مقدمة

896 41 83
                                    

من قال ان الحكايات تحتاج الى شخص سئ او شرير .. او ان الاخيار لا يفسدون قصصهم و حياتهم بانفسهم .. و ان حياة الاخيار سعيده هانئه ..

تلك القصه اليوم تتحدث عن اشخاص جيدين فى الحقيقة افسدوا حياتهم بايديهم بسبب سوء التصرف ليصبحوا السيئين فى روايه احدهم لزمن طويل .. و لكن للاسف احدهم ذلك كان اهم شخص في حياة كلاً منهما و هي ابنتهما الصغيره ..

- ماما هو بابا مش هيروح معانا ..

كان ذلك صوت بريق .. صغيرة فى الرابعه من عمرها تشاهد انفصال ابويها بجهل طفولى .. لا تعي من الامر سوا ان والدها يرحل و لن يعود .. لتسمع اجابة والدتها : لا يا حبيبتى بابا مش هيجي البيت تانى مشي خلاص ..

- عشان الولاد احلى من البنات صح ..

نظرت لها سارة باستغراب لتكمل الصغيره : انا سمعت بابا بيقول ان البنات وحشين و الولاد احلى ..

أغمضت عينيها تتذكر شجارها مع زوجها .. كان يرغب بانجاب صبي لخوفه الدائم من تربية فتاه فى هذا المجتمع القاسي عليهن .. كلما سمع خبر عن اختطاف .. قتل او اغتصاب فتاة ما الى اخره من تلك الاخبار المفجعه زادت هواجسه لتاتى القشة التى قسمت ظهره بانجاب زوجته لبريق ..

كان سبب شجارهما الدائم سوء التعبير عما يدور بخلديهما .. لم يستطع التعبير عن مخاوفة او افكاره كعادته مع زوجته .. كان كل منهما ينافس الاخر فى ضيق الخلق و العصبية .. ظنا خطاً ان بعد الزواج قد يتحسن الوضع بينهما و يتفاهما .. و قد اتى الزواج و اشتعلا اكثر من ذي قبل .. فالمنزل كان دائماً ساحة قتال بينهما .. استمر الوضع خمس سنوات .. خمس سنوات من الخلافات حتى وصلا الى الانفصال .. كانت بريق طفله تتمتع بالذكاء و القوه منذ الصغر .. هي تعي الشجار الدائم .. تعي انها السبب .. لا تخاف صراخ كلاً منهما لانها اعتادته .. لكن الامر انعكس عليها ببدايات عدائيه تجاه الجميع بداية منهما .. كانت تصرخ على اي كان و تضربه ان لزم الامر .. زدات عصبيتها جملة والدها التى حفرت بعقلها التى كان دائما يواري رعبه بها و هي " انا اصلاً مكنتش عايز بنت .. مكنتش عايز اخلف بنت " ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مضت الايام كانت بريق مع ساره فى تلك الفتره .. لكن كلما كبرت زاد عنادها و عنفها .. كما ان مطالب الحياه اصبحت ثقيله على كاهل ساره و ايضا تحتاج الى شخص ما يعينها على ذلك .. بالطبع لم تكن لتطلب شئ من طليقها فهي قطعت كل الاتصال به و بالتالى انقطع اتصال بريق بوالدها رغم حرصه على الذهاب الى مدرستها بصفه دوريه و متابعة حالتها و صحتها و لكن الاتصال الحقيقي بين الفتاه و والدها يكاد يكون غير متواجد تماماً ..

كان حسان والد بريق قد تزوج بعد انفصاله عن ساره بسنوات قليله .. تزوج من سيدة تشبه سيدات العصر القديم فى هدوئها و رقيها رغم انها لا تصغره بكثير .. تدعي تاليا .. 

عندما اتمت بريق عامها العاشر .. تعرفت ساره على طارق و هو احد اقرانها فى العمل .. كان لديها هواجس تجاه الارتباط به بسبب ابنتها الصغيره و لكنها قررت اتخاذ الخطوه فكان المضي قدماً وحيده منهكاً لها ..

كان طارق هادئ و لطيف للغاية .. فهو يحب الموسيقى و يعزف على عدة الات و لكنه لم يمتهنها وظيفه قرر الحفاظ على هوايته و العمل باى وظيفه كانت .. فكان لديه حس فنان مرهف ..

 كان تعرفه على بريق كارثي فهي حقاً اجادت احراج والدتها امامه و لكنه لم يبالى .. بعد فتره تزوجا و قبلت بريق الوضع على مضض .. و لكن زواج والدتها كان اول بريق مضئ فى حياتها السوداء .. فكان طارق يتخذها ابنة له .. كان يدللها للغاية .. كل ما هو حلو له .. كل الملابس الغالية و الثمنية و الفساتين الملونة ... كل عطله او وقت فراغ له كان ملك للصغيره اما نزهة ما او يعزف و يغنى لها .. كانت ساره سعيده بعلاقتهما رغم نقدها الدائم انه سيفسد الفتاه بدلاله الزائد لها .. كان طارق يري انها فتاه كما تحتاج الى الشده تحتاج اكثر الى اللين .. تحتاج الى شعور الامان مع اسرتها ان لم تفعل قد تبحث عنه فى الخارج .. كان دائماً يحاول التاثير على ساره بتلك النقاط .. فاحياناً تقتنع و احياناً ترفض و تقطع عليهما متعتهما ..

فى تلك السن كانت بريق ترفض فهم اسباب والدتها فقط تري انها تكرهها او لا تستطيع ان تحبها و والدها ايضاً .. كان طارق فقط من له الحب و الطاعه و اي اوامر من سواه صحيحه او خاطئه كانت تقابل برفض .. رفض يغلفه التحدي من يستطيع فليجبرها لنري .. حاول طارق دائما يحاول افهامها ان والدتها تحمل نوايا طيبه لتلك الشده هي فقط يخونها التعبير و لكنها دائما ما تردد ما شأنى بالنوايا .. النوايا يحاسب عليها الله فقط .. ليصل دائما الى حائط سد .. فهى محقه النوايا شأن خالقها .. هي تحتاج الى اسباب لتشعر بالحب تجاههما .. احترامها فرض و لكن حبهما لا يستطيع احد غرسه فى قلبها بالقوة .. لتبدء بريق حياتها منذ الصغر تتخبط بسبب افعال والديها ..

يتبع ... 

بريق خافت ✨ - مكتملة Where stories live. Discover now