الفصل الثامن

378 34 66
                                    

مرت الايام و التحقت الفتاتان بكلية الفنون الجميله بينما التحق كنان بكلية التجارة التى لا يري مدرجاتها الا نادراً لوجوده دائما فى الحرم الجامعي الخاص بالفتيات .. كان ملتصقاً بهم و رغم ذلك لم يكن الشخص المتطفل علي حياتهما ..
توطدت العلاقات بين ثلاثتهم .. و زادت شرارة المشاعر بقلب كنان تجاه نوف و التى كانت بالفعل متواجده منذ صغرهم و قبل ان يعود الى مصر و يلقاها مره اخري من الاساس .. و لكن نتيجة لشخصيته الكتومة و قلة تركيز نوف فقد كانت مهمه شاقة .. تزداد صعوبة كلما تقدم بهما العمر ..
كان كل ذلك على مرئ بريق التى كانت دائما ما تشير لكنان بمعرفتها لمشاعره عله يتحرك و لكن يمكنك ان تحرك الجبل بسهوله اكثر من تحريك كنان .. ظل الوضع كما هو عليه خلال اول سنتين من الجامعه .. لم تنقطع بهما روتين المركز الرياضى و الكلية المعتاد ..
كان كنان يجلس بالكرسي المجاور لبريق يدخن أحدي سجائره و هما ينتظران نوف التي تتأخر كالعادة .. بعد فتره رائها قادمه ليلقي السيجاره سريعا و هو يدعسها بقدمه و بيده يحاول ازاحة الدخان لتضحك بريق بشده ساخره : بتخاف منها ولا كأنها ابوك ..
نظر لها بحنق و هو يقول : مش بحب اضايقها تفرق .. و كمان هي عارفة اصلا انى بشرب سجاير اطلعي منها ..
مدت له حلوي بالنعناع و هي تنظر له بمكر ليقطع المعارك الدائمه صوت نوف المرح : أنا جيت يا حلوين ..
- اتاخرتي ليه يا بنتي ..
- كنت طالبه عربيه و اتاخرت ..
- انتي لو بتوفري تمن اوبر و اسكين كير ده كان زمانك مليارديره ..
- يعني اجي مشي ..
- المواصلات قصرت معاكي في حاجه يعني ..
ليقاطع كنان الجدلات اليومية قائلا : مقولتليش ليه اجي اخدك ..
- محبتش اتعبك عادي ..
كاد يجيبها لتقول بريق : اجيبلك ليمون ؟ ..
نظر لها بغضب و هو يتوعد لها بسره لتقول نوف متعجبه :  لمون ..
اجابتها بريق ضاحكه : اه يا بنتي مش كنان عنده برد ..
أشار لها بمعني سأريكي و لكن نوف قاطعته قائله : انت كويس طب نروح لدكتور ؟ ..
- بس يا نوف كده البرد يزيد ..
- يزيد ازاي ؟
- ما هو البرد لما تهتمي بيه كده يزيد ..هو هيبقي كويس ما شاء الله زي درفه الباب اهو ..
دفعها كنان بقوة بقدمها لتكتم تأوها و هي تضحك بينما هو يقول : قل اعوذ برب الفلق ..
ضحكت بريق و نوف التي قالت : طب ايه مش هناكل ولا انتوا عايشين علي الخناقات ..
ادعت بريق البرائه قائلة : اتخانق مع كنان .. ده ابني ..
نظر لها بحاجبان مرتفعان لتتحرك نوف قائله : هجيب المنيو هقبال ما تفرهدو شوية من الخناق ..
اشارت لها بريق : و الله بنطلب نفس الطلب كل مره ..
نظرت الى كنان و هي تكمل : خليك كده ساكت لحد ما تدخل عليك بعيالها ..
- يوه ..
- ده اخرك كتك الارف .. بقولك ايه الواد الملزق الى معانا فى المدرج ده شكله معجب بيها متخلص نفسك ..
- اروح يعنى اقولها ايه .. ما انتى شايفه .. و كمان هي بتعتبرني اخوها خلصنا ..
- هتتنيل تشوفك حاجه تانية ازاى بس .. انت بتقولها صباح الخير يوم اه و يوم لا ..
- المفروض مني ابقى بتاع كلام يعنى ..
-لا بس الكلام مطلوب علشان تشوفك او على الاقل تعرف انها مش بالنسبالك صاحبة بس ..
ادار وجهه الى الجهه الاخره لتقول : هي بتفكر تديله فرصة و انت مبتعملش حاجة دا انت كائن مستفز ..
سحب حقيبته و تحرك قائلاً بغضب : انا ماشي ..
عادت نوف لتراه يتحرك بعيداً عن الطاولة خاصتهم : ماله ده مشي ليه ؟
لترفع بريق كتفيها لها : معرفش تلاقي عنده تمرين البطوله خلاص .
- مش هياكل ..
- لا هيلبس لو فضل كده ... فكك و ريني كده المنيو ده بيقول ايه ..
ظلت نوف تراقب طيفه الراحل لثوان و من ثم نظرت الى بريق لتكمل حديثهما المعتاد عن التسليمات و الكلية و ذلك اللزج الجديد الذي دخل حياه نوف لازعاج كل من بريق و كنان ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و بالفعل كما توقعت بريق .. ما هي الا ايام حتى بدأت تلك العلاقة الاثمه من وجهه نظرها فهي قائمه على رفات قلب صديقها الكتوم .. كان كنان أعند من ان يقطع جلساته فى الكلية لديهما لكن ذلك الفتى لم يكن من معجبى كل من كنان و بريق  ..
و كان ذلك منبع جيدا للشجار الدائم بينهما .. كان يوما اخر معتاد بالمركز الذي يرتادونه دائما و كثيراً فى الفتره الاخيره لقرب بطولة الجمهورية الخاصة بكنان .. زاد علي ذلك الروتين عدد سجائر كنان و عصبيته التى فاقت الحد بشكل ملحوظ للجميع ...
حضر احمد و نوف استقبلتهم بريق لان كنان قد غادر قبل حضورهما بثوان : اهلا بعصافير الحب ..
ضحكت نوف بخفه بينما لم تصدر اي رده فعل من احمد .. ما كادت بريق تتكلم حتى حضر فرد الأمن يتحدث من بين لهاثه : أستاذه بريق .. أستاذ كنان بيتخانق بره مع ناس كانوا عند العربية بتاعته ..
سحبت حقيبتها و من ثم التفت الى نوف تقول : ابويا لا .. اتصلى بابوكي انتى يا نوف لو الموضوع وسع .. لا ابويا و لا ابوه سمعانى ..
هزت رأسها بتوتر ليتكلم احمد بأستنكار : هي هتتخانق ؟
نظرت له بعيناه بدئت العبرات تتجمع بعينيها فما هذا الهراء بالتأكيد ستتشاجر لكن ليس هذا ما يشغلها فهي اعتادت منهم العبث .. ما يشغلها كلمات بريق فتحذير يساوى كارثة .. اخرجتها كلمات احمد من شرودها : انتى ازاى مصاحبه الهمج دول ؟
و كأنه أفاقها لتقول بصوت خفيض : اصحابي ..

بريق خافت ✨ - مكتملة Where stories live. Discover now