حكمنا الهوى (١٦)

Start from the beginning
                                    

بعد فترة اتعدلت ولاحظت انه سرحان ، سندت على صدره ولفت وشه لها بمشاكسة : ممنوع السرحان وانت في حضني .
بصلها وابتسم : مش سرحان .
باس ايدها اللي على وشه وكمل : بس بفكر في أنس ، يا ترى عامل ايه ؟ عايش ازاي ؟ ليه بطل يكلمني ؟ معقول يا هند يكون استغنى عني ؟ مرتاح معاها ومش هيرجعلي ؟
حست بوجعه في كلامه وضمته لحضنها بتفاؤل: هيرجع طبعا يا بدر .
ضمها هو كمان وسألها بحزن: امتى ؟ أنا تخيلت هيقعد معاها أسبوع بالكتير ويرجع مش كل ده ، مش كل ده أبدا .
حاولت تطمنه على قد ما تقدر بس هي من جواها مستغربة ازاي أنس قدر بالفعل يستغنى عن أبوه ويقعد من غيره كل ده ؟ هي كمان تخيلت ان آخره أسبوع وهيصرخ ويقول تعالوا خدوني !
بصتله بتساؤل : طيب انت ليه ماكلمتهوش يا بدر ؟ كلمه انت وخليك جنبه ، انت من قبل الفرح ماكلمتهوش .
كشر وبصلها بتردد : كلمته .
بصتله باستغراب : كلمته امتى؟ وقلتله ايه وقالك ايه ؟
حكالها المكالمة بينهم وانفجاره في ابنه وهي استنته يخلص كلامه وردت بلوم: انت بجد قلتله الكلام ده ؟ ومستني يرجعلك يا بدر ؟ بدر !
بصلها بغيظ وضيق من نفسه قبل ابنه : يعني كنت متنرفز وده اللي طلع معايا كنتي عايزاني أقوله ايه ؟ برافو يا حبيبي ساعدت ماما ؟ ولا أقوله المرة الجاية ابقى طبلها وهي ترقص ولا ايه ؟
ردت برفض: ولا أي حاجة من كل ده بس انت ليه افترضت ان أنس كبر وبقى راجل ؟ هو لسه طفل صغير ، لسه ابنك يا بدر ازاي تتخلى عنه وتقوله الكلام الكارثي اللي قلته ده ؟ ازاي تفهمه انك اتخليت عنه وانك رميت طوبته ؟ الابن مهما يغلط الأب دوره يحتوي ويطبطب ويقول أنا في ظهرك لآخر العمر اه زعلان بس في ظهرك ، لكن تقوله انك مش عايزه؟! انت مش عايزه وهتسيبه يا بدر لرشا تربيه ؟ انت بجد رميت طوبته ؟
بصلها وماقدرش ينطق بس قلبه بيصرخ جواه
مسكت وشه بايديها الاتنين بابتسامة: كلم ابنك وقوله انك زعلان منه بس حبه في قلبك عمره أبدا ما هينقص ولا هيقل وهتفضل على طول أبوه وهيفضل بابك مفتوح في وشه اوعى تقفله في وشه وتحسسه انه بقى وحيد أو يتيم ، اديله فرصة يرجع لحضن أبوه.
سكتت علشان تديله فرصة يستوعب كلامها ولما يكون مستعد لتنفيذه هينفذه ويكلمه .

