لاَ تَـجـعَـلنِـي أُحـبُـك

76 18 9
                                    

الفَـصـل الثَـالِث
.
.
.

بَعد يَوم رَأس السَنة إحتَجت فترَة لإستيعَاب المشَاعر التى أحمِلها في قَلبي،
ليسَ ذلكَ فقَط ،
بَل وقتل تلك المشَاعر أيضًا،
فَلا مكَان للحُب في قَلبي الأسوَد،
بتُّ أقضِي وَقتي في العَمل تَجنبًا لأن أضعَف وأذهَب لَها،
وبالمسَاء مَا كنتُ أرحَم إنسيًّا يَقع تَحت يدَاي ،
الاخبَار إمتلأت بجَرائمَ شَنيعه كنتُ مرتكبهَا ،
آخرهَا كَان بالامسِ ،
كَان سيَاسيًّا فاسدًا مَاتت زَوجته الحَبيبة ،
كَان يثَرثر ولَم أكن بمزَاج لسمَاع صَوته القَذر ،
لذَا أوَل مَا فَعلت كَان غَرز سكِيني في حَنجرته،

_ صَوتكَ مزعِج.

أردَفت بعدَم إهتمَامٍ في حينِ سَقط عَلى الأرضِ بأعيُن متوَسعه للمبَاغته ،
بحثت بينَ أدواتِي وأخرجتُ مقصًا ،
وأصبعًا إصبَع قَصصته وهو يحَاول الصرَاخ ولاَ يَستطيع ،
كَان شعورًا يَملأني بالنَشوة ،
قَهقهت بصَخب بينمَا أخرج مطرقةً أهَشمُ بهَا جُمجته ،
وحينَ بات جثةً طَريحة الأرضِ أخَذت بسَكب البنزِين في أرجَاء المَنزل،
وبحَال خرُوجي ألقَيت عودَ دينَاميت مُشتعل هنَاك وغَادرت أدَندن ،
وباليَوم التَالي كَانت كل القنوَات تتنَاقل هذَا الحَادث مثلَه مثلَ غَيره ،
وكالعَادة أغلقَ عَلى كَونه إنتحَارًا ،
فإحترَاق الجثَة سَيفسد التَشريحَ ،
تَأففت بإنزعَاج مُغادرًا غرفَة العَمليات لثَاني مرَة لليَوم ،
أحيَانًا أكرَه كَوني طَبيب ،
مَا كدتُ أجلس بمَكتبي لدقَائق حَتى تَم إستدعَائي مُجددًا في الطوَارئ،
إنقَلبت حَافلة تَحمل أطفَالاً في الرَوضة،
وقسمًا لَو لَم يَكن لأجلِ هَؤلاء الصغَار البَريئينَ مَا كنتُ بَقيت لخَمس سَاعات أتنَقل بينَ غرَف العَمليات وأعَالجهم ،
أمَا السَائق والمُعلمات مَا نظرتُ لهم قَط،
ليَحترقوا في الجَحيم حَتى لا أهتَم،
أمَا هَؤلاء الصغَار فمَا ذَنبهم في إهمَالهم؟،
عظَامي تكَاد تَصرخ من التَعب وعَيناي تَستغيث للرَاحة بينمَا أقُود في طَريقي للعَمل التَالي،
أخَذت القَائمة وأتجهت للضحَايا واحدًا ورَاء الآخَر ،
كنتُ هَادئ اليَوم ،
مَا بَين تَسميم إلى خَنق إلي طَعن فقَط،
حَتى وَصلت للعنوَان الاخير،
ولوَهلة شَعرت بدَمي يَغلي ،
ذَلك الفتى كَان أحَد أسباب فَصلي من الثَانوية لثَلاث أيام،
وشَخص يَسعى للمثَالية كَأنا لَم أغفرهَا له للأن،
بَدى بائس جدًا أمامي ومحَاولاته العَديدة للإنتحَار كانت وَاضحة في العَلامات حول عنقه ويَديه،
شَعرت بغمَامة سَوداء تغَطي عقلي ولَم أشعُر بذَاتي إلا وأنَا أهجُم عليه ألكُمه بكل مَا أوتيت من قوَة وحَنق كَتمتهما دَاخلي لسنوَات ،

_ بسَببك تَلقيت الضَرب المبرح ، بسَببك والدَاي كَرهاني ، بسَببك حبست في غُرفتي لثَلاث أيام ايهَا الحقير السَافل!

𝕬𝖓𝖌𝖊𝖑 𝖔𝖋 𝕯𝖊𝖆𝖙𝖍Where stories live. Discover now