الفصل الخامس

12 1 0
                                    

" اللعنة ! اللعنة ! اللعنة ! اللعنة عليك ... "
هذا ما كان يصرخ به مساعد باربو و هو يقوم بلكمي على وجهي حتى جُرحت شفتاي و سالت الدماء منهما و هو ما زال يلكمني بشدة و استمر بهذا حتى تورمت عيني اليمنى ، يلكم و يبكي !
ليوقفه اثنان من رجاله و يبعدانه عني قائلين :
" كفى ، تنكو ! " و جثى على ركبتيه يجهش بالبكاء ينادي باسم معلمه بينما بدأتُ أتقيأ الدماء من شدة اللكمات التي تعرضتُ لها على معدتي قبل أن تتحول اللكمات على وجهي ، و بعد عدة دقائق دخل أحد رجال الحراسة و يبدو أنه جاء راكضاً حيث أنه كان يلهث ، و اقترب من تنكو يهمس بأذنه ليخرج تنكو ثم يعود بعد خمس دقائق مع رجلان يرتديان الطقم الأسود و نظارة شمسية ، لقد كانا زعيمان المافيا اللذان كانا بجانب باربو عندما التقيتُ به أول مرة ..
يُزيل نظارته عن وجهه و يقترب نحوي ثم يجثو ليمسك وجهي و يحوله نحو وجهه تماماً و ينظر إليّ بعينيه الحادتين يبتسم بمكر و يبدأ التحدث إليّ بطريقة مستفزة تحاول تدمير المعنوية : " أترى يا فتى ! كايو التي قمت بقتل باربو من أجلها لم تُعرك أي اهتمام ، لديك ثمان ساعات سجين هنا و لم نسمع إطلاقاً بأنهم يبحثون عنك ، أيستحق ذلك أيها الغر اللعين ! في حين كان باربو يساعدك للتكفير عن خطيئتك تقوم بقتله من أجل عاهرة رخصية !
اتركوه الآن ليأخذ قسطاً من الراحة ، سيتم بيعه غداً لذلك أريد أن يراه الزبون بأفضل حال . "
أصبتُ بالجمود و صعقتُ تماماً عندما قال أنه سيتم بيعي ، سأصبح عبداً !
لطالما سمعتُ عن الاتجار بالبشر ، إنها لخطيئة كبرى في معتقداتنا و التكفير عن هذه الخطيئة شيء بالغ الصعوبة فمن نظري أرى بأنه يجب تحرير العبد الذي بعته حتى تستطيع التكفير عن خطيئتك تلك و بالطبع عندما تقوم ببيع شخص للمافيا و رجال العصابات يصعب عليك إيجاده فهو دائم التنقل !
لا أريد أن أصبح عبداً ، لا أريد أن يتم احتكاري !
و كان تنكو قد عارض سيده حيث أن ذلك لن يشفي قلبه و يود رؤيتي جثة هامدة تقوم الصقور بنهش لحمها فبات سيده يربت على كتفه مبرراً له بأن ذلك سيكون أسوأ من الموت بالنسبة لي ، و هو محق !
بتُ أصرخ بأعلى صوتي : " اقتلونني ، أيها الحثالات أنا لستُ عبداً لأحدكم ، اقتلونني فحسب ! "
و أنا أجهش بالبكاء و لكن سيدهم التفت مبتسماً بخبث و قرر المغادرة بينما تنكو و بقية رجاله بدؤوا بالضحك بأعلى أصواتهم ، يهتفون بكلمات قذرة و منهم من بدأ باستفزازي بكلمات ساخرة حيث أنني سأضيع كالكلاب الضالة و سأصبح خادماً أو ربما يجعلون مني حقل تجارب لرصاصاتهم !
