الفصل الثاني

8.6K 229 40
                                    

بينما هي تنتظر استيقاظ الفتاة تذكرت أنها نسيت المشتريات في الخارج. ذهبت لتحضرهم، وضعت الأغراض في المطبخ و توجهت نحو النافذة المكسورة و قامت بتنظيف الزجاج المتناثر و الصاق بعض الجرائد على النافذة حتى تمنع دخول البرد منها.
" لابد من أنها ستكون جائعة عندما تستيقظ سأحضر الطعام"
بدأت تعّد الطعام و هي تفكر بما ستفعله مع الفتاة و بما حدث معها ليجعلها خائفة بذلك القدر،
انتهت من تحضير الطعام و هو عبارة عن حساء دجاج و اللحم المقدد مع البيض المقلي و عصير البرتقال. قالت لنفسها
"أظنّ أنّ هذا يفي بالغرض "
وضعت الأطباق في صينية و توجهت إلى غرفتها حيث الفتاة.
دخلت الغرفة فوجدتها مازالت نائمة وضعت الصينية على منضدة السرير
" هل أوقظها الآن أم أنتظر حتى تستيقظ بمفردها"

قاطع تفكيرها صوت أنين يصدر من الفتاة

" لا بد من أنها ترى كابوسا يجب أن أوقظها".

بدأت تهزها بلطف ما إن فتحت الفتاة عينيها حتى ابتعدت عن آريان بسرعة و اتجهت للجانب الآخر من السرير مبتعدة عنها.
أخذت نفسا عميقا و قالت

"أيقظتكِ لأنك كنتِ ترين كابوسا "
سكتت قليلا لتضيف

" أعلم أنك خائفة و لكنني لن أقوم بإيذائك"
ابتسمت لتكمل

"و أيضا أظن أنني أستحق تفسيرا لما حدث فالبنهاية أنتِ في منزلي حتى أنكِ قمت بكسر نافذتي... سأتغاضى عن ذلك الآن".

رفعت الفتاة رأسها للتتقابل عيناها مع عيني آريان الخضراء التي تنظر إليها بهدوء مع بعض الفضول

" لا بأس لا عليكِ أن تتحدثي الآن تناولي الطعام الذي حضرته لابد من أنك جائعة و أيضا لقد غيرت ملابسك..."

قبل أن تنهي آريان كلامها نظرت الفتاة لملابسها لتجد أنها ترتدي بيجامة رفعت الغطاء لتغطي جسدها و كأنها كانت عارية، تلاحظ آريان ذلك تبتسم لتقول

" لا تقلقي أنا فقط غيرت ملابسك لأنها كانت مبللة و خفت أن تمرضي ... هذا كل ما في الأمر .. صدّقيني"

رفعت الصينية لتضعها على ركبتيّ الفتاة

"حسنا الطعام أولا، كلي قبل أن يبرد"

نظرت إلى الطعام الموضوع في حجرها ثم إلى آريان و كأنها تنتظر الإذن بالبدأ، أومأت آريان برأسها موافقة. و جلست في الكرسي المقابل للسرير و هي تنظر إليها.  
بدأت الفتاة في تناول الطعام بِنَهم

"يبدو و كأنها لم تتناول الطعام لأيام" هذا ما فكرت به آريان و هي تشاهد الفوضى التي تحدثها، انتبهت الفتاة لنظرات آريان فتوقفت عن الأكل و أنزلت رأسها بخجل

" أوه لا.... رجاءا أكملي تناول طعامك لا تلقي بالا لي، أنا فقط أفكر في أنك قد تريدين المزيد".
نظرت إليها الفتاة و تحدثت معها لأول مرة  و بصوت خافت قالت

"شكرا لكي... هذا... إنه...لا مزيد شكرا"

اومأت آريان برأسها مبتسمة فقد سمعت لأول مرة صوت الفتاة و بشكل واضح.
أنهت طعامها و حملت آريان الصينية لتضعها في المطبخ و قبل أن تغادر الغرفة أخبرت الفتاة أنها ستعود بسرعة و أن تبقى في مكانها. و فعلا قد عادت بسرعة جلست على الكرسي مجددا تفكر كيف ستبدأ الحديث... قاطع تفكيرها صوت الفتاة و هي تقول " أنا آسفة" بصوت مبحوح و كأنها تبكي. أشفقت آريان عليها نهضت لتجلس على السرير بجانب الفتاة وضعت يدها برفق على ركبتها

"هاي لا تبكي كل شيء سيكون بخير... أنا لا ألومك حسنا ؟؟
أنا فقط أريد أن أعرف ما حدث معك لأساعدك ! ستخبرينني أليس كذلك "
أومأت الفتاة برأسها.

" سأعرفك بنفسي اولا إسمي آريادنا فروست يمكنكِ مناداتي بآريان عمري 25  سنة، و الآن دورك"
بدأت آريان تربّت على ركبة الفتاة لتشجعها على التحدث
" أأنا إسمي إيفيان.... إيفيان وود، 22 سنة"

"اووه لا أصدق تبدو أصغر بكثير"
تركت آريان هذا التعليق لنفسها ثم قالت

" إذا... أممم من ماذا أنت تهربين أو بالأحرى من منّ؟"
" من عصابة بايك" أجابت إيفيان

___________

Aster | آستر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن