مُـتَـنَـاقِـض

108 19 5
                                    

الـفَـصلُ الأوَل
.
.
.

فِي الصبَاح ،
أمنَحهُم الحيَاة ،
وفِي المَساء ،
أسلُبهم إيَاهَا ،
وفِي كِلا الحَالتَين برَغبَتهم ،
برَغبَتهم أنقُذهم ليَعشوهَا ،
وبرَغبَتهم أحَررهُم من قَيدهَا،
وإن سَألتمُونِي مَاذا أُفضِل؟
لاَ هذَا ولاَ ذَاكَ ،
أُفضِل تلكَ السَاعات البَسيطَة التِى أقضِيهَا كأنَا ،
ليسَ ذلكَ الطَبيب المُخضرَم والمثَالي ،
وليسَ ذلكَ القَاتل المُلطَخ بالدمَاء ،
كالعَادة تلكَ الأفكَار ترَاودنِي كلَ صبَاحٍ وأنَا بسيَارتي للمَشفى ،
تَحمَحمت أرسُم إبتسَامَة وَاسعَة فَوق محيَاي قَبل دخُولي ،
رَددت التحيَة لكُل مَن حيَاني كشَخص مُهذب ،
و حَتى دَخلتُ مَكتبي مُرتديًا ردَاء المَشفي فَوق بنطَالي الاسوَد والقَميص الازرَق ،
أخَذت قَائمَة المَرضى لليَوم وأخَذت في الشرُوع لعَملي،
مَا بينَ تَفقد تحسِن ذَاكَ و سُوء الاخَر،
مَا بينَ أمٍ مترَجية لأنقذَ طفلهَا و إبنٍ يَتوسَل لتَفقد وَالدته ،
و بحلُول السَادسة مسَاءًا تَنتهي منَاوبتِي ،
وأجَرجِر خطوَاتِي المرهَقة للمَنزِل ،
أعدَدت شَطيرة من الجُبن أتنَاولهَا بينمَا أخرجُ ثيَاب العَمل التَالي ،
أخَذت حمَامًا بَاردًا قَبل إرتدَاء السوَاد ،
من القَميص للبنطَال للسترَة والحذَاء ،
القبعَة أخفَت شَعري الأسوَد ذَا الخُصل الحمرَاء ،
و كِمامَة سوَداء غَطت نصفَ وَجهي ،
خَرجت من البَاب الخَلفي الى تلكَ السيَارة ذَات الارقَام المزَورة ،
وانطَلقت الى مَكان العمَل التَالي،
رَكنت السيَارة أمَام مَحل الحَلوى ،
ومن البَاب الخَلفي دَخلتُ ببطَاقَة مروري،
فكرَة رَائعة صَحيحٌ ؟
مَن سَيشك فِي مَتجَر حَلوى ؟
أنزَلت الكمَامة ليَحصل البَاب على بصمَة وَجهي وعَيناي،
قَبل أن يفتَح لي للعبُور،

_ 444

نَطقت برَمزِي ليُسلمنِي الجهَاز قَائمة العُملاء ،
عجبًا بينَ قَائمة المَرضى الذينَ يعَافرونَ للحيَاة ،
وبينَ قَائمة البَائسينَ الذينَ يَودونَ المَوت ،
أخَذت حَقيبَة الظَهر التي تَحوي كل أدوَات القَتل التى تَخطر ببالكَ ،
سكَاكين ، مسدسَات ، قنَابل مَحدودَة المَدى ،سمُوم ،
كُل شَيء مَوجود ،
طَرقت البَاب الاوَل ،
وثوَان وفَتحت هَيئة اتذَكرهَا ،

_ أنتِ مُجددًا ؟

أمَائت بإبتسَامَة وَاسعه ومُبهجَة لَم أرَاهَا في المرَة السَابقَة،

_ لَم أطلبكَ لتَقتلنِي هَذه المرَة ، طَلبتكَ لأشكركَ.

تَحدَثت بعدمَا اصبَحنا بالدَاخل ونَجلس متوَاجهَين ،
أصَابعها البيضَاء مُتشَابكة تَعبث بهَا بتَوترٍ ،

_ ومَا أدرَاكِ أَنني من سَآتي؟ لستُ الوَحيد في المَوقع حتمًا.

_ أعلَم لذَا كتبتُ موَاصفاتكَ في خَانة المُلاحظَات.

𝕬𝖓𝖌𝖊𝖑 𝖔𝖋 𝕯𝖊𝖆𝖙𝖍Where stories live. Discover now