هـدُوء مَـا قَـبـل الـعَـاصـفَـة

65 13 11
                                    


الفَـصـل الخَـامِـس
.
.

.

عَادت الأمُور لمجَاريها بَعد ذلكَ "المَوعد" ،
ڤاليري عَادت للتعَامل مَعي برَاحَة وعفويَتها المعتَادة ،
لَم تعد تنتظرني لأنَام كَي تأتي لحُضني بَل بَاتت هي مَن تسحبني للسَرير ،
وأنَا أحبُ ذلكَ في الوَاقع،
الإستيقَاظ على وَجهها اللطيفِ وتعَابيرها المرتخيَة والنَاعمَة كَالنعيم ،
حسنًا ربمَا أنَا مُعجَب بها لكِن لَم ولَن أسمَح لمشَاعري أَن تزدَاد عن ذلكَ،
لَن أقع في الحُب مَع قَاصرة!
ثمَ لَن أسمَح لي بتَدنيسها وتَلطيخ برَائتها،
أو عَلى الأقَل سأحَاول..

بتُ أكرَه عَملي في المنظمَة وكَثيرًا ما أتغَيب عَنه أو أترُك ضحَايا أحيَاء وحَسب ،
لطَالمَا شَعرت بالنَشوة في القَتل لكن الذرَة التى كَانت تريدُ مني التوَقف بَاتت أكبَر وأكبَر ،
كلمَا رَأيت ڤاليري وفَكرت بها أشعُر بتلكَ النشوَة تذهَب مَهب الريَاح ،
بحيَاتي مَا كنتُ مشوَش ومضطَرب هكذَا ،
ربمَا لأنني لَم أمتلِك شَخصًا لأقلقَ بشَأنه من قَبل،
أوَد فقَط الهَرب من كُل هذه الافكَار والتَعقيدَات،
أخرَجني من أفكَاري نقرٌ خَفيف على كَتفي ونَبرة مُحببة لي تحَادثني،

_ هيُونغ بخَيرٍ ؟

عينَاها القَلقة وشفَاهها العَابسة تلكَ تَجعلني اوَد الاحتفَاظ بها لنَفسي فقَط ،
تَنهدت انفُض تلكَ الأفكَار بَعيدًا وجَذبتها من خَصرها أدفَن رَأسي ببطنها وهي وَاقفة بينَ قدمَاي ،

_ هيُونغ بخَير ، مرهَق فقَط.

_ أمم هَل أصنَع لكَ حَلوى لتصبحَ بخَيرٍ ؟

لَم أُرد إبطَال حمَاستها تلكَ لذَا أومَأت مُبتعدًا عَنها أحَررها من ذرَاعاي وفورًا قَد ركَضت للمَطبخ ولَحقتها بدَوري ،
و حمدًا للهِ أنني فَعلت لأنَها حَرفيًا لَم تستَطع الوصول لمعظَم الأشيَاء،
كَانت تدندن وهي تتحرك هنَا وهنَاك تخلط المَزيج الذى إتَضح كونَه برَاونيز ،

_ هيُونغ الفُرن من فضلك ~

قَهقَة خَافته غَادرت ثُغري في حينِ نَهضت لاضَع القَالب في الفُرن مُلتفتًا لأمسَح الدَقيق عَن خَديها ،

_ لَطيف ~ أذهَبي لتَستحمي أنتِ ملطَخة بكُل مكَان وأنَا سَأخرجهَا حينَ تنضج.

وبالفِعل غَادرت ڤاليري للغُرفة وعَادت الافكَار تَغزوا رَأس وتَنهشنِي بلا رحمَة،
كيفَ سمحتُ لنفسِي بإيذَاء تلكَ الفَتاة البَريء وكيفَ ستتأذَى أكثَر وأكثَر كلمَا بَقيت بجوَاري ،
كنتُ أنَانيًا ورَغبت بها لنفسِي ولَم أسمَح لَها حَتى بإتخَاذ القرَار ،
مَاذا لو كَانت متضَررة من البقَاء مَعي وفقَط لا توَد الحَديث؟،
مَاذا لَو كنتُ مصدرَ إزعَاج لَها ؟ ،
ثمَ إلى مَتى سَأبقيها بجوَاري بحجَة المَنزل ؟ ،
شَهرين ، ثلاثَة ؟،
ثمَ مَاذا ؟،
هي تتحَسن وبَاتت كَثيرة الخرُوج مَع أيَان وفَتى أخَر أيضًا ،
ويَوم بَعد يَوم ستزدَاد معَارفها وسأصبح منسيًا ،
مَا كَان يَجب عليَّ التَهور والانجرَاف بمشَاعري لتلكَ الدرجَة أبدًا ،
قَاطع حَديثي الدَاخلي ذَاك رَنين الفُرن بإنتهَاء المدَة لذَا نَهضت بقلبٍ مثقَل أخرجُ الصينيَة من الفُرن،
وعَن غَير قصدٍ لامسَ ظَهر يَدي مَعدن الفُرن السَاخن ،
لم أهتَم حقًا لذلكَ اللسعِ حينَ رَأيت ڤاليري تنزل بهُودي فضفَاض أبيَض وشُورت أزرَق أطوَل منه بقَليل،
بَدت مشعة كالعادَة وشَعرها الأبيَض المُبلل جَعلها يَبدوا ألطَف وألطَف وبعبُوس أقتَربت مني بالمنشفَة والفُرشاة،

𝕬𝖓𝖌𝖊𝖑 𝖔𝖋 𝕯𝖊𝖆𝖙𝖍Where stories live. Discover now