الفصل الثاني عشر

Start from the beginning
                                    

بدلت ملابسها و نزلت لهم بسرعه .. اتجهت الى المطبخ .. احضرت  قطع الجاتوه و العصير لهم جميعا .. ناظرتهم لتقول بابتسامه : عملت مصيبه ..

تنهدا الاثنان بضجر و من ثم اكملا حديثهما هل حقاً كانا يتوقعان شئ اخر .. قال كنان : بصي البدله دي عجباني بس عايز ادور علي قماشه علشان التصفيات بتاعه البطوله اخر بدله قماشتها مكنتش مريحه ..

نظرت نوف الى البدلة و من ثم اردفت : متقلقش هسئلك و نشوف خامه احسن من دي ..

ابتسم و هو يجيب : منتحرمش يا باشا ..

قالت بريق بنبره منزعجه : ممكن تركزوا معايا انتوا الاتنين في المصيبه الي انا عملتها دي ..

قال كنان مكتفاً ذراعيه : ايه الجديد ما دائما عامله مصائب ..

لتحرك يديها و هي تضحك : لا المره دي خراب .. حسان هيموتني فيها دي خراب ديار ..

نوف : هببتي ايه ..

ابتلعت ريقها قائلة بصوت خافت : العريس الي جايلي ده .. افتكرته حرامي و فتحت عليه مطوه ..

صاح الاثنان بصوت واحد : نعم

التفت تنظر ان كان حسان سمعهما : هش هتفضحوني .. هو الي بيتمشي في البيت كأنه بيت خالته .. الواد ده لو اعترف عليا الله يرحمني. .

كنان : اعترف عليا مصاحبين هجام ..

وضعت طرف اصبعها فى فمها قائله : اعمل ايه ؟

قالت نوف بهدوء : متعمليش اقعدي شوفي هو هيعمل ايه ؟ .. وافق عليكي خلاص مشي الجوازه انتي اصلا مش رافضه و لا موافقه ..

ليقاطعهم كنان : موافقش متافوريش ..لو اعترف نضربه سهله .. اهو نجرب البدله مريحه و لا لا .

نظرت له نوف بتحذير : بس يا كنان .. لو قال حاجه نشوف طارق أو ساره يكلموه ..

قالت بريق بيأس : طارق هيخاصمني ..

كنان : لو حصل حاجة سيبيلي ساره ممكن اعرف اتفاوض معاها ..

نوف : و طارق ؟

كنان : لا طارق او حسان تبعها هي .. طارق مش هيقدريخاصمها و حسان متلامضش معاه بيحس بالذنب ..

تنهدت هي فأي ورطه تلك .. لتقول نوف : هاتى الجاتوه ده .. و الله الواد مكلف اهو ..

سحبت هي احد الاطباق قائلة : قولتلكوا دي بتاعتي انا .. انا مختاراها من الصبح .. يمكن تبقى اخر حته جاتوه ..

ليقول كنان و هو يتناول قطعته : متقاطعيش بس .. قولى ان شاء الله ..

كان يتفادي في اللحظه الاخري الشوكة الملقاه تجاهه فهو يحفظها على كل حال .. لتضحك نوف عليهما .. فكما تقول دائما انهما طفلان مهما كبرا ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان بيجاد صامتاً طوال الطريق الى المنزل .. لم يردف بكلمة واحدة مهما حاول ابراهيم دفعه لذلك .. كان شاردا لدرجة لم يفهم سبباً لها فان كان رافضا لقال و انتهي الامر و ان كان سعيدا لبدي عليه .. لكن ما بال تلك الحالة ..

وصلا الى المنزل ليفك بيجاد ازرار قميصه العلويه متناولا زجاجة مياه شرب منها القليل .. ليخرجه صوت ابراهيم عن شروده للمرة التى لا يعرف عددها قائلا : هتتعشي ..

- توء عايز انام ..

- مالك يا بيجاد ..

نظر له متعجبا و هو يقول : مفيش ..

نظر له بحاجب مرفوع و هو يقول : طب رايك ايه ..

- بكره يا بابا .. عندنا شغل كتير و انا مبركزش و انا مش نايم ..

ليتحرك تجاه غرفته دون النطق بكلمة اخري .. دخل الى غرفته و القي بجسده على الفراش يناظر السقف .. لو كان سقف غرفته يتحدث لأفصح بالكثير من الأسرار التي تخبره بها عينا بيجاد دائما .. اسرار لم يتجرء على الافصاح بها الى نفسه حتى ..

نظر الى مفكرته التى يدون بها خواطره بالفصحي و هو يحدث نفسه متذكراً طريقتها فى الكلام و هو يقول : المفروض بقى دي يتقالها الكلام ده طب ازاى ..

ليتحدث عقله قائلاً بمنطقيه : حسنا ليرفض انتهت المعضله اذا ..

حك عنقه .. يرفض ابتلك البساطه الامر ..

ليتحدث عقله مره اخري : اجل بتلك البساطه .. الا ان كنت لا تريد ..

ليعم الهدوء مرة اخري .. هو لا يعلم ان كان يريد ام لا يريد .. لكن ان كان لا يريد لما ليس من السهل عليه الاعتراف بذلك .. تنهد بضيق ليلتفت الى مذكرته مرة اخري يتذكر ما حدث للمرة التى لا يعلم عددها .. لكنه ضحك تلك المرة .. لا يقابل المرء كل يوم فتاه تتسم بالجمال الهادئ عكس ما ينطق به لسانها .. ان رأيت صورتها و سمعت حديثها لأقسمت انهما شخصان يستحيل كونهما نفس الشخص ..

تنهد للمرة التى لا يعلم عددها .. عندما اتاه اشعار من احدي الصفحات التى تحوى اقتباسات من الشعراء و غيرهم فتح الاشعار ليجد " كم قمر يشع من وجهك حين تبتسمين .. فقط بريق ضحكاتك الصادقة ينير لى قلبي "

ظل يناظر الخاطرة بصمت و من ثم ابتسم تاركاً الهاتف متجها الى الخزانه ليبدل ملابسه و من ثم خلد الى نوم ..

يتبع .. 

بريق خافت ✨ - مكتملة Where stories live. Discover now