20-وجه الشّيطان

9.7K 506 232
                                    


تذكر دائمًا أن من يتوغل لصميم روحك وحده من يملك القدرة على قتلك.

ساندرا سراج

•••••••••

كان يقف أمام بوابة المنزل بملامحه المنهكة المُحتضرة، يحاول التّحكم بخوفِه وغضبه اللذان امتزجا بحزنِه وصدمته فهو لم يقوَ على المواجهة بعد...

ضغط زيوس على قلبه وتجاهل أفكار عقله ثم فتح الباب ليدخل إلى تلك الفيلا متتبّعا لصوت سيليا فوجدها جالسة في الصالون مع بين، تكلّمه بكل جدّية بينما تنظر إلى صورةِ زوجته المتوفاة لكن ما إن شعرت بعودةِ الأخير حرّكت عينيها بتلقائية ونظرت إلى المدخل لتفتح يديها تنتظر دخول آيديا لكن لا أحد دخل ولا أحد ارتمى في حضنها رغم أنّها انتظرت لدقيقةٍ كاملة..

نهضت بدورها من مكانها تنظر إلى زيوس الذي كان يحتضر أمامها في صمت ثم بنبرةٍ يُمكن التماسَ الخوف فيها تكلّمت

"أين هي، هل صعدت إلى غرفتها مباشرةً؟"

لم يجبها بشيء بل ظلّ صامتاً لا يعلم ما قد يقوله لذا لم تتردّد هي حين سألته من جديد

"زيوس أجب لعنتي، أين هي آيديا"

"لا أعلم"

نطق تلك العبارة بصعوبةٍ بالغة فنجح في تحويل سيليا إلى امرأة الشياطين التي لم يرَها على حقيقتها من قبل فقد ضحكت بطريقةٍ مخيفة ثم علّقت عينيها المحمرّين صوبه وتحدّثت من جديد بينما تضغط بغضبٍ على كلّ حرفٍ يخرج من فمها

"كيف لا تعلم واللعنة، كيف لا تعلم"

ضغط زيوس على يديهِ بغضبٍ صاحبه التوتر ثم أجابها شارحاً ما حدث لها

"ذهبت لأشتري لها المثلّجات لكن عندما عدت إلى السّيارة لم أجدها بل كل ما وجدته هو السائق الذي قُتِل"

النظرة التي رمقته بها أنذاك لم تكن تبشر بالخير، إذ يبدو أنّها كانت على وشكِ فقدان أعصابها حيث اقتربت من زيوس تمسكه من ياقته كما لو أنّها تترجاه ثم سألته بنبرةٍ لم ينجح في تحديد معيارِ الألم فيها

"أخبرني أنّك تمزح، أعدك أن لا أتصرّف بجنون أنت فقط أخبرني أنّ آيديا معك"

أخفض رأسه بعدما فشل في تقمّص دور الفارسِ الشجّاع داخل حربِ الأعين التي شنّتها عليه وأنذاك فقط صدّقت سيليا كل ما قاله زيوس سابقاً ففقدت آخر ذرّةِ صبر امتلكتها وابتعدت لتصرخ صرخةً لم تثبت بها سوى مدى جنونها ووحشيّتها ثم بكلّ غضبٍ ركلت الطاولة التي أمامها وبدأت في تدمير المكان بينما تردد عبارة أنّها ستقتل الجميع..

ظلّت على ذلك الحال لدقائق لا تعد ولا تحصى وكلّما حاول بين أو زيوس الاقتراب منها كانت تبعدهم بغضبٍ لم ينجحا في التّصدي له، حرفياً ابنة العرّاب فقدت أعصابها إذ أظهرت لأوّل مرة غضبها المخيف الذي لم تكن تحبّذ إظهاره..

 أسيرة شياطينها Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz