4-صراع المكسيك

14.5K 695 361
                                    

"جلّ ما يشغلك الآن هو كسري لكنني امرأة حطمتها الحياة فلم يتبقَ فيها ما يُكسر"


بعد مرور ساعتين
••

وسط ذلك الجو الكئيب الممطر توقفت سيارة فاخرة على بعدٍ من احد المجمعات السكنية القابعة في حي ذا برونكس، الحي عينه الذي ستمكث فيه سيليا فترة انتقامها..

نزلت الاخيرة من السيارة مغلقة الباب خلفها فتسللت رائحة البتريكور التي تروقها بشدة إلى أنفها الصغير لطالما نتجت تلك الرائحة عن اختلاط مياه الامطار المنسابة من السماء مع التراب الذي تدعس عليه الآن.

تنهدت سيليا بخفة بعدما تذكرت أن حب هذه الرائحة لم يعد من حقها وأن التمتع بجمالية الحياة لم يعد من نصيبها فأرجعت الجمود الى ملامحها ومشت نحو ذلك المجمع السكني المهترئ بخطوات ثابثة وهادئة اثبثت من خلالها انها امرأة لا مشاعر لها لطالما مرت بأُناس اقل ما يُقال عنهم وحوش بشرية دون ان تأبه بهم او تمنحهم نظرة اهتمام زائفة حتى بل فقط عملت على تجاوزتهم ببرود مهيب.

لا تلوموها على استهثارها هذا يا رفاق بالنهاية هي اخطر و اقوى من هؤلاء بكثير ..هي شيطانة حلّت بجسد ملاك لتصيبه بلعنة المكر والقساوة اضافة الى القوة والعظمة لذا فليجرب احدهم التذاكي عليها ليصل معها الى نهاية مرضية كل ما يحصل فيها هو فصل رأسه عن جسده.

وصلت الاخيرة الى وجهتها بعد دقائق قليلة من المشي فدخلت العمارة الرابعة من المجمع والتفتت على يمينها تقابل بذلك بوابة شقتها..
انها الشقة رقم ثمانية عشر ..
شقة صغيرة تقبع في الطابق الارضي من العمارة حصلت عليها البارحة بإسم بيرلا انيستون مزورة بذلك عقد الملكية لتبدو كما لو أنّها اشترتها قبل خمس سنوات من الآن..

ربما ستزور اذهانكم فكرة مفادها ان سيليا تبالغ في رسم خططها لذا سأذكركم بنفسي انها على وشك خداع رجل ابكى شياطين الجحيم جراء مكره لذا وجب عليها ان تكون شيطانة مميزة وتدرس جل خطواتها بدقة وعملية قبل القيام بها حتى ..

ارتسمت ابتسامة شيطانية صغيرة على شفتيها المغريتين بمجرد ما زارت ذاكرتها صورة ذلك الوحش الذي ستتعامل معه كل يوم، الوحش نفسه الذي ستخدعه خافية حقيقتها البشعة عنه وراء اقنعة البراءة والرزانة كي تصل الى غايتها السامة المتمثلة في إبادة جماعية لعائلته.

طردت سيليا صورة ذلك البارد من رأسها بمجرد ما سمعت صوتا لخطوات عالية دلت على نزول احدهم من السلالم ففتحت باب شقتها الحديدي على مصرعيه دالفة من خلاله الى الداخل لتشرع مباشرة في تفحص الوضع بحذر ثم ما ان انتهت من تحقيقاتها حول المكان هزت رأسها برضا تام اذ اتضح لها ان اتباعها جهزوا الشقة بطريقة رائعة حولتها من شديدة السوء إلى سيئة فقط..
اجل فالمكان كان وسيبقى فضيعا لدرجة لا توصف ..

 أسيرة شياطينها Où les histoires vivent. Découvrez maintenant