التغيير

1.1K 26 1
                                    

٠
٠

مرت سنتين كامله وقربت السنه الثالثه تخلص
عساف قدر يطلع براءة خاله ويرجع له فلوسه اللى جمدوها علشان التحقيقات
سلطان ترك المستشفي وانتقل لمستشفي ثانيه رغم ان مدير المستشفي و زملاءه الاطباء حاولوا معه يبقي لكنه ماقدر ، مايقد يمر من مكان اهين فيه وشكك في سمعته مكان فاضت فيه روح ابوه بقهر وذل

غاليه تخرجت من الجامعة و بعد ما طبقت في المستشفي ثاني غير اللى كان يشتغل فيه سلطان وتعين فيه  ، حور تدرس في ثالث ثانوي بس كل يوم مشكله وكل يوم تعاقب بالفصل ، فقرر سلطان يغير لها المدرسة ويدخلها مدرسة خاصه وبعيده عن الحارة
كان يبغي يبيع البيت وينقل بس امه ارفضت 
ام سلطان : ليش نهرب ماسوينا شي ، هذا بيتنا فيه ريحة ابوك ولا راح اترك الا بموتي
ام سلطان قدرت توقف على حيلها وتلم عيالها وتصير لهم الام والاب
وطبعا ابو سعد كل يوم يزورهم ويسال عن اخبارهم باقي مع عياله اللى يدرسون وينزل الديرة كل ويكند وكل عطله

نورة ونايف باقي في يدرسون في الجامعة وريم اخر سنه في الثانوية
ام سعد الحزن كسر قلبها على فراق ولدها ، بس هي ضعيفه ولا تقدر تسوي شي ، اللى مطمنها ان عساف يجيب لهم اخباره 

مصعب دخل البيت وهو فرحان وينادي : هيا ، هيا وينك
هيا : هنا في الغرفة
دخل سلطان غرفة النوم وحصلها ترتب الدولاب
قرب منها وحضنها وباسها
هيا بخجل : وش فيك
مصعب : انت وجه الخير والسعادة في حياتي ، اليوم حصلت ارباح اول مشروع وهذا يعني اني ماشي صح وراح ارجع كل خسارة ابوي
هيا : مبروك حبيبي ، الله يزيدك ويسخر لك
مصعب رجع يبوسها : احبك والله ، تصدقين تو عرفت الحب منك ، الحب انك تاخذ قد ماتعطي ، مو بس تاخذ
هيا ووجها احمر من الاحراج : وانا احبك وفخوره فيك وادعي لك كل يوم
مصعب : بس ناقصنا شي وتكمل فرحتنا
هيا : وش
مصعب وهو يسحب هيا : طفل

عساف جالس جنب امه اللى تتفرج على التلفزيون وهو يتتافف ويتنهد
ام عساف : وش فيك احرقتني
عساف : زين حسيتي فيني
ام عساف : حاسه فيك ، وعارفه بس ،لا
عساف : ليش لا يمه
عساف : ما تصلح لك البنت ملسونه وقويه وانت حار وعصبي والله تحرقون البيت فوق راسي
عساف : والله اذا عصبت طلعت من البيت علشان ما احرقه لك
قرب من امه باس يدها : تكفين يمه ، ترضين ولدك يموت ما اخذ اللى نفسه فيها
ضربته امه مع راسه : ما انت ميت
عساف : والله لهج من البيت
ام عساف تجاهلت ولدها وكملت تطالع في التلفزيون
عساف رجع يتنهد بقهر وهو يتساءل : ليش ترفضها امي
عساف : يمه ، جاوبني ، ليش ترفضينها البنت فيها شي
ام عساف : لا والله ما فيها شي ، بس ماتصلح لك
عساف : على اي اساس حكمت
التفتت ام عساف لولدها : بتسكت او اروح لغرفتي
عساف بقهر قام : انا اروح لغرفتي ، بس اذا راحت مني البنت والله ما اسامحك ابدا ولا راح اتزوج ، بعنس عندك
ضحكت امه بصوت عالي : عنس
دخل عساف غرفته وسكر الباب

