Aster | آستر

الفصل السادس

آريان

لا يمكن للأمور أن تسوء أكثر أو هذا ما كنت أعتقده فقصة هذه الفتاة مأساوية حقا
"أخبرني أنّ آيلا و والدي تعرضّا لحادث سيارة منذ شهرين  أودى بحياتهما، نزل الخبر علّي كالصاعقة لم أصدّقه في البداية و أصرّيت عليه ليأخذني إلى منزل والدّي..... وصلنا إلى المنزل و وجدته فارغا كأنه تم هجره لعدة سنوات..... بكيت و بكيت حزنا على ما حدث لعائلتي.
قام حبيبي بمواساتي و أخبرني أنه الوحيد المتبقي لي و لن يتركني أبدا.و أنه سيبحث عن عمل آخر و يصبح شخصا جيدا..... عدنا إلى شقتنا و مرّت الأيام و الشهور رغم أنّه مازال لا يسمح لي بمغادرة الشقة إلاّ أنه توقف عن ضربي و صار أكثر لطفا.... كنت أعلم أنني في علاقة سامة معه لكن لم يكن لدي مكان أو شخص أذهب إليه.... كان هو كلّ ما تبقى لي و أيضا كنت أحبّه.

جاء اليوم الذي عرفت فيه أنني مجرد أداة بالنسبة له أو لعبة يمكن بيعها و استبدالها.... فقد قام ببيعي لبايك ليرّد دينه.... وجدت نفسي في مستودع مع عدّة فتيات في مثل سني أو أصغر، حاول رجال بايك إجباري على الخضوع لأوامرهم و تحويلي لعاهرة لكنني رفضت و بشدة قاموا بتعذيبي و تجويعي لكن قاومت بكل ما بقي لي من قوة، حاولت الهرب لأكثر من مرة إلى أن نجحت و ها أنا هنا،  و هذه هي قصتي"

أنا حقا أجد صعوبة في كبح غضبي ما أخبرتني به للتو جعل دمائي تغلي في عروقي، اللعنة على ذلك الوغد هي حتى لم تخبرني بإسمه. أغمضت عيني و تنفست بعمق لأحافظ على هدوئي، يجب أن أقول شيئا ما لكن لا يخطر ببالي أي شيءٍ حاليا. تنحنحت و قلت

"أنا حقا آسفة لما حدث معك و أشكرك لإخباري بكل شيء، لا تقلقي أنتِ هنا بأمان معي سأقوم بحمايتك، أعِدك بذلك"

ابتسمت قليلا و أماءت برأسها
"شكرا لك يا آنسة لقد قمت بفعل الكثير بالفعل، سأغادر ما إن أستطيع المشي"

"هل لديك مكان تذهبين إليه ؟"

"فكرت في الذهاب لمنزل والدي لكنهم سيجدونني هناك..... لذا فالإجابة هي لا... ليس لدّي"

"حُسِم الأمر إذا، ستبقين معي" 

*

*
بعد أن تناولنا الغداء و أخذتها لغرفتها لكي ترتاح أخبرتها أنني سأبقى في غرفة المعيشة أنتظر وصول مساعدي، و أنه يمكنها النوم أو مشاهدة التلفاز و قراءة الكتب فغرفتي تحوي بعض الكتب.

بينما أنا في غرفة المعيشة أنتظر داني رّن هاتفي و كان هو المتّصل أخبرني أنه سيصل قريبا.
ما هي إلاّ دقائق حتى رّن الجرس معلنا وصوله