نعم ، سمعتُ عن ذلك كثيراً حيث يقوم رجال المافيا بتجربة رصاصهم الجديد الصنع على الرقيق حيث يطلقون النار على مناطق لا تؤدي إلى قتلهم و لكن رصاصاتهم المصنعة حديثاً لطالما كانت تسبب لأؤلئك المساكين الإعاقات منها الجزيئة و منها الكاملة !
لا أريد أن يحدث بي مثلهم ! أرجوك إلهي !
و بعد أن مرت ساعتان من انصرافهم و حين كنتُ أغط في النوم أثر الضرب استيقظتُ بسبب سكب دلو ماء على وجهي فازعاً شعرتُ و كأنني عارٕ تحت المطر في تلك الأجواء الباردة ، ضحك الرجل الذي سكب الدلو بسخرية مقترباً مني إلا أن سماعه لأصوات أقدام تركض في البناية أوقفت خطواته ليأخذ مسدسه من خاصرته و يشير لمن حوله بالخروج لتفقد المكان بينما وقف هو خلف الجدار مستعداً لأي أمر يحدث و لم تمر سوى دقيقة على خروجهم ليبدأ صوت الرصاص بالخروج لتتغير ملامح ذاك الرجل و قد بدا الذعر عليه واضحاً يوجه سلاحه نحو الباب ، و لكنه قد تفآجأ ليرى أحدهم قد أصبح بالغرفة قافزاً حتى أصبح في منتصف الغرفة مما اربك الرجل الأخير و قد كان المقتحم وجه رشاشه نحو الرجل و قام برشقه بالرصاص ليسقط جثة هامدة و بعد ذلك دخل مقتحم آخر الغرفة ، كانا يرتديان طقم العمليات الخاصة و لكن لا يبدو أنهم رجال شرطة و قام كلاً منهما بنزع الأقعنة عن وجوهيهما لأسأل عن هويتهما و أسماءهما ؟
" ندعى بانتيرا نيرا و معنى ذلك الفهد الأسود نحن ايطاليان الأصل ، ادعى بلاك و هذا صديقي ويليام
' يبتسم بخبث ' لا تعتبر نفسك أنك نجوت أيها الفتى فنحن نقوم بالخطف من أجل طلب الفدية و هذا ما سيحدث معك . "
الخطف ! و هذه أيضاً خطيئة لا تغتفر ! هل مهمتي هي العيش في عالم الخطايا ؟!
مضحك ! يقول بأنه سيطلب فدية من أجل أن أصبح حراً ، لا يعلم بأن لا أحد من فرقتي يهتم لأمري ، لا يعلم بأنني مجرد شخص منبوذ لن يسمع أحد بموته و بالأخص عندما قمت بذلك العمل دون العودة لأحد ! لقد فهمت ، أصبحتُ الآن في نهاية المطاف سترفض الفدية و من ثم سأُقتل !
أشار بلاك إلى صديقه ويليام بيده ليمسكني الآخر من ياقتي و يشدني ليقول : " هيا يا صغير ، سنغادر . "
لم يتغير شيء للآن ، كل ما تغير هو الأشخاص فقط ! كنتُ رهينة لدى مجموعة من الرجال أما الآن فأنا رهينة لدى شخصان فقط ، كما هو الحال في غرفة قديمة و يمكن القول بأنها مهترئة مقيدٌ بها كرهينة ليس بيده حيلة ، كل ما بيدي هو محاولة إخافتهما و لا أعلم لماذا قلتُ ذلك الكلام لهما و لكن يبدو أنه شعورٌ لا إرادي ! حيثُ أنني أخفتهما بتنكو الذي سيبحث عن فاعل تلك المجزرة بحق رجاله و أن خلفه عصابات أخرى قوية ، نظرا لي باستغراب عندما قلت ذلك و لكن فور انتهائي من الكلام قد بدآ يقهقهان بأعلى صوتهم .. شعرتُ نفسي غبياً كالطفل السمين الذي يضحك عليه الناس عندما يسقط في وحل ما ، أشفق على هؤلاء أيضاً دائماً ما يتعرضون للتنمر من طرف الناس و لا يعلمون معاناتهم !
و بعد دقيقتين من قهقهتهم ينظر لي بلاك قائلاً :
" يا فتى ! أتظن بأنهم سيجرؤون على ملاحقتنا ؟ لقد علموا منذ زمن من قام بذلك الهجوم فنحن لنا طرزٌ خاص في الاشتباك ، ألم تلاحظ شيئاً !؟ "
توسعت مقلتا عيناي و تذكرت ، نعم !
فجميع الضحايا كانت قد تلقت الرصاصات في منتصف رؤوسهم أعلى الأنف تماماً ! حتى الرجل الذي سكب الدلو عليّ أيضاً أصابه في رأسه أعلى الأنف ! مع أن الوقت كان ضيق ليُركز على مكان إصابته و لكنه فعل ذلك !
يبدو أن هذا هو أسلوبهم في المعارك و لعل هذا ما يجعل رجال العصابات يتجنبونهم و لكن لا أظن بأن كايو ستخاف منهم أو تتجنبهم إن حدثت مواجهة بينها و بينهم ! هي قوية ، أعلم ذلك .
كانا شديدي البرودة فأخذا يلعبان الورق بكل أريحية و يقولان لي : " على أية حال ، غداً ستأتي سيدتك لنتفق معها على فديتك . "
لقد دهُشت بالفعل عندما قالا لي ذلك ! هل يعقل بأن كايو ستأتي من أجلي و لم تتخلى عني ؟!
رغم خيانتي له المرة السابقة ! و رغم التصرف من دون علمها و إذنها هذه المرة !
ربما ذلك ، و لكن أعتقد بأنها ستتصرف معي مثل المرة الماضية بعد أن أصبح حراً و لعل هذه المرة أعضاء الفرقة يقفون بوجهي و يطالبون بطردي لما أسببه لهم ! تركتُ أؤلئك الاثنان يلعبان و أغمضتُ عيناي لأنام منتظراً اليوم التالي بشغف ..
و في صباح اليوم التالي و عند حلول الساعة العاشرة جاءت كايو و بقية الفرقة حيث دخلت الغرفة هي و روكي ، أما جايون و روبن كانا يقفان بالقرب من الغرفة خرجاً متأهبان لأي طارئ و يبدو أن سونا متأهبة بقناصها بمكان ما ، كانت تتقدم كايو نحوي ليوقفها بلاك بالوقوف أمامها مهرجاً يقول هو يلوح بيداه : " أهلا عميلتي العزيزة ، هه هه .. آسف و لكننا لسنا مرتزقة كما كنتِ تظنين لقد أنقذنا ذلك الصغير من تلك العصابة مقابل مبلغ قمتِ بدفعه ، أجل ..
هه هه و لكن الآن ستدفعين لي ثلاثة أضعاف المبلغ لتأخذيه مني أيضاً . "
حالة من الفرح و الحزن قد انتابتني بتلك اللحظة !
فرحتُ لأن كايو لم تتركني من البداية و كلفت أحدهم بإنقاذي ، و حزنتُ لأنني ظننت بأنها تركتني و لم تعد تهتم لأمري ، " يبدأ بذرف الدموع " كم أنا شخصٌ حقير !
