12-صمت مخيف

10.4K 531 293
                                    

أرادت الصراخ بأعلى صوت، لكنها تذكرت
أنّ لذّة الانتقام تكمن في الصّمت ..

ابنة العرّاب..

••••

خرجت سيليا إلى الشرفة من جديد فانعكس ضوء القمر على وجهها الجميل ليُظهر لنا عظمة الشّر المنبعث من حدقتيها بشكلٍ كبير، حدقتيها اللّتان رصدتا لتوهما مناظر مريحة جدا، مناظر كانت لأعدائها الذين احتضروا حزنا أمام جثّة ابنهم المدلل.

حرفيا تلك المشاهد الدرامية تسبّبت في وصول الأخيرة إلى ذروتها من السّعادة فمن منظورها الخاص لذّة كسر الأعداء هي لذّة عظيمة ومستديمة لم تنبث في حقل شعورها إلّا بعدما حصَدت من الألم الشيء الكثير ..

ابتسمت الأخيرة بشر تمتع نفسها بصوتِ نحيب ساشا الذي زار مسامعها في حُلّة سيمفونية هادئة ومميزة ثم بعد دقائق من المتعة وضعت حدّا لنشوتها تلك إذ دخلت إلى الغرفة من جديد وأكملت تمثيليتها الدرامية التي أخذت فيها دور البريئة الساذجة.

•••

وصل زيوس إلى القصر بعد ساعةٍ واحدة من الحادثة فوقعت عيناه على تلك الحقيبة المزيّنة بجثّة أخيه ومن ثم على هيئة والدته التي كانت تمسح الأرض بثيابها بينما تبكي وتصرخ بأعلى صوتها ..

حدّق الأخير بوالده الشاحب الذي لم يستوعب الأمر بعد ثم تقدّم منه بملامح أظهرت تباريح حزنه ليعلّق فيما بعد بنبرة ضعيفة جدا

"متى حدث هذا"

رفع سايمون عينيه ببطء شديد ثم راح يتأمّل ابنه لدقائق قبل أن يجيبه على سؤاله بنبرةِ غضبٍ

"أهذا كلّ ما أهمّك من الموضوع! ألم تشعر بالحزن على أخيك ولو قليلا!"

ابتسم زيوس ابتسامة حملت الكثير من المعاني المبهمة ثم أجابه بنبرة عميقة جدّا

"إخفاء الحزن عن الغير لا ينفي تواجده في الروح"

نهضت ساشا عن الأرض بغضب ثم انقضّت على زيوس تخنقه بقوة بينما تصرخ عليه بنبرة حقد

"أنت من فعلتَ هذا صحيح! أجل أنت من قتله"

أغمض الأخير عينيه بسخط يخبرها أن تبتعد عنه لكنّها لم تفعل بل فقط راحت تضرب صدره مكملة كلامها السّام

"مايكل لا يمتلك عدوّا سواك وأنت الوحيد الذي لم يحضر الحفلة لذا من المؤكّد أنّك قاتله"

صمتت قليلا وكأنّ صمتها ذاك كان بمثابة لحظة إدراك صاحبت فكرها وأجبرتها على التّكلم من جديد كالمختلة

"تلك العاهرة التي أحضرتها معك لم تنزل إلى الحفل أيضا من المؤكّد أنّها قاتلة ابني..أقسم أنّني سأذيقها الجحيم"

كلامها هذه المرة كان كفيلا بإغضاب زيوس لذا أبعد يديها عنه ثم تكلّم بنبرة كانت قادرة على اخضاع ملوك الشّياطين حتّى

 أسيرة شياطينها Donde viven las historias. Descúbrelo ahora