15-ربّما النّهاية

12.8K 537 375
                                    

وكيف للحبّ أن يحيي الضمير!

•••

بين جمال الطبيعة الخضراء وقُبح الأفكار السوداء، كانت تلك الصغيرة التي أنضجتها الحياة جالسة أمام بحيرة القرية مع زيوس، جالسة تنظر إليه بطريقةٍ غريبةٍ حاول فهمها ففشل لذا اكتفى بتفسير نظراتها بطريقةٍ تروقه، طريقة لم تخلُ من أفكار العشق التي تحمل اللّطف ونقيضه خاصّةً بعدما مضى يوم واحد فقط على ليلتهما الأولى التي أصبحت أجمل ذكرى بالنسبة لكلاهما.

تنهّدت سيليا بخفّة ما إن خرجت من بحر أفكارها الذي سبق لها الغرق فيه ثم لأوّل مرّة في حياتها سألت سؤالا لربما اعتبرته تافهاً في يومٍ مضى

"ما هو الحب؟"

ابتسم زيوس بجانبية ثم حاوط وجنتي سيليا بطريقة لطيفة وأجابها على سؤالها بعفويّةٍ أصابتها بالجنون خاصة بعدما غيّر لغته إلى البرتغالية : "Amor é você"

"الحب هو أنتِ"

هي لم تكن من النّوع الذي يدّعي الخجل لذا ابتسمت تظهر سعادتها الناتجة عن كلامه ثم وكأنّها تريد شخصاً يحمل عنها عذاب روحها أسندت رأسها على صدره معلّقة على كلامه

"تروقني إجابتك جدّا، لكنّني أريد التّعرف على ماهية الحبّ من منظورك الخاص"

هذه المرّة مسح على شعرها بخفّة ليمدّها بحنان افتقدته، حنان كانَ نابع عن أبٍ قبل أن ينبع عن حبيب ثم بنبرة خرجت من بين شفتيه كما الموسيقى تكلّم

"الحب عبارة عن حياة جديدة،حياة متميّزة بأحزانها قبل أفراحها وبدموعها قبل ضحكاتها؛ الحب لعنة تجعل الحبيب هو الروح فنفرح لفرحه ونحزن لحزنه، ثم أخيراً نموت بموته"

صمت قليلا ثم أكمل بجدّية

"أنا أؤمن بأنّ العشاق يموتون معاً فحتّى لو عاش الطرف الآخر سيكون جسداً بلا روح لأنّ روحه ذهبت بذهاب شريكه"

ابتسمت سيليا ناعثةً نفسها ببليدة المشاعر فحقّا رأيها في الحب يختلف عن رأي حبيبها بشكلٍ كلّي إذ يرى بدوره الحب كما لو أنّه أجمل تضحية في الحياة بينما هي تراه لعنة تمسُّ القلوب البائسة.

هو ومنذ أن وقع لشيرني خاصته تعرّف على الدنيا من جديد فحوّل حرّيته إلى تقيّدٍ بها، لطالما حدثت نقلةٌ في أفكاره أجبرته على إعادة صياغتها أو ربّما تغييرها ليتحوّل ذلك المخيّر الذي لا يميل سوى لفلسفة الذرائع إلى مُسيّرٍ يحكمه قانون العشق، مسيّر يتأثّر بسعادةِ محبوبته كما يتأثّر بحزنها فيدقّ قلبه على أصغر تفاصيلها ويؤمن بأنّ لا حياة له بدونها.

لقد كانت شاردةً تحلّل كلامه في سرّها إلى أن شعرت به وهو يقبّل فروة رأسها طارحاً عليها سؤاله بعدما هربت منه ضحكةً أجبرتها على الابتسام

 أسيرة شياطينها Where stories live. Discover now