و لكن ذاك الكريه روكي كان ينظر إلي نظرات غاضبة و كأنه يتمنى موتي بالفعل في حين أن كايو كانت تنظر إلى بلاك ببرود و يبدو أنها متعطشة للدماء تود قتله و هو يلوح بيداه لتُمسك إحداها و تقوم بلويها و تأخذ مسدسه من خاصرته و تثبت رأسه على الطاولة في تلك اللحظة نفسها كان روكي موجهاً مسدسه نحو ويليام الذي هو الآخر كشف عن حزامٕ ناسف يرتديه و بيده كبسته رافعاً يده لأعلى و قد بدأ عليه التوتر في حين كان بلاك يتألم من ذراعه التي قد تم لويها أما كايو فتحولت نظرات البرود تلك إلى نظرات مرعبة و مخيفة كنظرات القتلة و تبتسم ابتسامة خبث عريضة .. " الآن ، اخبرني عن سبب يجعلني لا أقتلك ! "
هذا ما نطقت به كايو و هي تبتسم ابتسامتها الخبيثة تلك المتعطشة للدماء بينما بلاك يتألم و يبدو أنه لم يجد إجابة لسؤالها ذاك ، و لكن ويليام للحظة اختفت من وجهه ملامح الارتباك و بدأ يتقدم نحو كايو و لكنها لم تبالي و لم تنظر إليه حتى في حين أن ملامح الخوف تلك تحولت إلى روكي و هو يضغط على مسدسه بشدة و بدأ وجهه ممزوجٌ بين الخوف و الغضب ! ليباشر ويليام بتهديداته : " لا داعٍ لكلِ هذا الاستعراض يا آنسة ، إن تماديتِ أكثر فسأضغط على هذه الكبسة و ننفج... " و قبل أن يُكمل ويليام تهديده سرعان ما تحولت فوهة مسدس كايو على قدم ويليام و تخرج رصاصتها ليصرخ ويليام بأعلى صوته متألماً يترك كبسة التفجير لينحني و ينظر إلى قدمه في حين ركض روكي نحوه مسرعاً يُبعد تلك الكبسة و يضع السلاح على رأس ويليام ، في اللحظة نفسها التي صرخ بها صرخ بلاك منادياً باسم صديقه أما كايو فقد ازدات باتسامتها تلك .. " بانتيرا نيرا هه هه ، سأعفو عنكم لجرأتكم و لكن ستكونون رجالي من بعد الآن . " هذا ما صرحت به كايو لهما و من ثم دفعت بلاك ليسقط أرضاً ترمي له مسدسه و تأمر الجميع بالخروج إلى السيارة لينتظروها ، بالنسبة لي كانت دقائق أكثر من رائعة أظهرت كايو بها قوتها و غضبها بطريقة باردة و ازداد إعجابي بها و بقوتها ، تقدمت نحوي لتأخذ سكيناً من جيبها و تفك رباطي لتلقي السكين جانباً بعد ذلك و تُعطيني قُبلة ليتم احتضاني بعدها !
شعرتُ نفسي كطفل صغير أضاعته أمه ثم وجدته ! أهذا حقاً لأن كايو تود تعويضي عن ذلك كما كان سابقاً أن الأمر اختلف الآن ! أم لأن هذا ظنت بأنها كانت مخطئة في معاقبتي ! و قد ساعدتني على النهوض لنخرج من المبنى ، نقترب من السيارة في حين كان أعضاءنا الجدد بداخلها ، ويليام ، بلاك ..
أما العدائي روكي كان بخارجها و فور رؤيتها لي تقدم نحوي بملامحه الغاضبة كالكلاب المسعورة يلكمني على وجهي بقبضة قوية أسقطتني أرضاً و هو يصرخ بأعلى صوته : " دائما ما تسبب لنا المتاعب أيها الغر الصغير ! " و كان ليُكمل ضربه بركلة و لكنه توقف لفجأة لأحول نظري من الأرض نحوه لأرى بأن كايو قد منعته بوضع مسدسها أسفل فكه ..
" اعتباراً من الآن روكي ، إن صفعت نملة دون إذني سأقتلك بلا تردد . " قالتها بتلك الملامح الباردة القاتلة ليبدأ الخوف على وجه روكي ثم تخفض سلاحها و تتجه نحو السيارة في حين بصق روكي على أرضاً بتنهد و توجه للسيارة هو الآخر ..
