Part 26 : رصيد الحب

ابدأ من البداية
                                    

لحظتها لاحظت إنتشار خجل طفيف على ملامحه حين سارع يدافع بنبرة خافتة كأنه يعترف بسر مخجل :

" لم أفكر بالأمر كثيرا وقتها لأنني فكرت أن وجوده مؤقت..الإسم غبي لكن ميكي ظريف جدا أؤكد لك.."

عضت فتاة الحبر على وجنتها من الداخل كي لا تبتسم ثم اقتربت منه تطل على الجرو الصغير ملفوف في الغطاء و كيف أنه بسبب حركة الباص كان يفتح أعينه لثوان ثم يعيد غلقها للنوم...

لم تستفسر لما سالفاري يعرف حارس الجامعة الأكبر منهم و يصادقه و لا كيف وصلت صداقتهم لدرجة يعتنيا بالجرو سويا و لا لما الحارس يعرفها و نظر لهما كأنه سيغيظ سالفاري طويلا حين يلتقيه مجددا..بل أرادت أن تعرف لما توقفا في المحطة هنا ليحضرا جروا ..

و سالفاري رأى ذلك في ملامحها و رأته يتمتم بنرة خافتة أكثر يمرر الجرو لها يفاجئها كليا حين قال :

" إنه لكِ.."

" ماذا ؟.."

" خذيه..صحيح أنه يملك إسم فأر لكن حين يستيقظ ستعرفين أنه مطيع جدا و وفي .. ستحبينه..وجوده معك أفضل من وضعه في ملجأ ..."

" سالفاري ..آخر مرة طلب مني أحد الإعتناء بشيء كانت أستاذة الإبتدائي لما منحتنا نبتة لسقيها و تكبيرها...لقد أعدتها لها بعد يومين ذابلة ميتة..كيف تتوقع مني الإعتناء بجرو صغير ؟.."

قالت هذا و هي تعيد وضع الجرو في حضنه ليعيد هو حمله و يضعه في حضنها قائلا :

" هذا ممتاز و ملائم.."

" ممتاز و ملائم ؟ هل توده أن يموت ؟.."

أردفت و هي تعيد الجرو له من جديد فأعاده لها فأعادته لها فأعاده لها بيد و بالاخرى امسك يديها يوقف عنادها و لعبة الأب و الأم التي تعرض فيها الجرو لدوخة بينهما..

" ممتاز لأنكِ ستملكين دافعا هذه المرة.."

" لا دافع سيقنعني هنا جديا..."

" لو حدث له شيء لن اقبلك مجددا.."

اتسعت أعينها بصدمة و نظرت له بغير تصديق :

" أيها ال..."

توقفت عن شتمه في الثانية الأخيرة تعض على شفتها و قد لاحظ هو ذلك لهذا إبتسم يضع الجرو على حضنها يغطيه جيدا يراها تمنحه نظرات ضيقة كما لو تود قول شيئا سيدفنه أرضا خجلا لكنها بدل ذلك تمتمت :

" لا أصدق أنك تسحب هذا الموضوع كل مرة.."

" بيبي ستُجازى حين تنجز مهمتها.."

أخرسها بهذا فورا و نظرت ميلينوي للجرو ثم له بتقضيبة تخبره :

" أنت تريدني أن أعتني بكلب إسمه إسم فأر..لو أخذته في جولة صباحا ستأكله كلاب الشوارع لأن لا أحد يحترم جروا إسمه هكذا.."

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن