11-ميعاد الانتقام

10.3K 548 716
                                    

يُنفى الكرم عن المسالمِ حين تُنسب الحرب للمنتقمِ..

-ابنة العرّاب-

•••••

أخفت سيليا هاتفها بهدوء ثم كأي شخصٍ شكّاك راحت توجّه أصابع الاتّهام في هذه القضيّة إلى إدوارد بحكم أنّه الوحيد الذي شاهدها وهي تقتل تلك المنحوسة ووالدها لكن فجأة تذكّرت ماهيتها الحقّة وتذكّرت ما تلقّته من دروس في المنطق فحلّلت الموضوع في رأسها من جديد لتتوصّل إلى براءة إدوارد لأنّه ليس بذلك الغباء كي يهدّدها في الخفاء فلو كان وراء قصّة الابتزاز لابتزها بشكلٍ معلنٍ وطلب منها مكان إليزيا ..

بالمختصر الشديد هي تعلم أنّ المرسل شخصا يعرفها وقد بدأت تشك في أحدهم بالفعل فابنة العرّاب تمتاز بذكاء لا يمكن الاستهانة به ..

استفاقت الأخيرة من شرودها بعدما شعرت بتلك اليد الخشنة وهي تمسح على شعرها فرفعت سوداويها صوب زيوس سامحة له بالتحدث

"ما بكِ شيرني؟ هل هناك ما يزعجك؟ "

نفت برأسها ثم ابتسمت بتكلّفٍ وأجابته بنبرة باردة لم تحسن التّحدث بغيرها في موقف كهذا

"كل شيء بخير أنا فقط نعسة "

أومأ لها بتفهّم ثم نهض عن الأريكة قائلا بنبرة هادئة لم يحاول فيها إخفاء اهتمامه بزوجته فهو شخص يكره التّصنع وإخفاء المشاعر ..

"إلى النّوم إذا شيرني فقد تأخّر الوقت بالفعل"

أنهى كلامه ليرتّب لها جهتها من السّرير ثم أشار لها بيد وحمل الغطاء باليد الأخرى مخبرا إيّاها بحركته تلك أن تدخل الفراش كي يقوم بدثرها فابتسمت رغما عنها وشعرت بشيء غريبٍ يسري إلى أعماق روحها المظلمة..شيء كان حارقا جدا مع ذلك شرارته تسبّبت في إضاءة أغوار نفسها قليلا وأذابت قطع الجليد التي نمت فيها فأصبحت تحلّل الأمور من منظور إنساني لأوّل مرة إذ اعترفت لنفسها الآن أنّها أخطأت في حقّ شخصٍ ليس بسوء عائلته واعترفت أيضا أنّ خطيئتها لا خلاص منها مع ذلك لم تنكر أنّ لذّتها تكمن في الانتقام البطيء وأنّ السّير في طريق النار طواعية لا يكون إلّا بالتّمثيل على شخصٍ لربّما سيكون الضّحية في نهاية المسار ..

طردت سيليا أفكارها وتقدّمت من زيوس بسرعة لترتمي  على السّرير بتعب فدثرها الأخير بالغطاء جيّدا وكأنّه يخاف عليها من نسيم الرّياح رغم أنّ الغرفة كانت بذلك الدفء ورغم أنّ باب الشّرفة كان مغلقا من الأساس !

أغمضت الأخيرة عينيها تحاول النّوم لكن صوت زيوس أرجعها إلى الواقع فجأةً

"أنتِ لن ترافقيني إلى الشّركة غدا.. سأدعك ترتاحين قليلا ثم ما إن أعود في المساء سنخرج معا"

تصرفات زيوس التي تغيّرت بشكل مفاجئ أيقظت روح سيليا القديمة فراحت تطلب منها النّجدة ..
أجل بعد سنوات طوال من العداوة تحرّرت لينا أريلانو من ساحة اللّاشعور وبدأت في محاورة تلك الوحشة الملقّبة بابنة العرّاب مخبرةً إيّاها أنّ الحياة تريد تعويضها عمّا خسرته حيث باشرت في إقناعها أنّ لذّة الإنتقام مؤقّتة لكن لذّة العيش مع شخصٍ يهتم لأمرك هي لذّة مستديمة مما يجعلها حسب جيرمي بنثام لذّة عظيمة ..

 أسيرة شياطينها Where stories live. Discover now