قلبي مايتوب

1.6K 30 1
                                    

٠
٠

ابو راجح في الحوش لوحده يتذكر ذاك اليوم اللي قالو له : عظم الله اجرك في ولدك توفي في حادث على طريق الدمام ، مايدري كيف قدر يمسك نفسه ويروح للمستشفي علشان يتعرف على ولده ، ضناه قطعة قلبه ، اكبر عياله
دخل المستشفي وتوجه لثلاجة الموتى كانت الغرفه بارده وكان معه ناصر وعبدالرحمن ،دخل لوحده وشاف ولده متمدد قدامه ووجهه متهشم لونه قالب ازرق بغي يصيح ويقول مو ولدي ، هذا مو راجح بس استرجع وذكر ربه
وقت الدفن كان اهل الديرة حاضرين معه
صح ان ماعنده اخوان وكان وحيد امه وابوه لكذا كان يعد راجح اخوه وصديقه وولده بس راح حتى هو وصار وحيد مره ثانيه ، صح ان عبدالرحمن كان يحاول يقرب من ابوه ويسد فراغ راجح في قلبه حتى عياله قدمهم لابوه يربيهم علشان بس مايحس بالحزن ، بس باقي باقي ابو راجح يعاني من جرح الفقد ، خاصه ان زوجته ماتت بعد عشر ايام حزن على ولدها ، كان راجح طيب وبار وحنون ولا عمره زعل
كان غير عن اخوانه

صحي ابو سعد حصل ام سعد مسويه قهوه وفطور
اخذها لبيت عبدالرحمن ودق على ابو بدر علشان يجي يفطر معهم
حصل السواق عند الباب وفتح له الباب ودخل
كان ابو راجح منسدح على الارض في الحوش بشكل غريب
قرب ابو سعد منه وصار يهزه وينادي عليه بس مارد
هنا ابو سعد دخل بيت اخوه وهو يصيح وينادي
سلطان ابو سلطان وينكم
فز سلطان من نومه وطلع ينزل الدرج بسرعه وابوه وراه وامه واخواته وطلعوا الحوش كان ابو سعد ماسك ابوه ويصيح ، قرب سلطان من جده وحط يده على مكان النبض ماكان فيه نبض على طول مدده على الارض وصار يضغط على صدره ويعطيه تنفس صناعي
ام سلطان دقت على الاسعاف
جلس سلطان جنب جده وهو يبكي ابو سلطان مصدوم ينظر في ابوه مو قادر يبكي او يقول شي

توفي ابو راجح بسكته قلبيه ، رجال كبير معاد له قدره على الحزن والهم وللاسف الايام الاخيره كانت قاسيه عليه
دفن في مقبرة الديرة وتجمعوا كل عياله وبناته واحفاده
كان الحزن مخيم على الجميع
وابو سلطان انهار ودخل المستشفي يحس بالم كبير في قلبه لانه يحس انه سبب وفاة ابوه

كان سلطان جالس مع ابوه في المستشفي دخل الطبيب المناوب وكانت الطبيبة بسمه ، شافت وجه سلطان كله حزن وهم وخوف ، قربت وفي يدها ملف ابو سلطان
بسمه : الحمدالله الوالد تعدي مرحلة الخطر بس علشان نراقبه اكثر راح نكتب له تنويم يومين
ابو سلطان مقاطعها : لا ماابغي ، لازم اروح عز ابوي
سلطان : يبه تكفي ارتاح ، لو رحنا الديرة لاسمح الله يجيك شي ماعندهم مستشفي
ابو سلطان بحزن وقهر : خلني اموت
سلطان مسك يدين ايوه وقعد يبوسها وهو يقول : بعد الشر يبه لاتقول كذا يفداك عمري
بسمه وهي تراقب وتقول في نفسها ياحلو الاب وياحلو وجوده في حياة عياله ،دمعت عيونها لانها تذكرت ابوها
سلطان التفت لها وشاف عيونها غرقانه دموع وقرب يهمس : ابوي فيه شي خطير
بسمه : لا والله
سلطان : ليش تبكين
بسمه : اسفه انا ، ماقدرت تكمل من الاحراج
ابو سلطان : اصرفي لي علاج واوعدك انتبه لنفسي
بسمه : ان شاء الله ، و الدكتور سلطان راح يراقبك بس ارجوك تسمع كلامه
صرفت لهم علاج وكتبة خروج وقبل تطلع من الغرفة
بسمه : عظم الله اجركم وغفر لميتكم

في الديرة سعد في المطبخ الخارجي يسوي قهوه دخلت هيا وهي تقول : ليش ما ناديت على انا اسويها
سعد : عادي اشغل نفسي
هيا : كيف ابوي واعمامي
سعد : صابرين
دخلت عمتهم ام عساف المطبخ ولما شافها سعد قرب يبوس راسها
سعد : عظم الله اجركم يا عمه
ام عساف : واجرك ، كيفك وكيف ابوك واعمامك ، ودي اسلم عليهم
سعد : اذا راحو الرجال ناديت عليكن

في  الليل فضى البيت من المعزين ودخلت ام مصعب وام عساف المجلس يسلمون  على الجميع وكان ابو سلطان حاضر
كان سعد جالس بجنب عساف وهو يحس بثقل الدنيا فوق اكتافه ، مايدري وش راح يصير بعدين جده اللى كان جامعهم راح وخايف انهم يتفرقون بعده ، ناظر سعد في اعمامه وابوه وعيال عمه وقال : تكفون لا تبيعون بيت جدي او حلاله انا اهتم فيه ولا تقطعون او تتفرقون بعده
ابو سعد : بيت ابوي راح يبقى طول العمر مفتوح وحنا عياله ما تفرقنا الدنيا
ابو سلطان : ابو سعد انت الحين كبيرنا الله يطول لنا في عمرك
عساف التفت على سعد وعارف هو ليش تكلم وايش سبب الخوف اللى في داخله تمني يقدر يساعده ويريح باله ، ضرب على ظهره بخفيف وهمس له : ربي كريم بعباده ورحوم
انتهت ايام العزاء والكل رجع بيته
ابو سعد قعد اسبوع في الديره بعد العزاء لانه ماقدر يرجع الدمام بسبب الحزن الكبير اللى يحس فيه في  قلبه
نورة ما حبت تقول شي علشان الجامعة ونايف رجع لوحده
وبعد اسبوع ابو سعد قال : كلنا نروح الدمام حتى هيا وسعد
اعترض سعد بس ابوه رفض يسمع له
مشوا جميعا لدمام كان سعد كل يوم بعد الفجر يروح لديرة تبعد ساعة ونص عن الدمام علشان يشوف بيت جده و يشرف على حوش الغنم والنياق ويرجع بعد المغرب
حاول ابوه فيه ان يرتاح ولا يروح كل يوم بس سعد كان يرفض يقول : احس بختنق هنا ، يبه تكفي لاتردني
وربي خير حافظ

في داخلي جمر انتظارك مستعر Where stories live. Discover now