سعد منسدح على جواله ويطقطق فيه تنهد ونزل جواله
ونظر لسقف بقهر الشوق احرق قلبه واتعب روحه
فاقد وجوده بين اهله وفاقد حس امه وريحتها وطبخها فاقد عصبية ابوه وحنيته ، فاقد نايف عضيده واخواته مشتاق لمناقر نورة الملسونه وضحكات ريم ، حتى هي فاقدها وفاقد حضورها البعيد القريب
صح ان عساف يجيب له  اخباره بس هو  نفسه يرجع لهم ، بس كبريائه يمنعه يرجع يترجي خاصه انه قرر يتغير قبل يرجع لهم ، دخل الجامعة رغم انه في البداية كان متردد علشان عمره ، بس عساف كان يحفزه ويشجعه
عساف : ثلاثين سنه ، ما تعني انك شايب ، وبعدين الدراسه مالها عمر ، وانا متاكد انك راح تنجح وتتخرج وتتوظف 
سعد : والله مستحي اخاف يضحكون على
عساف : مين يضحك عليك ، في الجامعة راح تحصل ناس كثير مثلك الطموح دافعهم وحب ذات عالي عندهم ، ادرس علشان ترجع لهم وانت ناحج وتبين ان بعدهم عنك مو مدمر
تنهد سعد : الا مدمر ومتعي لابعد حد
سحب البطانيه بغطي راسه وغمض عيونه لازم ينام عنده بكره اختبار صعب ويحتاج تركيز ونوم عميق هذه اخر سنه له ولازم يثبت نفسه
سعد اختار يدرس قانون ويصير محامي علشان يدافع عن المظلومين اللى مثله اللى للاسف ما يحصلون احد يوقف معهم

غاليه في الدوام كانت في قسم العيادة الخارجيه تدوم من الصباح الى بعد العصر
كانت جالسه ترتب ملفات المرضي وفجاه تقرب منها وحده وتسال وهي تشيل طفل بين يدينها : عفوا فين عيادة الاطفال
غاليه : في الممر الثاني
كانت معها وحدة كاشفه وجهها حست غاليه انها تعرفها صارت تناظر فيها و قبل تبعد وقفتها غاليه : عفوا
احس اني اعرفك
ابتسم البنت وقالت : انا دكتورة يمكن سبق وتقابلنا
غاليه : في اي مستشفي تشتغلين
البنت : المستشفي ....
تذكرتها  غاليه هذا المستشفي ، هو اللى كان يشتغل فيه سلطان وهو اللى توفي ابوها فيها ، ذكرتها غاليه كانت الدكتورة اللى قربت منها وواستها في حزنها
غاليه : تذكرتك ، انا اخت الدكتور سلطان
البنت بلهفه غريبه : دكتور سلطان بالله ، فين هو
التفتت عليها صديقتها : بسمه خلينا نروح
كانت الدكتورة بسمه ، غاليه : اسفه اخرتكم
ام الطفل : عادي ياقلبي ، بالله سلمي لنا على الدكتور سلطان قولي الممرضه عواطف والدكتورة بسمه يسلمون عليك
غاليه : يوصل

مشت بسمه وعواطف لمكان عيادة الاطفال
عواطف : يا الله يا دنيا ، وقابلنا اخت سلطان
بسمه : اذكرها ، هذه اللى تكلم عليها خطيبها قدام الناس واتهمها بشرفها الحيوان
عواطف : ايه مع ولد عمها ، مدري ايش صار فيها ، نقل سلطان واختفت اخباره
بسمه : اللى اعرفه ان ابوه طلع براءه
سكتت بسمه وهي تحس بشعور غريب ودها تروح لغاليه وتسال عن سلطان وتعرف اخباره ، كان له مكانه في المستشفي والكل يحترمه بس بعد اللى صار لابوه ترك المستشفي واختفي تماما ، حتى في المؤتمرات الطبيعه ما يحضر شكت انه ترك البلد
التفتت على عواطف وقالت : بروح شويات واجي
راحت ركض تدور على غاليه بس ما حصلتها كانت تبغي تاخذ رقمها

في داخلي جمر انتظارك مستعر Où les histoires vivent. Découvrez maintenant