الفصل الخامس

ابدأ من البداية
                                    

ليله من سعادتها ما حبتش تقعد في الشغل اكتر من كده، ورجعت البيت بدري وباباها أستغرب وسألها ليه رجعت بدري؟ وجاوبته:- أبدا يا بابا رجعت علشان اطمن عليك! وكمان سعاد عايزاني اعدي عليها في البيت اقعد معاها شويه.
محمود بتفهم:-طيب يا بنتي.
ليله:- طمني عليك عامل إيه دلوقتي؟!
محمود:؛ الحمد لله.
ليله:- أنت خدت دواك؟
محمود:- أيوه خدته في ميعاده.
ليله قامت بحماس:- بالشفا، أنا هعمل الغدا، وبعدها هنزل لسعاد، دخلت الحمام تغسل ايديها ووشها وريحة برفان مروان في ايديها اتعدلت وبصت على كفوف ايديها وقربتهم من وشها وغمضت عينيها وبتشمهم بغرام، اخدت نفس عميق وفي اللحظه دي اتمنت لو مروان معاها، حبت ريحته اللي بقت تميزها من بين ملايين، ابتسمت بفرحه وخرجت تجهز الغدا وخلصت واكلت مع باباها وسألها:- أنتي بعتي حاجه النهارده؟
سابت الاكل ومحتاره تقوله إيه؟ تقوله انها ما فتحتش غير ساعه واحده بس! ولا من فرحتها قفلت باب رزقهم وجت جري علشان تحكي لصاحبتها؟ لكن ردت بعمليه:- احم، لأ مش كتير، أنت عارف إن موسم الدراسه بدأ من اسبوع، بس اكيد هتفرج يعني.
محمود بتفهم:- إن شاء الله يا بنتي؛ وإنتي ما تزعليش وبكره زي ما قلتي هتفرج.
ابتسمت لاحلامها وقالت:- أكيد هتفرج يا بابا.
شالت الأكل وخلصت شغلها ولبست ونزلت وراحت لبيت صحبتها اللي خبطت على بابها وفتحتلها استغربت لأن ليله نادرا لما بتروحلها وقالت بتعجب:- ليله؟!
وكملت بقلق:- حصل حاجه! عمي محمود كويس؟
ليله ضحكت:- حيلك يا بنتي خليني أدخل الأول!
سعاد اتنهدت بارتياح لما شافتها بتضحك:- تعالي أدخلي؛ والله حرام عليكي خضتيني، لأنك مش بالعاده بتيجيلي من غير ما تعرفيني، وكمان دلوقتي؟
ليله:- اصبري هفهمك على كل حاجه؛ بس أسلم على مامتك والعيال، قوليلي هما فين؟
سعاد شاورتلها تدخل:- العيال بتذاكر تعالي أدخلي.
دخلت وسلمت على الكل وسعاد اخدتها اوضتها وقعدوا على السرير وخافت إن ليله تزعل من رد فعلها لما شافتها:- يا بت انتي تشرفي في أي وقت، ده بيتك ياعبيطه، أنا بس فكرت حاجه حصلت لا قدر الله، بس الحمد لله عم محمود كويس وأنتي بخير.
ليله:- الحمد لله ياختي؛ كل حاجه زي الفل.
سعاد بصت لملامح ليله وسألتها:- بت يا ليله! انتي حاطه حاجه على وشك؟
ليله ابتسمت:- لأ والنعمه ماحاطه أي حاجه.
سعاد بشك:- امال إيه ده؟ ما شاء الله وشك منور يعني!
ليله ضحكت بحرج وكسوف، سعاد شكت وسألتها:- لأ لأ؛ الموضوع كده فيه إنَ ولازم أعرفها.
ليله اتكلمت بفرحه:- مهو ده اللي أنا جيالك علشانه، مش هتصدقي اللي حصللي يا بت يا سعاد.
سعاد اتعدلت في قعدتها بتركيز:- وايه يعني اللي حصلك؟ ما تتكلمي يا بت يكونش جالك عريس وأنا ماعرفش؟
هزه راسها بالايماء، وسعاد شهقت:- قولي والله جالك عريس بجد؟
ليله حركت راسها:- مش بالظبط.
