3-الورقة الرّابحة

15.8K 704 383
                                    

"عندما يكونُ الشخص مكبّلًا بالسلاسل الحديدية منذ طفولته، سيعتقد أنّ هذه السلاسل جزء من جسده وأنه يحتاج إليها كي يتمكن من أن يمشي."

رينيه ديكارت


في منطقة مخميلة راقية من مدينة نيويورك الكبيرة ركن زيوس سيارته على جانب الطريق ثم ترجل منها بملامح شيطانية ليتقدّم ناحية البوابة الكبيرة أين ضغط على احد الازرار الملتصقة بالجدران ففتح الباب أوتوماتيكيا ودلف من خلاله الى الداخل يمشي في ذلك الممر الواسع بخطوات ثابثة وواثقة ثم ما إن انتهت مساحة المشي نزل عبر السلالم الثلاثة المصنوعة من أغلى أنواع الرخام ليجد نفسه وسط صالونٍ عصريّ فاخر كان قد زُين بكل ما هو أسود.

رمى بدوره مفاتيح سيارته على الطاولة الزجاجية ثم جلس على الاريكة بتعب شديد لتشتعل عينيه فجأة بلهيب الحنين .. ربما زيوس لا يأتي الى بيته هذا كثيرا مع ذلك غالبا ما يجد فيه راحة غريبة..راحة افتقدها بين اهله و احبته، ربما راحته هذه نتجت عن الوحدة فاحيانا الابتعاد عن ذوينا يكون دواءٌ لجراحنا ..

سحب الاخير علبة سجائره من جيب بنطاله ثم تناول قارورة ويسكي كانت موضوعة على الطاولة ليشرع في التدخين والشرب بطريقة جنونية يحاكي الماضي كما لو أنّه صورة مجسدة في حاضره ثم فجأة عادت حادثة قريبة من حيث الزمن الى ذاكرته، حادثة تلك المتعجرفة الغنية التي أهانته كما لم تهنه امرأة لذا احتدت عيناه البنيتين بغضب جهنمي قبل أن يمسك هاتفه متّصلاً بأحد معارفه وما ان اتاه الرد منه حّى تكلم دون مقدمات:

"جوني اريد معلومات عن صاحب رقم سيارة الذي سأرسله لك الآن، لا تتأخر في الرد"

بنبرة مرحة اتاه الرد من قِبل جوني الذي حاول استفزازه

"لا تكن كالعاهرة التي لا تهتم سوى بمصالحها، تبّا على الاقل افتتح الحديث بمرحبا او كيف الحال"

قلب زيوس عينيه بملل ثم اقفل الخط بعد ان شتم ذلك الابله وهدده بطريقة جعلته ينفذ ما طلبه منه بسرعة البرق ثم شرد من جديد يعيد استحصار ذلك المشهد إلى رأسه مرارا و تكرارا دون ان يشعر بملل او كلل ..

تذكر كيف اصطدمت سيارة تلك المجنونة بسيارته وكيف أنزلت زجاج النافذة ورمت عليه ذلك المبلغ الكبير رافعة اصبعها الاوسط في وجهه فضغط على يديه بغضب جهنمي يحاول تجاهل الموضوع دون فائدة تذكر وبعد مليون محاولة فاشلة رن هاتفه اخيرا فرد ببرود

"اجل جوني.. اخبرني من كان صاحب السيارة"

تنهد جوني بضجر يجهز نفسه لمواجهة وحوش صديقه ما إن تكلم بجدية

 أسيرة شياطينها Where stories live. Discover now