" عتمه الظلام "

1.8K 47 19
                                    

فى إحدى الغرف بالمشفى كانت امرأه مسنه جالسه على سرير لتلوح ابتسامه خفيفه على وجهها وهى تنظر لتلك التى أمامها ترتدى جاكت ابيض الخاص بلأطباء وبطاقه تعريفها عند رقبتها وترفع شعرها بطوق
: اصبحت بخير بفضل الله ، اتمنى أن تهتم بصحتك حتى لا نعود للوراء بعد كل ذلك
: اشكرك طبيبه " أفيلا "
قالت ذلك السيده بابتسامه خفيفه مليئه بلأمتنان والشكر اومأت " أفيلا " إليها ثم خرجت من الغرفه دون أن تنطق ببند اى كلمه اخر فتبعتها الممرضه التى كانت برفقتها 
: احضرى اوراق المريض الاخر
قالت ذلك وهى تسير لتأومأ الممرضه رأسها إيجابا وهى تقول
: حاضره
لتذهب تلبى طلبها بينما " أفيلا "كانت متوجه لمكتبها الخاص فلقد مرت ثلاث سنوات وكانت تلك المده كافيه لتحقيق اسما ومكانه خاصه وشهره وليس فى المشفى فقط فاكثر المرضى يدخلون مشفاهم لها وتفوقها وتعاملها معهم ، فلقد اثبتت مكانه لدى الجميع
جلست على الكرسي بتنهك إلى أن جائها صوت عند الباب
: كثرت اعمالك
نظرت لصاحب الصوت لتجده " عمر " كان يرسم ابتسامه مرحه على وجهه ويضع يداه فى جيبه قالت
: لا باس بذلك
: لا تليق بك المشقه
قال ذلك بمزاح قالت بلامبالاه
: هل انتهيت
: ليس بعد جئت لرؤيتك ليس إلا
قال ذلك ببساطه ليغيظها نظرت له ليقاطعهم دخول الممرضه استأذنت من "عمر" ودخلت لتعطى أفيلا الملف التى طلبته
: سأذهب حتى لا اعطلك ، اراك لاحقا
قال ذلك وهو يخرج اومأت "أفيلا" وهى تتناول الملف بين يديها
: تحتاجين شئ آخر طبيبه "افيلا"
قالت الممرضه ذلك تعلن رحيلها لترد عليها
: لا اشكرك
لتأومئ برأسها وتتركها وتذهب ، أمسكت الملف وقفت وخرجت من مكتبها متوجه لغرفه إحدى مرضاها
كانت تسير تتطلع الى الاوراق وتقرائها بتوجس ليقاطع قرائتها نبض قلبها الذى يزداد ويتسارع شيئا فشيئا بدون ايه سبب لتسمع دقاته من هنا وكأنه على وشك اختراق قفصها الصدرى ، شعرت بوخزه به ليؤلمها فتضع يدها على قلبها ليهدأ ولكنها تسارعت اكثر وفى ذات اللحظه تجد احدهم يمر بجانبها لتشتم ذلك العطر المميز الذى تعرفه جيدا ولا يخيب عن أنفاسها وتخطأ بتعريفه ، رفعت انظارها وما رأت حتى صدمت واتسعت قدحتا عيناها لتجده هو .. أنه "كاسبر" كان مار بتلك الخطوات الواثقه التى اعتادت عليها كانت مازلت لم تستوعب ولا تصدق بعد ما تراه تبحلق فى الفراق من هول صدمتها ، إلى أن عادت انظارها إليه على الفور لكن صدمت حين لم تجده نظرت حولها تبحث عنهم وأين ذهب لتركض على الفور تلحق به وكأنها لن تسمح له بالهروب لكن حين وصلت لنهايه الممر لم تجده لتفتحت غرفه التى على يسارها دون تردد لكن لم تجده لينظر لها المريض والممؤضه بإستغراب لفتحها الغرفه بهذه الطريقه لكنها لم تبالى وذهبت لتبدأ بفتح الأخرى ويلقون أنظار متعجبه عليها  بينما عقلها مغيب تقتحم الغرف تبحث عنه بلهفه ... لتركض ظلت تدخل الى الغرف وتركض لكن دون جدوى ، توقفت أمام المصعد لنزول لكنه تأخر فركضت على الدرج بأقصى سرعتها كادت أن تتعثر لكنها تكيأت على الجدار لم تهتم وأكملت ، كانها رأت روحها التى سلبت منها