سعاد بنفاذ صبر:- حلوه الفزوره دي! بت انتي هتتكلمي ولا اندهلك أمي! هي اللي هتخليكي تنطقي!!
ليله ردت بسرعه:- لأ بلاش أمك؛ خلاص انا هقولك.
سعاد بفضول:- قولي سمعاكي!
ليله بكسوف:- بس مش هاتقطعي كلامي ماشي، ولا تقولي عليا إني هبله.
سعاد بضحكه:- لا مش هقول علشان أنتي هبله طبيعي، بس قولي يخربيت الفضول اللي أنتي خليتيني فيه.
ضحكت ليله وحكت لها كل حاجه من أول مرة شافت فيها مروان لحد النهارده، وسعاد بتسمعها وفاتحه بُقها وعينيها، ومش مستوعبه اللي ليله بتقوله ليها، وخصوصاً انه غني جداً، وكمان اتعجبت من انها ركبت معاه العربيه وعزمها على الفطار، وجاب لها الهديه، وليله كملت بتنهيدة حب:- واخد رقم تليفوني وهيكلمني النهارده؛ متعرفيش ياسعاد أنت فرحانه قد إيه؟
سعاد متنحه وسألتها:- ليله اللي إنتي بتحكيه حصل بجد ولا ده حلم ولا ايه بالضبط؟
ليله ضحكت:- مش مصدقه صح؟! إذا  كان أنا نفسي مش مصدقه؛ بس والله يا سعاد كل اللي قلتلك عليه ده حصل، انا مش مصدقه نفسي بجد انا مبسوطه قوي، خلاص كل احلامي هتتحقق.
سعاد كانت مزهوله من طريقة ليله وكأنها قصة حب عاشتها سنين وسنين، وكلمتها بنبرة حادة:- ليله أنتي بجد ركبتي معاه العربيه؟ ركبتي مع واحد غريب!!!  ماخوفتيش منه؟ مخوفتيش على نفسك؟ أنتي ما تعرفيش إن ده حرام أولا؟ يا بنتي عقلك راح فين؟ هتفضلي طول عمرك طايشه كده!!!
ليله اخدت نفس طويل:- بصي يا سعاد انا وقتها ماعرفش إيه اللي جرالي، مروان انتي لو شفتيه هتحسي إن عنده سحر بيخليكي تقفي مكانك ما تعرفيش تعملي حاجه، او تتصرفي أو تفكري، هو لما عزمني أنا كنت هرفض بس حقيقي ماعرفش ايه اللي حصلي، في الأول كنت خايفه منه بس من معاملته مختلف خالص عن فتحي، راجل بجد أسلوبه كويس بيعاملني على إني بني ادمه، ده كفايه خوفه عليا ومش عايزني أنزل اشتغل تاني ولا اتبهدل، مش زي فتحي اللي كان بيقولي إيدك بأيدي في كل حاجه والأكل والشرب بالنص والايجار بالنص، يا شيخه بلا هم.
سعاد حاولت تهدا وكلمتها بتفهم:- أنا معاكي وعارفه كل اللي أنتي بتقوليه بس ده برده ما يمنعش إن اللي أنتي عملتيه ده غلط يا ليله، وكمان هو مش خايف عليكي، إللي بيخاف على حد بيخاف عليه من كل حاجه مش أنه يمنعه من الشغل وبس لأ ،لو فعلاً خايف عليكي مكنش اتجرأ وطلب إنك تركبي معاه.
ليله بصتلها بلوم وهى فهمت نظرتها دي ومسكت أيدها وكملت:- ليله اسمعيني وافهميني كويس أنتي دلوقتي في نظر الناس مطلقه، وأي موقف أو أي حركه منك هيفهموها غلط.
