يكرهُها بذات المقدار الذي تكرهه به ، يبغُضُها بذات المِقدار الذي تبغضُهُ به ، يتجنبها كما تفعل هي بالضّبط ، ليغدر بهما القدر و يجبرهما على الوقوع في مواقف و أحداثٍ لا رغبة لهما بالوقوع بها .
لكن ماذا لو أنّ القدر أراد أيضًا لسيّد الخِداع أن يتجاوز...
أجلِسُ بكَسَلٍ على الأريكَةِ بينَهُم ، أرفعُ قدميّ ضامّةً رُكبتيّ إلى صدرِي لأرتكِز بذراعيّ فوقهُم و أسنِدَ رأسي على ذراعيّ ، أُحدّقُ بالنّافذَةِ الضّخمَةِ بابتِسامَةِ طِفلٍ حظيَ بِاللّعبةِ التي تمنّاها بعد طولِ انتِظار .
لقد كُنتُ شارِدَةً أعيشُ تفاصيل تلكَ اللّحظَةِ مِرارًا ، تزورُ أنامِلي كُلّ حينٍ أعلى خدّي ، ذلِك الجُزءُ الصّغيرُ الذي صِرتُ أُميّزُهُ على سائِرِ أجزاءِ جَسَدِي ، أحَدُهُم شقّهُ بِخِنجَرِ الحِقد و أحَدُهُم داواهُ بِقُبلَةٍ دافِئة .
بقيتُ أتحسّسُهُ بينما تتوسّعَ بسمَتي أكثر حتى علَت أحاديثُ رِفاقِي و أصواتَهُم التي عطّلَت سلاسَةَ تفكيرِي بهِ .
فالتفَتُّ لهُم بينما اعتدِل بجِلسَتِي بعد أن سبَحتُ بِشَكلٍ مُبالَغ فيه في عالَمٍ آخر ظنًّا منّي أنّني غيرُ مرئيّةٍ لِمَن حولي .
- أجل سيكونُ هذا رائِعًا -
قالت ناتاشا جاذِبَةً انتِباهي أكثر لما يدورُ .
- أجل لقد اعتدنا القيامَ بالكثيرِ من حفلاتِ النّصرِ في آسغارد ، لقد كانت كالتّقليدِ لدينا -
أضاف ثور ليرتفعَ حاجِبي باستِفهام .
- عن ماذا تتحدّثون يا رِفاق ؟
اقترَبَ توني الواقِفُ منّي بعد أن أدلَيتُ بسؤالٍ بسيط ليميل على حافّةِ الأريكَةِ نحوي قليلًا .
- معذِرَةً يا صغيرة .. هل أنتِ معنا ؟
Oups ! Cette image n'est pas conforme à nos directives de contenu. Afin de continuer la publication, veuillez la retirer ou télécharger une autre image.
- يبدو أنّ إحداهُم شارِدَةٌ بأمرٍ ما -
ثمّ أضافت ناتاشا لينهالو بعدها عليّ بالظّنونِ دون أن يترُكو لي مجالًا لأُفسّر ، إذا كنتُ سأفعَلُ ذلِكَ أساسًا ، فهل سأقولُ لهُم بأنّي كُنتُ غارِقَةً في ذِكرى قُبلَةِ لوكي لي للآن .. يا للسّخافة .
- بجِدّيّةٍ يا رِفاق ، أخبِروني ما الذي يحصُلُ هُنا ؟
سألتُهُم مُجدّدًا ببعضِ الحَنَقِ بسببِ سُخرِيَتِهِم التي لا داعي لها .