هذه المرة الأولى التي رأى بها كايو تُعيرني كل هذا الاهتمام حتى أنها أوقفت روكي بطريقة لم تفعلها معه من قبل ، أخشى أن يكون ما ينتظرني أثناء العودة غضبٌ و عقابٌ كبير مخبئ تحت هذا الهدوء
و بعد أن أصبحنا في البيت تقابلنا مع كلاً من لونا و ليفاي و كانا قد رأيا حالة ويليام الذي يتم تضميد جراحه يضحكون على طريقة انضمامه هو و صديقه بلاك و لكنهما قد تم تقبلهما من طرف جميع أعضاء الفرقة بسرعة كبيرة ، كنتُ أظن بأنه سيتم الحقد عليهم كما يكن لي روكي الحقد و البغض ..
في حين لم يكن لدي الجرأة و الشجاعة الكافية لأواجه كايو ، طلبتُ من ليفاي أن يخبرني ماهية قصة معرفتهم بأمري ؟ و بدأ يخبرني حيث أن كايو كانت قد شكت بخروجي تلك الليلة عندما طلبت بعض البيتزا لأنني لم أفعل ذلك من قبل كما أن ملامح وجهي كانت توحي بأن أمراً ما أخفيه ، فطلبت من ليفاي اختراق هاتفي المحمول و التنصت عما أفعله و شهدت أول لقاء بيني و بين باربو و قد سمعت كل جرى بيننا من حوار ..
كان بإمكانها قتلي عند عودتي من ذلك اللقاء و تُفسد مخطط باربو منذ البداية و لكنها لم تفعل ذلك يبدو أنها كانت تود رؤية مدى اخلاصي لها و لعل هذا السبب الذي دفعني لقتل باربو ، الشعور !
لم تتدخل كايو اطلاقاً و تركت الخيار لي إما أن اقتلها أو ربما كانت تنتظر مني أن اخبرها بعرض باربو ، و في المرة الثانية التي قتلتُ بها باربو أخبرني ليفاي عن مدى شدة خوفها حين سمعت صوت الرصاصة تخرج حيث أنها شهقت حين لم تسمع صوت بعد الرصاصة لعدة ثوان و بعد أن علمت بأنني قتلت باربو ابتسمت و قد مُزج وجهها بالفرح و الحزن ربما لأنها رأت مدى اخلاصي لها و ربما أنبها ضميرها لما عاملتني به من قساوة !
أما السبب الذي دفعها لاستئجار بانتيرا نيرا لتحريري فلم يكن ليفاي ليعلمه و لا أنا أيضاً و لكنني متأكد بأن هناك سراً وراء هذا ، في حين أن الصفقة تم إلغاءها من كلا الطرفين دون أن يُخبر أحدهم الآخر و لعل أسباب هذا أصبحت واضحة !
و في النهاية و بعد أن أتممنا المهمة الرئيسية التي كنا قد جئنا لأجلها قررت كايو أن نعود إلى طوكيو و قد تحدد موعد ذلك و هو بعد ثلاثة أيام حيث ستكون قدم ويليام قد تماثلت بالشفاء تماماً ، و بعد مرور ثلاثة أيام ها نحن ذا بالطائرة في طريقنا إلى طوكيو و عند هبوط الطائرة في مطار طوكيو هانيدا و جمع الأحزمة كانت شرطة اليابان في استقبالنا و لديها مذكرة اعتقال !
" نأسف سيدة كايو يوكي على ازعاجك ، و لأنك رئيس شركة غولدن كوسميتك و حرصاً على سلامتك أنتِ و بقية العاملين في شركتك ، سنقوم باعتقال الفتى المدعو يوموتو يوشيما للاشتباه به بقيامه أعمال غير مشروعة كما أنه جاءتنا معلومات من مدينة كلنتمونت بأنه تورط بجريمة قتل أحد أهم رجال الأعمال ، و إن رفضتِ اعتقاله قد يؤثر هذا عليكِ أيضاً . " .. ' توضع الأغلال في يديه . '

يتبع ...

الخطيئة العاشرة || مكتملةWhere stories live. Discover now