نزلت لطابق السفلة وركضت وهى تنظر يمينها ويسارها لعلى عيناها تلتقطه وكأنه يلعب معها الغميضه إلى ان اصدمت بجسد احدهم نظرت وجدته "عمر" ليقول بإستغراب بعدما رأها
: ماذا بك
: انه هنا لقد رايته لم يمت
قالت ذلك تخاطب نفسها فقال "عمر" بتساءل
: عن من تتحدثين
: "على" .. لقد رايته
قالت ذلك وهى تذهب لكن عمر امسكها تنهد وقال
: أهدئى يا أفيلا كيف سياتى "على" ثم إنه ماذا سيفعل فى المشفى
: اخبرتك انى رايته لقد شعر قلبى بوجوده
أبعدته عنها وهى تذهب وتقول
: لن تسمع له بالهروب مجددا ، لن ادفع يكمل تلك اللعبه ألذى يلعبها معى ويختبا منى
لتضيق ملامح "عمر" وهو يطالعها بقله حيله فكما قالت لن تسمح له بالهروب مجددا ، لطالما كانت تراه بكل مكان تذهب إليه وإن كان شبحا ام طيفا ام ذاكرتها ام عيناها من تهياه لها لتروى شوقها منه ولو قليل ، ذهب إليها أوقفها وهو يقول
: حسنا لا بأس لتستريحى قليلا .. تعالى معى
لتنظر له بحنق وتصرخ به غاضبه
: انا لست مريضه ابتعد عنى
نظر لها من غضبها الشديد وصوتها المرتفع وهو لم يقل شيىا فلما تنفعل هكذا
: دعنى وشأنى
: "افيلا"
دفعته بغضب لتكمل ركضها ليتبعها لفرك قلقه عليها فلا يستطيع أن يتركها بتلك الحاله
بدات الدموع تسيل من عين افيلا وهى تركض وكان راسها على وشك الانفجار وهى تبحث عنه كالمجنونه لكن لا تجده فأين قد ذهب ، هل اختفى ثانيتا .. هل اضاعته بغبائها .. غبائها ، لطالما كانت غبيه
أمسكت راسها بضيق وحزن لتبكى بحرقه انها لم تجده بل هلوسه من ضمن الهلوسات التى تراها ، اقترب عمر منها نظرت له بعين ممتلئه بالدموع والهيبه ليحزن من رؤيتها هكذا تنهد ثم قال
: لنذهب
لم ترد عليه خجلا أو احراحا أم لا يزال عقلها يتذكر طيفه ، اخذها "عمر" خرجو من المشفى فتح باب سيارته وادخلها برفق ثم اقفله وعاد للمشفى متوجه لمكتب الطبيب "ياسر" دخل إليه بعدما استأذن قال
: سأوصل أفيلا لمنزلها واعود
: هل هى بخير ؟
: لا باس بقسط من الراحه فهى تعمل كثيرا
اومأ له بتفهم وسمح له بالذهاب وان ترتاح جيدا فاومأ له برأسه ثم ذهب ، خرج من المشفى وعاد لسيارته ليدلف لداخل نظر لها كانت صامته لا تتحدث ولا تنظر له تنهد ثم ذهب
توقف امام عماره كبيره ليترجل ويذهب بناحيه الأخرى فتح لها الباب لتنزل ويذهبا ، دخلو المصعد حتى وصل الى طابق التى شقتها به أخرجت المفتاح وقربته من المثقب إلى أنه وقع من يدها اثر الف أعصابها نظر " عمر" إليها انحنى والتقطه وفتح هو الباب
دخلت وجلست "افيلا" على الاريكه وعمر على الأريكة الاخرى مبتعدا عنها
: إلى متى ستبقين هكذا
نظرت اليه بإستغراب وعدم فهم ليقول بتفسير
: تهتفين باسمه ولا تخرجيه من قلبك كيف سوف تكملين حياتك وانتى بهذه الحاله
تبدلت ملامحها لترد ببرود طغى تعبيرات وجهها
: ليس لك دخل بذلك
: لكنك مسؤليتى لقد أوصانى عمك بك
نظرت له لتقول بغير اكتراث
: أحررك من هذه المسؤليه إذا
لتقف وتذهب نظر لها "عمر" بحزن فعلم أنها هكذا تعلنه برحيله فخرج وتركها دون أن يأخذ على كلامها لطالما كان يفعل ذلك خلال تلك الفتره

أحببت مافيا2On viuen les histories. Descobreix ara