تشويق للأحداث!

152 10 8
                                    

-رويداً عليه ما زال صغيراً، تفضل بني حتى نتناقش بأمرك وأساعدك.

صبيٌّ مراهق، يضعُ كيساً على رأسه مغطياً وجهه، ما سره يا تُرى، قد جُلِبَ من سجنِ الأحداثِ لتوه، ونقل إلى هذا المشفى النفسي، في غرفةٍ بيضاء بالكامل،الأرضية، الجدران، حتى السقف، طاولة وكراسيٌّ بيضاء، نافذة بستارةٍ بيضاء، وطبيبٌ يرتدي الأبيض، مع نورٍ خافت، أراهنُ على أنَّ الفتى سيجنُّ من جوِّ الغرفة.

-حسناً بني، ما اسمك؟ همَّ الطبيبُ بالسؤالِ مسرعاً قبل أن يجلس قبالة الفتى حتى.

-اسمي كاندل. متمتماً بخفوت.

-حسناً يا كاندل، لماذا تضع هذا الكيس فوق رأسك؟ أهناكَ خطبٌ ما؟ أتعاني من الخجلِ أو ما شابه؟ سائلاً باستغراب.

-لقد تعرضتُ للتنمر، وجهي قبيح.

-لا أعلمُ كيف لكَ أن تجيبَ بصوتٍ واضحٍ هكذا بدونِ أن ترجف، هل الأمرُ كانَ صعباً عليك لدرجةِ فقدتَ مشاعرك؟ سأل الطبيبُ هذه المرة بفضول، ولكن الولد اكتفى بالصمت، ثم سأل الطبيبُ ثانيةً: منذ متى وأنتَ تضعُ الكيس؟

-منذُ أن كنتُ في العاشرة.

-لماذا وضعته؟

-كي لا أتعرضَ للتنمر، لا أريدهم أن يروا وجهي.

-ما سببُ هذا التنمر كلِّه؟ ألم يبقَ غيرُكَ ليتنمروا عليه؟

لم يجب، همهم فقط.

-ما به وجهك؟

-مشوّه.

-مم؟

-حادث، حادثُ سير. بصوتٍ راجف.

-هل كان شكلك مريعاً لتلك الدرجة؟؟

-تعرضتُ للكسورِ في سائرِ جسدي، أبي كان معي قد توفى في الحادث... احتضن ذراعه الأيسر بيده اليمنى ثمَّ تابع: الكسورُ تشفى، والميت لا يرجع، لكنَّ وجهي قد تشوَّه بفعلِ هذا الحادث، لدرجةِ باتوا ينعتوني بالوحش، لذلك أنا الآن أخبئ وجهي منهم.

-هذا مفيد، هل سببَّ موتُ والدكَ لكَ أيَّ صدمة أثرت فيك؟

-أعتقدُ أنني لم آبه، فقد كان ألم ألا أتعايش مع من حولي أكبر من هذا، أبي لا أراه كثيراً في كلِّ الأحوال.

همهم الطبيب، ثمَّ سأل: لماذا في سجلك جريمة قتل؟ هل انتقمت من الذي شوَّهك؟

-لماذا عساي أنتقم من شخصٍ قد أُعدم ومات بالفعل؟

-من قتلت؟

-فتاة.

-لم؟

لم يجب، اكتفى بالصمتِ ثانيةً.

-هل أثر فيك الأمرُ لهاتِه الدرجة عندما بدأت تتعرضُ للتنمر؟

لم يجب أيضاً، همهم فقط منكساً رأسه الذي يعتليه كيسٌ ورقيٌّ للأسفل.

-بنيّ هل تسمعني؟

-أجل. ببحة، يبدو أنَّهُ كانَ يبكي.

-هل لكَ أن تسردَ لي قصة حياتك من البداية لحين تواجدكَ هنا؟ ممسكاً بمجموعةِ أوراقٍ وقلم، يريدُ أن يدوِّن الملاحظات.

-هل ستسمعني حقاً؟

-بكلِّ تأكيد، ثق بي، أنا هنا لمساعدتك. مختتماً كلامه بابتسامةٍ مطمئنة.

-ستفعلُ هذا فعلاً؟

-أجل بني، أنا هنا في صفك وأعملُ لأجلك.

-حسناً...

يتبع...

رجلُ الكيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن