدةِ التي تلعَبُ بِخُصُلاتِ شعرِها ، فتحَت عينَيها بانزِعاجٍ شاعِرةً بِثِقَلٍ في رأسِها ، كان أوّلَ ما حطّت عليهِ عينُها هو ذلك الوجهُ الشّاحِبُ المُبتسِم .
- لوكي ؟!
نطقَت بصوتٍ ضعيفٍ لا يكادُ يخرُج ، فالهواءُ لم يحتكّ بأحبالِها الصّوتيّةِ منذُ وقتٍ لا بأس به ، بدأت تتنقّلُ بنظرِها في تلك الغُرفةِ المألوفةِ إليها ، بدأت تفركُ عينيها وهي تُحاوِل الجلوس ، فساعدها لوكي الذي كان جالِسًا على طرفِ السّريرِ بقُربِها .
- ماذا حدث ؟ كيف أتينا لمنزِلِكَ ؟
سألَتهُ لا تتذكّرُ ما حصل ، فقد سلبها النّومُ وعيَها سريعًا قبل أن تُغادِر أرض المعركةِ حتى .
- ستراينج فتح لنا معبرًا إلى هُنا -
- أوه -
- منذُ متى و أنا نائمة ؟ أشعُرُ بأنّي نمتُ لأعوام -
سألَت مُمسِكةً رأسها بتعب ، لتراهُ يُمسِكُ ذِقنَهُ بتفكير .
- ليس بالتّحديد ربّما .. فقط لثلاثةِ شهور -
- ماذا ؟!
هتفَت بهِ غير مُصدّقةٍ لكنّهُ عدَل عن مُزحتِهِ سريعًا قبل أن تدخُل في غيبوبةٍ أُخرى من الصّدمة .
- أمزح .. يومان -
- هذا أفضل -
كانت تُحاوِلُ النّهوض مُزيحةً اللّحاف عنها فساعدها لوكي سريعًا .
- لحظة ! ملابِسُ من هذه ؟ أهيَ لك ؟
نطقَت مُشيرةً إلى الملابِس التي تُغطّي جسدَها بعد أن كانت بزّتُها قد تمزّقَت هي الأخرى ، لكِنّ جوابَهُ جعل الحمرة تكسو وجنتيها .
- لقد بدّلتُ بزّتَكِ بملابِسَ من عندي و اهتمَمتُ بجُروحِكِ -
- أوه ، يجِبُ ألّا أكون مُتفاجِئة .. أشكُرُكَ على الاهتمامِ بي .. أعتقِد -
- لا عليكِ كان الأمرُ مُمتِعًا -
التفتَت لهُ بصدمةٍ و وجهٍ محمر ، إنّهُ مُصرٌّ على التّمسّكِ بخِصالِهِ الوقِحَةِ تجاهها و هذا يُربِكُها .
أرادَت فقَط أن تضع جسدَها تحت الماء كي تُنعِشَهُ بعد يومان من الخُمول ، فانتظَرَها لوكي حتى تُنهيَ استحمامَها ، و حين انتَهَت ، فتحَت الباب مُتنهّدَةً براحةٍ وهي تُجبّدُ جسدَها بتفاؤل ، فقد كان صباحًا خاليًا من الهُمومِ و المهمّاتِ و التّدريبات .
لفتَت انتباهها ملابِسُ غريبةٌ لا تعودُ إليها لكِنّها مُجهّزَةٌ خصّيصًا لها على السّرير .
- تمزَحُ صحيح ؟ هل هذه ملابِسُكَ أيضًا لوكي ؟
نطقَت بينما تُمسِكُ قميصًا بيتيًّا أسودًا ذو أكمامٍ طويلة و بنطالًا بنفسِ اللّون كانت قد رأَت لوكي بهِما مُسبقًا ، و كلاهُما يفوقانِ حجمَها .
![](https://img.wattpad.com/cover/314096347-288-k737324.jpg)
YOU ARE READING
𝐖𝐢𝐥𝐝 𝐋𝐨𝐯𝐞 l حُبٌّ جَامِحٌ
Fanfictionيكرهُها بذات المقدار الذي تكرهه به ، يبغُضُها بذات المِقدار الذي تبغضُهُ به ، يتجنبها كما تفعل هي بالضّبط ، ليغدر بهما القدر و يجبرهما على الوقوع في مواقف و أحداثٍ لا رغبة لهما بالوقوع بها . لكن ماذا لو أنّ القدر أراد أيضًا لسيّد الخِداع أن يتجاوز...