فاتن قاعدة وسرحانة ومرة واحدة مسكت موبايلها واتصلت بواحدة أول لما ردت ابتسمت: ازيك يا أم عبدالرحمن عاملة ايه يا حبيبتي ؟
همس كانت طالعة من أوضتها وسمعتها وخصوصا أول ما سمعت اسم أم عبد الرحمن
فاتن : اه يا حبيبتي أيوة عايزة أجوزها صغيرة مش عايزاها تقعد زي أختها وتقعد تقول ده لا وده اه ، شوفيلي حد حلو كده ومناسب وصغير زيها ، دكتور ولا مهندس وياريت مهندس علشان تبقى دماغهم واحدة كده .
همس شهقت بصدمة؛ أمها بتدورلها على عريس معقول ؟
استنتها لحد ما خلصت وقفلت ودخلت وقفت فوقها بعصبية: انتي كنتي بتكلمي مين ؟ بتعملي ايه يا ماما ؟ وان ماكنتيش عارفة اللي فيها ؟!
اتوترت بس بعدها تمالكت نفسها وزعقت : ايه اللي فيها ؟ ها ؟ بتحبي واحد بيشتري البنات يتسلى بيهم وكل واحدة ليلة ويقولها مع السلامة؟ انتي علقتي شوية علشان بس ما طالكيش لكن نهار ما يطولك هتبقي عادي زيك زي غيرك .
بصتلها بصدمة ودافعت عنه بقوة: سيف مش كده وانتي عارفة ده كويس ، شوفتيه وشوفتي أخلاقه وطباعه .
لفت وشها بعيد وردت بحدة : شوفته وشوفت بيته وماعجبنيش لا هو ولا عيلته ولا مستواه وحتى لو ساب خطيبته شيليه من دماغك الراجل ده .
قربت من أمها بذهول : انتي بتقولي ايه يا ماما ؟ ده سيف !
فاتن باصالها بدهشة من نفسها انها بتتجاهل وجع بنتها وكملت بقسوة : يعني ايه ده سيف ؟ اللي خلقه ماخلقش غيره ؟ اهو راجل زي كل الرجالة ولا قمور حبتين ؟
ردت بصدمة : قمور ؟ هو ده اللي حسيتيه منه ؟ ما شوفتيش جدعنته وشهامته ؟ ما شوفتيش ذكاءه وعبقريته ؟ ما شوفتيش حنيته وتفهمه واحتوائه للي قدامه ؟ ما شوفتيش لباقته وهو بيتكلم ومراعاته لكل واحد قدامه ؟ ما شوفتيهوش بيتعامل ازاي مع العمال أو اللي أقل منه ؟ ما شوفتيش حبه ليا ؟ ما شوفتيش يا ماما غير انه قمور حبتين ؟ حرام عليكي .
جت تمشي بس أمها وقفت ومسكت دراعها بعصبية: لا ما شوفتش كل ده يا همس ، بس شوفت بنتي اللي ربيتها علشان تبقى معيدة وناجحة بترمي كل ده ورايحة تحب وتتمرقع ، ما شوفتش غير خروجك معاه من ورانا ، مش وصلك المحطة برضه ولا بيتهيألي ؟ ردي عليا وصلك قبل كده ولا ؟
شدت دراعها وهي بتعيط بانهيار : وصلني آخر يوم أيوة كنت بعيط ومنهارة ان كل حاجة انتهت وهو ما رضيش يسيبني أمشي بعيط و وصلني .
أمها ردت بتهكم : شوف ازاي حنيته وقلبه الكبير ؟! وعلشان كده جاب خطيبته في ايده فرح أختك وبكل بجاحة جاي يتبجح قدامي ويقولي جوزيني بنتك في السر ؟
بصتلها بصدمة فاتن لاحظتها فكملت بعنف : اه يا اختي قالي جوزيهالي في السر ، أجيبلها شقة هنا وأتجوزها هنا وآجي أقضي معاها ساعتين وأرجع لشغلي ولخطيبتي وحياتي وانتي حتى ماحصلتيش عشيقة أو هو ده اسمك عشيقة في السر يجي يقعد ساعتين معاها ويقوم للي في النور يخرج ايده في ايدها ، هو ده يا اختي اللي بتحبيه ؟
همس مصدومة وبتحرك راسها بعدم تصديق وردت بقوة : سيف مش كده، سيف مش كده ولا يمكن أصدق انه طلب منك اني أبقى عشيقته في السر .
ضحكت أمها بوجع : لا طلب يا اختي امال أنا ليه كنت عايزة أروح أرمي فلوسه في وشه ؟ بس مارضيتش أقول لأبوكي الطلب ده وما رضيتش أشوه شكله قدامهم؛ قلت بلاش يا بت يمكن ، يمكن يجي يوم ويطلع راجل بجد ويطلب ايدها في النور بلاش أوسخه كده لان لو أبوكي عرف هيديله باللي في رجله وانتي مش عارفة هيعمل فيكي ايه ؟ انتي ما شوفتيهوش وسط شركته شكله ايه و الوسط اللي عايش فيه شكله ايه ؟ قلبي اتقبض أول ما شوفت شكل شركته واتقبض أكتر لما دخلت بيته ، الناس دي لا زينا ولا احنا زيهم فاقفلي صفحة سيف وشيليها تماما من دماغك وأول عريس تجيبه أم عبدالرحمن ويعجبني هتوافقي عليه ورجلك فوق رقبتك وبكرا تحبيه أو إن شاالله ما عنك حبيتيه الحياة مش حب وبس .

جانا الهوى (١) حكمنا الهوى (٢)Where stories live. Discover now