ليله بغيظ:- هو يعني المطلقه دي مش بني ادمه تحب وتتحب وتعيش حياتها؟ طب ما هو فتحي من قبل ما يطلقني راح اتجوز وشاف مصلحته، ومحدش قاله أنت بتعمل ايه ولا حد عاب عليه!  ولا هو حلال للراجل وحرام للست؟
سعاد بتنهيده:- لأ يا حبيبتي مش حرام؛ بس في أصول لازم نمشي عليها، كونك اطلقتي ده ما يمنعش إن أنتي تعيشي حياتك لأ، بالعكس عيشيها ده أنتي كمان هتعيشيها أحسن من الأول، وهتاخدي قرارات في حياتك احسن مما كنتي بتاخديها قبل كده وانتي صغيره، اليوم عن يوم بيفرق يا ليله وأكيد اختيارك المرة دي هيكون صح؛ بس علشان اختيارك يكون صح؟ لازم تكون كل حاجه هتعمليها بحساب، وتحسبي كل خطوه صح جداً كمان، انا مش ضد إنك تحبي، ومش ضد إنك تتكلمي مع مروان ده، لكن ضد إنك تعملي أي حاجه من ورا أبوكي! مش لازم تصغريه، وكمان تركبي معاه العربيه وأنتي مش على ذمته؟ ما ينفعش وبعدين إيه اللي خلاكي واثقه قوي فيه كده أنه هيتجوزك؟ مش يمكن لما عرف إنك مطلقه حب يتسلى شويه؟
ليله قامت وقفت واتخنقت من كلامها لأنه صح ، وهى عايزه تعيش حياتها صح بس كمان عايزه تعيش الجنون مش عايزه حد يقولها حلال وحرام، هى عايزه تعيش وبس! وقالت بحنق:-هو أنا جايالك فرحانه علشان أحلامي بدأت تتحقق، وأخيراً في راجل حنين هايحس بيا وبالقرف اللي أنا عشت فيه ويعوضني، تقوليلي أنتي مطلقه؟ واحسب كل حاجه صح!!  هو أنا عملت ايه لده كله يا سعاد؟
سعاد وقفت ومسكت أيدها ومش عايزاها تزعل منها، هى خايفه عليها لأنها مرت بتجارب وعارفه نفوس أغلب البشر وقالت:- يا حبيبتي أنا خايفه عليكي مش اكتر،  يا ليله أنا اطلقت قبل منك بسنه واشتغلت اكتر من مرة وقابلت ناس كتير فيهم اللي عايز يتقدملي بجد وفيهم اللي طمعان وعايز يتسلى بيا يومين وخلاص والاسم مطلقه، إحنا في مجتمع بيبصوا للمطلقه نظرة تانيه خالص، وعلشان انا مريت بالتجارب دي مش عايزاكي تقعي فيها وانا بنصحك كأخت، لكن في الأول وفي الآخر اعملي اللي أنتي شايفاه صح.
ليله مسكت أيد سعاد وقالت بتوسل:- ياسعاد افهميني، أنتي ما شُفتيش مروان!  ده غير أي حد احنا شفناه قبل كده، وغير أي راجل في الحاره بتاعتنا دي،أسلوبه مختلف كل حاجه فيه مختلفه بيعاملني على اني بنت ناس قوي، أنا مهما اقولك مش هوصفلك انا حاسه بأيه، أنا خايفه اضيعه مني بغبائي في يوم، ومش عايزه فرحتي تتكسر من دلوقتي أنا نفسي أعيش حياتي ومروان هو الفارس اللي انا كنت بدور عليه من زمان.
سعاد ابتسمت لان الجدال محسوم في الموضوع ده من وجهة نظر ليله ومهما تقول هى شايفه أنها واخده القرار أنها مش هتتنازل عنه:- خلاص يا حبيبتي اللي أنتي شايفاه صح اعمليه، وانا مش بكسر فرحتك ولا حاجه كل همي إني خايفه عليكي تقعي في تجربه تانيه وترجعي تندمي بعدها، لكن بما أنك واثقه من مروان يبقى خلاص ما عنديش حاجه اقولهالك غير ربنا يكتبلك الخير يا حبيبتي.
ليله ضحكت:- أيوه كده بحبك وانتي عاقله.
سعاد ضحكت:- طيب تعالي اقعدي وهعمل أي حاجه نشربها ونرغي شوية، قعدت ليله وخرجت سعاد وعملت حاجه يشربوها وقعدوا مع بعض يتكلموا ويضحكوا ولما الساعه جت 9:00 ليله قامت واستأذنت علشان تروح ومستنيه اتصال مروان الساعه 10:30 وسعاد واقفه مكانها وباصه قدامها تفكر في كلام ليله عن الفارس الغني.

قصة/ اِحْتِلاَل مُحَرَّم بقلم/ مريم نصار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن