الفصل التاسع

Start from the beginning
                                    

بعد أن قال جيمس هذا مال وجه روبن للاحمرار فنحن لا نملك مقر شركة ! بل نملك مقر نُدير من خلاله عمليات القتل و النهب و ما إلى ذلك ، و لكن مع هذا رحب روبن به و أعطاه عنوان للزيارة لم أسمع به من قبل ثم رحلنا عائدين للمقر نسرد ما حدث معنا لبقية أعضاء الفريق و كان الوقت يضيق بالنسبة للجميع ففي الصباح قد يُكشف أمر عملنا و نزج جميعنا بالسجن و كعادة الأمر يحاول ذاك الأخرق تحميلي مسؤلية ما حدث لينهض من مكانه يضغط على أسنانه بغضب و يمسك بياقتي يحاول أن يقول شيئاً و لكن دق كايو كأسها بالطاولة بقوة لفت انتباه الجميع و انتباهه حتى توقف و قالت :
" الوقت يضيق بالنسبة للجميع ، و هذا خطأ الجميع و بالدرجة الأولى خطأي لأننا لم نتفق أن يحرس أحد المقر و نحن نائمون ، يوموتو حاول إيقاف اللص و فعل ما بوسعه و لو أن يوموتو لم ينتبه لذلك ، من يدري لعل لا أحد منا علم بأنه تم سرقت الوثائق و لأصبحنا بالسجن و كُشف عملنا و نحن لا نعلم شيئاً ما زال لدينا فرصة ، فرصة واحدة .. استغلوها
جيداً . "
كنتُ أسمع تلك الكلمات و أتسائل إن كان ذلك حُلماً أم حقيقة ؟ فأنا لا أصدق بأن كايو أصبحت تعارض روكي كثيراً ! ففي السنوات السابقة دائما كانت تفعل ما يقوله روكي حتى قبل بضعة أشهر !
و قررنا الذهاب للبحث عن ذلك اللص قبل حلول الصباح ، و بينما كنتُ سأذهب أنا و روبن و جايون كما كنا في البداية إلا أن ذاك البغيض اعترض و قال بأنه سيذهب عوضاً عن جايون و هي تذهب مع سونا أما كايو كانت قد ذهب مع لونا كونها كاللصوص تحترف التسلل و سرعة الحركة ، و قد استمرينا بالبحث على ذلك اللص ثلاثتنا و بعد مضي ساعتين و نصف من البحث و عندما وصلنا إحدى المزارع القروية في اسطبلِ خيول مهجور سمعنا صوت كركة داخل ذاك الإسطبل و كان كلاً من قد أخرج مسدسه من خاصرته نقوم بتجهيزه نستعد للاقتحام الآن و بعد إشارة من روكي بأصابعه قمنا باقتحام الاسطبل موجهين أسلحتنا في حين كان من في الداخل موجهاً مسدسه نحونا .. و عند رؤيتنا أخفضت مسدسها و كانت تلك كايو و لونا و قد استطاعتان الامساك باللص ، نعم هو الفتى الذي قام باقتحام المستودع و سرقته و فور إخبار روكي بأنه اللص سرعان ما قام بلكمه ثم أمسك ياقته و بدأ تهديده :
" اسمع أيها اللعين ، أنت من سرقة حقيبة وثائقي الخاصة و إن كنت تريد أن تبقى حياً ستعيد لي هذه الحقيبة . "
في حين أن الفتى بدا مذعوراً يضع يداه على يد روكي التي تمسك بياقته يرجوه : " أرجوك سيدي ، أتركني ارجوك ، الحقيبة ليست معي ! "
لينظر الجميع باستغراب اليه سائلين من أصبح يملك الحقيبة ؟ ليجيبهم بأنه رأى اعلان الشرطة حول مقتل الرقيب جوني و عندما رأى أوراق روكي التي يوثق بها جرائمه قام بتسليم الحقيبة للسيد جيمس مقابل الحصول على مئتين و خمسون ألف ين ..
لتتنهد كايو مغادرة هي و لونا قائلة : " لا تنسوا ، لديكم حتى الصباح . " و بعدما كان روكي تاركاً لياقة اللص عندما رجاه أعاد الكرة و أمسك بياقته بقوة أكبر و هو يضغط على أسنانه أكثر كالكلاب المسعورة قائلاً : " كما دخلت المستودع و سرقت الحقيبة ، ستدخل بيت ذاك المحقق و تستعيدها هل فهمت ؟ "
و مُنح ذاك الفتى اللص ساعة واحدة فقط لاستعادة تلك الأوراق و الحقيبة و تقرر أن أذهب معه كي لا يهرب منا و يقوم بخداعنا ، كان يبدو بسيطاً يسعى فقط للحصول على ما يأويه يدعى يوكو يومو و هو ياباني مثلي تماماً شعرتُ بالشفقة على ما حل به و لكنه مذنب أيضاً فالسرقة خطيئة و يمكنه أن يعيش دون سرقة كما كانت تفعل كايو قديماً ، و تسلقتُ معه إلى بيت السيد جيمس لاستعادة تلك الحقيبة و نجحنا في الحصول عليها بكامل الأوراق و لكن كان السيد جيمس قد شعر بحركة ما في شقته و عندما كنا نتسلق من النافذة للهرب فتح باب غرفته في وسط ذاك الظلام يصرخ : " توقفا ! " و لكن يوكو كان قد قفز و عندما كنتُ سأقفز أنا أيضاً بدأ باطلاق النار بمسدسه الخاص و استطاعت رصاصته خدش كتفي و لكنني استطعت التحكم بتوازني و لحقتُ يوكو .. و ها هو يسلم الحقيبة لروكي أخيراً و لكن معاناة ذاك الفتى لم تنتهي حيث توجه روبن نحوه يلكمه على وجهه مُطالباً بالمئة و أربعون ألف ين التي قام بسرقتها و بعد أن اعترف بأنه صرف النقود ابتسم روكي بخبث و هو يضرب قبضة يده اليمنى بكفه الأيسر : " إذن سنبيعك لتجار البشر يا فتى ! "
ليفزع الفتى من مكانه و يُهلع مترجياً عدم بيعه و أنه سيحاول تعويض روبن تلك النقود ، في الحقيقة روبن مثلي لم يؤيد فكرة بيع الفتى فهذا ليس من عملنا و إنها لخطيئة أيضاً و لكن روكي استطاع اقناع روبن بذلك بسهولة و بقي صوتي ضعيفاً و عندما اشتد الأمر بيننا لكمني على وجهي يأمرني أن أقوم أنا بتلك المهمة .. بيع يوكو لتجار البشر !
السرقة ، القتل ، الخيانة ، الخطف ، المخدرات ، شرب الخمر كل هذه خطايا قمتُ القيام بها و الآن الاتجار بالبشر ! و ماذا بعد ؟ من روكي كي يجبرني على فعل ذلك ؟ ما ذنب يوكو ؟ إنها فتى مسكين يسعى وراء طعامه و مأوآه ! تكلفتُ بأمر بيعه لم أجد سوى عصابات شوارع تنتفع من تلك الصفقة ! صفقة مخزية بيع يوكو مقابل فتاة في الخامسة عشر من عمرها ، عملية تبادلية سينتهي بها يوكو إلى أن يصبح رجل عصابة يكسب رزقه و طعامه من خلال القتل ! و بعد أن تمت الصفقة عدتُ للمقر مع تلك الفتاة لتنظر كايو إلي بصدمة تهمس : " يوموتو ! "
أصُدمت من رؤية الفتاة ؟ أم من الخدش الذي أصابني من مسدس جيمس فهي لم تراه سوى الآن و كان كتفي مضمد منه ؟! ليسأل كلاً من روكي و روبن عن الصفقة و أمر الفتاة ، لأخبرهم ما حدث و ما أن انتهيت من إخبارهم و أبدأ اتلقى اللكمات من روكي حتى سقطتُ أرضاً و يقوم بركلي صارخاً : " أيها الأخرق الغبي ، كيف تقوم ببيعه دون مال ؟ ألم نقل لك بأن تأتي بأموال ؟ " و يستمر بركلي لتصرخ عليه كايو : " روكي . " و لكنه لم يستمع لها و هو يصرخ : " كفى ! لا تتكلمي و تدافعي عن هذا الأخرق ! "
و ركلني بعد ذلك بقوة حتى تراجعت و أصبحت بعيداً عنه لمسافة ليست بقليلة ثم توقف للحظة و ابتسم ابتسامة خبيثة قائلاً : " بما أنك وافقت على إحضار هذه الفتاة هذا يعني أنك تريد فعلها ، أيها الغر هه هه هيا افعلها و قم باغتصاب هذه الفتاة على مرآى الجميع .. هيا . " لم أتوقع هذه الكلمات من روكي اطلاقاً كما أن كايو صُعقت مما سمعته و أصابتها حالة هستيرية و كأنها فقدت وعيها و كان روكي يحاول إجباري بفعلها حيث عاود القول :
" إن لم تفعلها أيها اللقيط سأفعلها أنا . "
و الفتاة تبكي بشدة و أصابتها نوبة ذعر قوية ، بالطبع سيحدث ذلك فهي في الخامسة عشر من عمرها و لكن .. طفح الكيل ، لم أعد استطيع تحميل ذاك القذر أكثر من ذلك حتى أنني أخرجتُ مسدسي من خاصرتي و صوبته نحوه صارخاً : " إياك ، إياك فعل ذلك .. لقد طفح الكيل ، لا يوجد لقيط عاهر هنا سواك ! عديم الرحمة و الشفقة ، إن كنتُ أنا لقيطاً فهذا بسببك ، قمت بقتل والدتي أيها الخاسر
' يجهش بالبكاء ' و لكن .. و لكن اليوم سأوقف هذه المهازل بأكملها ! "
لم أتحمل ما كان يفعله و يقوله و ما فعله ذاك العاهر دائما ما كان يستحقرني ! و الجميع في دهشة من أمره مما رآه مني حتى كايو كانت تنظر نظرات هستيرية و كأنها في تذكرت الأيام التي عاشتها مع شقيقتها ، تنظر و كأنها فتاة ضعيفة تنتظر أحداً يثأر لها ! و لكن روكي دُهش للوهلة الأولى ثم ابتسم بغرور قائلا و هو يضرب قبضة يده بكف يده الأخرى
: " هه تمثيلٌ جيد لاقناع البقية بأن هذا ليس هدفك ، أيها العاهر . " و في اللحظة التي حاول أن يخطو خطوته أمامي ضغطتُ على زناد مسدسي ليصرخ الجميع : " يوموتووو ، انتظر ! "
و لكنني خطوت خطوتي و استقرت رصاصتي في جسد روكي الذي تناثرت دمائه على كايو و امتلأت الارض بها فيسقط جثة هامدة لتهمس كايو مجدداً باسمي و الجميع لا يصدق ما حدث ...
و مر نهار هذا اليوم بموت روكي و صدمة الجميع في حين كنتُ اجلس بالمستودع استذكر ماضيّ مع عائلتي و كيف قُتلت والدتي على يد روكي و كيف ثأرتُ لها ، لعلي أشعر ببعض الراحة الآن !
أما الفتاة التي أحضرتُها معي كانت تجلس بجانبي تنظر إليّ تتسائل فيما أفكر ؟ و فجأة وجدتُها تقوم بتقبيلي ! لانظر لها بدهشة و هي تنظر لي بابتسامة ثم تعانقني لاتلقى التقبيل مجدداً لأقضي تلك الليلة بخطيئتي التاسعة و التي يبدو أنني لن استطيع التكفير عن كل هذه الخطايا !
قتلتُ روكي انتقاماً و لأنه أراد مني ارتكاب خطيئة كبرى لعلها أكبر من القتل بنظري ! و لكن يبدو أن هذا دون جدوى !
و في صباح اليوم التالي استيقظنا جميعاً على خبر موت المحقق جيمس براون نتساءل حول ذلك و لكن كايو وضحت الأمر بأنها هي من قامت بقتله ليلة أمس حيث زارته أثناء نومنا بصفتها مديرة غولدن كوسميتك تطلب المساعدة بقضية ما و لكنه كان جيمس قد كشف أمرها حيث أنه عندما قمت أنا و يوكو باستعادة الحقيبة نسينا إحدى الأوراق التي تتعلق بروكي و بها معلومات غير مباشرة حول كايو أيضاً و كان جيمس قد وجد الأدلة الكافية لإدانة كايو في نفس الليلة التي ذهبت اليه بها و لم يكن قد اخبر الشرطة بعد فابتسمت له كايو ابتسامة القتلة تخرج مسدسها من جيبها توجه نحوه و تطلق النار عليه قائلة : " الوقت هو أمهر قاتل . "

يتبع ...

الخطيئة العاشرة || مكتملةWhere stories live. Discover now