العودة للمدرسة!

48 8 4
                                    

حسناً لن أطيلَ الحديثَ بما حدثَ في اليومين المنصرمين، قبيل يومِ العودةِ للمدرسة، ولكن لنقل أنَّهما لم يقلا سوءاً عما سبقهما من أيام، كنتُ أذهبُ للسوقِ مع والدتي لشراءِ بعضِ الأغراض، ولكن من يرى وجهي يصرخُ فزعاً وكأنَّهُ رأى فزاعةً ما، الأطفالُ والنساء، حتى الرجالُ وكبارُ السن، كان الوضعُ مزرياً بحق، حتى أمِّي اضطرت لوضعِ قبعةٍ كبيرة تغطي وجهي، هناك من اعتبرها لصة وهي تأخذني معها كتمويه، حسناً لن نقولَ أنَّ أمِّي سكتت عن هذا، ولكن أحبِّذ ألا أتكلم فيما فعلت، يا رجل أمِّي قويةٌ بحق، يا ليتني كنتُ مثلها.

والآن بعد هذا السردِ السريع، حان الوقتُ للعودةِ للمدرسة، التي في قرارةِ نفسي لا أريدُ العودةَ إليها، لكن لا أستطيعُ التغيب، طبعاً لقد شرحت أمِّي للمدرسين عن وضعي، وأوصتهم بأن يخبروها في حالِ ما رأوا تنمراً من الطلابِ الآخرين عليّ، حسناً ارتحتُ هكذا قليلاً، لكن في الفسحة ليس هناكَ أساتذة، لهذا طلبت والدتي مني أن أذهب إليها لغرفةِ المدرسين في ذلك الوقت، خوفاً عليَّ من التنمر، يبدو أنَّها كانت قلقةً عليَّ أكثرَ مني.

-انظر كم أنَّ ثيابكَ الجديدة مرتبة. بإعجاب.

-هل أنتِ متأكدة؟ أظنُّ أنَّ البنطالَ واسعٌ وطويل. بامتعاض.

-لا بأس سيبقى معكَ حتى تكبر في النهاية.

-ألا يمكنني ارتداءُ شيءٍ على مقاسي ولو لمرة؟

-لقد أصبحت ملابسك على مقاسك الآن، تلك التي كنت ترتديهم في الحضانة. بفخر.

-جيدٌ أنَّكِ ذكرتني بهذا، إنَّها لمعلومةٌ مهمة أن أعلم.

-كفاكَ كلاماً، سآخذك للمدرسة الآن هيَّا إلى السيارة، سآخذُ حقيبتي وأتبعك.

-حسناً.

وبالفعل خرجتُ لأذهب للسيارة، وهناك رأتني فيرا وهي خارجةٌ أيضاً، نظرت لي نظراتٍ حادّة، وأنا أنكستُ رأسي للأسفل خوفاً منها، تقدمت إليَّ تاركةً سيري خلفها، باتت سيري تنادي عليها، أمسكتني من شعري وشدته بقوة، رفعت رأسي للأعلى، وقبلَ أن تفعلَ أيَّ شيءٍ آخر، وجدتُ أمِّي واقفةً بجانبها، ممسكةً معصمها بقوَّة.

-ما الذي تفعليه؟ أفلتي يدي! صارخةً بحنق.

-لن أفلتها إلى أن تفلتي رأسَ ابني. بصوتٍ عميق، لم أعلم أنَّ أمِّي مخيفةً هكذا.

-من أنتِ لتأمريني؟ بتعالٍ، يا إلهي قد بدأت حربُ النِّسوة.

-نفسُ السؤال ينطبقُ عليكِ ألا ترينَ هذا؟ ساخرةً منها.

-سأفلتهُ هذه المرة، لكن أعدك أنني سأقتلهُ في أقربِ فرصة، وبما أنَّ زوجي يعملُ مع الشرطة فسيعملُ لوضعِ اللومِ عليك.

-أريدُ أن أراكِ تحاولينَ مسَّ شعرةٍ منهُ بغيرِ علمي فقط. بعيونٍ جاحظة وصوتٍ عميق، يا إلهي أمِّي مخيفةٌ حقاً.

رجلُ الكيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن