الفصل التاسع

8 1 0
                                    

جيمس براون .. أحد أشهر المحققين في لندن جاء إلى طوكيو منذ ستة أشهر لتحقيق في سلسلة جرائم حدثت في مدينة ميتاكا داخل طوكيو بعد أن قامت شرطة اليابان بإستدعائه للتحقيق في تلك الجرائم المتتالية و اكتشاف الفاعل ، فهو محققٌ خاص له أسلوب مميز في اكتشاف الجرائم و حل الألغاز و قد نجح في إيجاد فاعل تلك الجرائم التي كانت تحدث و أعجبته طوكيو كثيراً حتى قرر بأخذ جولة تنزه في مدن طوكيو ، و بعد أن قُتل الرقيب جوني الليلة الماضية طلبت شرطة طوكيو المساعدة منه و لا أخفيكم سراً بأنه يستطيع الوصول إلينا بسهولة فهو بارع في التحقيق و متابعة مجرياته و إن اضطر الأمر قد يتعاون مع مجرمين آخرين من أجل حل القضية التي تُكلف له و هذا ما يزيد من مدى خطورته ..
و منذ أن علمت كايو بالأمر بدأت تصبح قلقة و دائماً ما تتوتر و طلبت مني أنا و روبن و جايون من حل أمر هذا المحقق في أسرع وقت ممكن حيث كانت مُكلِفة للونا أن تتجسس على بيته و تعلم ما الذي يخطط له ، حيث أن المحقق لا يستعمل سوى الهاتف المنزلي و الهاتف المحمول لا يستخدمه اطلاقاً و ذلك من شدة حرصه مما فشل ليفاي بمحاولة التنصت عليه عبر الأنظمة و الحاسوب ، و في الحقيقة لم تكن لونا تنجح دائماً في التجسس على السيد جيمس حيث أن شقته تكمن في الطابق الرابع من بناية تصل إلى اثنا عشر طابقاً ، بناية من الطراز الأمريكي القديم تخلو من الأسدة على الأسطح و يصعب التسلق على جدرانها و لذلك لم يكن لدينا المعلومات الكافية حتى نستطيع اغتيال السيد جيمس و لهذا قررتُ اتباع خطة أخرى لنستطيع أن نحظى على بعض المعلومات تُمكنا من وضع وقت معين لاغتياله و كنتُ قد اقترحتُ الخطة على روبن و جايون و كانا قد وافقا عليها و اتفقنا أن ننفذ الخطة اعتباراً من الغد ..
و عندما حلول الساعة الواحدة بعد منتصف الليل خلد الجميع للنوم في حين كنتُ أضع السماعة على أذني مستعداً لفتح موسيقى هادئة كي أستطيع النوم إلا أنني سمعتُ بعض الحركات المريبة فوضعتُ هاتفي جانباً و نهضتُ أرى ما ذلك الصوت الذي كان مصدره قرب المستودع و أخذتُ مسدسي من أسفل وسادتي و توجهتُ نحو المستودع بحذر و ما زال ذاك الصوت يصدر ، أقف أمام الباب أستعد للاقتحام و من ثم ركلتُ الباب بقدمي موجهاً سلاحي و لمحني ذاك الفتى ذو الشعر الأزرق و قفز بسرعة البرق من النافذة فأسرعتُ عند النافذة و هو يركض بسرعة و أنا أصوب عليه آمره بالتوقف ثم اطلقتُ النار نحوه عند عدم استجابته ، اطلقتُ ثلاث رصاصات و لكن كانت جميعها خائبة ففزع الجميع من مخادعهم مسرعين نحو المستودع يتسائلون عما حدث !
و نقلتُ لهم الصورة التي حدثت بأنه فتى ربما يصل الرابعة عشر من عمره ذو شعر أزرق يرتدي قبعة مصنوعة من الصوف و كنزة شتاء حمراء اللون و بنطال و جاكيت أسود و من الواضح أنه لص و أخذنا نتفقد المستودع لنرى ما سُرق منه حيث كان قد سرق صندق صغير يحتوي على مئة و أربعون ألف يناً و خاتم نساء فضي و هي تعود لروبن و حقيبة تحتوي على وثائق و قائمة العمليات التي قام بها روكي مما أثار غضبه و ضرب قبضة يده اليمنى بكفه الأيسر كما بدأت علامات الانزعاج و الغضب على وجه روبن أما كايو وضعت يدها على كتف روكي قائلة : " الوقت يضيق . " و قد أصررَ الاثنان على محاولة ايجاد ذلك الفتى .. و في صباح اليوم التالي انطلقتُ أنا و جايون قاصدين السيد جيمس في حين أن روكي و روبن قررا البحث عن ذلك الفتى بناءً على ما وصفته لهم و ها نحن الآن نقف أخيراً أمام السيد جيمس الذي ما اتبع الطراز القديم في لباسه حيثُ يرتدي معطف بني اللون و قبعة لها حواف من الأمام و الخلف بنية اللون أيضاً ، يرحب بنا مصافحاً ثم يرجونا بالجلوس سائلاً عن نوع المساعدة التي يمكنه تقديمها ؟
" تعرضتُ للسرقة ليلة أمس سيدي ، قام لص بسرقة مئة و أربعون ألف يناً من منزلي أود منك مساعدتي لإيجاده و استرجاع تلك النقود . "
أُثير اشمئزاز السيد جيمس من طلبي و بدا منزعجاً في حين أن هذا بالنسبة له أمر سخيف لا ستدعي إلى تنمية عقله فهو مولع بالقضايا الصعبة و دائماً ما كان يرفض قضايا مثل القضية التي جئتُ له بها و لكن جايون كانت تحاول اصلاح الأمر قليلاً قائلة :
" المعذرة سيدي ، أخي ما زال جاهلاً الأمر لصغر سنه في الحقيقة مع تلك النقود يوجد خاتم فضي اللون و هو خاتمٌ ورثناه عن جدي ذو قيمة كبيرة لا يُقدر بثمن فهو مفتاح قصر عائلتنا التي لها آلاف السنين و القصر كذلك فنحن نعتبره من آثار طوكيو و لكن كانت وصية جدي عدم دخول القصر حتى يبلغ أخي الثامنة عشر عاماً و الآن سُرق منا الخاتم ! ' تجهش بالبكاء ، تمثيلي ' " من ناحية تعاطف المحقق مع جايون و من ناحية أخرى بدأ الأمر يُثير اهتمامه عندما علم بقصة الخاتم التي قامت جايون بتأليفها و وافق على المساعدة لكي نستطيع إيجاد الخاتم و طلب منا أن نريه القصر الذي تحدثنا عنه و أصررَ على الذهاب لرؤيته على الفور ، و عندما طلب ذلك بدأت. علامات الارتباك تظهر على جايون و قد أصابني الذعر أيضاً و لا أعلم كيف ستستمر كذبتنا تلك ! و وطئنا السيارة نتوجه إلى إحدى القصور القديمة التي غدت مهجورة بسبب وفاة عائلتها تماماً و عند وصولنا أخبرته كايو بأن مفتاح القصر هو الخاتم حيث يوجد أمام باب القصر بسينتمترات مكان يوضع به الخاتم بالأسفل في الأرض و بعد أن قام السيد جيمس بمعاينة المكان غادرنا عائدين إلى المقر و كان قد أخبرنا بأن نعود في اليوم التالي ليُطلعنا على النتائج التي سيتوصل إليها أما روكي و روبن لم ينجحا في إيجاد أي أثر بشأن ذلك اللص و عادا إلى المقر خائبين و لكن روبن قرر على البحث عنه ثانية و خرج من المقر مساءً يبحث عنه في حيز أنني لحقتُ به لأبحث معه و نتجول أزقة طوكيو زقاق تلو الآخر ، يُشعل روبن سيجارة يدخنها و عندما ينتهي يرمها على الثلوج المتساقطة و ليأخذ سيجارة أخرى يدخنها و ينفث باشمئزاز و يستمر على هذا سيجارة تلو الأخرى ثم يقف لوهلة قائلاً و هو ينظر إلى السماء : " هل سأجد الخاتم ؟ إنه يعني لي ماضيّ و مستقبلي . " ثم يستمر في السير و أنا انظر اليه مستغرباً كيف لخاتم أن يكون ماضيه و مستقبله ؟ هل يفكر بأن يكون هو خاتم خطوبته عندما يقرر ذلك ؟ و لكنه كان لفتاة ما بالماضي !
فسألته : كيف ذلك ؟
فقد انتابني الفضول حقاً إن كان يفكر بالزواج و ترك الفريق ! و لكنه قهقه قليلاً قائلاً : " لم أقصد ما تفكر به ! لقد اشتريتُ هذا الخاتم و أنا بألمانيا لفتاة كنتُ أحبها في الجامعة و لكنها كانت متنمرة لا تُعير أحداً أي اهتمام كانت قد بصقت على وجهي أمام بقية الطالبات و بدؤوا بالقهقهة شعرتُ بالاحتقار حينها لا أعلم لماذا فعلت ذلك ؟ ربما لأنها من عائلة ثرية و ما أزعجني أكثر أنه بعد عدة أيام ارتبطت بشاب آخر عديم الشخصية ضعيف و فقير و كانت دائماً ما تتعمد أن تظهر معه أمامي و تزوجت منه بعد عدة أسابيع ، بالطبع هي لا تحبه و تزوجته مكيدة بي و في إحدى الأيام وقعتُ في مشاجرة معه بعد توجيه منها و ضربته على يده بالمقعد و قد عُطبت و من بعد ذلك اليوم بدأت بملاحقتي هي و رجال عائلتها لتنتقم مني حتى جاءت كايو و ساعدتني على الهرب منهم .. سألتقي بتلك الفتاة مجدداً و ألقنها درساً و سأُبقي الخاتم معها لتتذكر من فعل بها ما سأفعله ! "
ثم قررنا أن نعود أدراجنا حيثُ أنه لا جدوى من البحث و لا يوجد أثر للصوص في المنطقة ، و نحن في طريق العودة تلقيتُ اتصالاً من السيد جيمس يُخبرني بأنه ثمة هناك تطور بشأن الخاتم و طلب مني القدوم في تلك الساعة ، و ذهب معي روبن أيضاً .. أطرُق الباب ليفتح السيد جيمس و يقوم بالاستقبال و بعد هممنا بالدخول عرض السيد جيمس الخاتم بيده ليتقدم روبن و ينظر للخاتم و هو في حيرة من أمره كيف علم المحقق بأمر الخاتم ؟
و أخذتُ الخاتم أضعه في جيبي و تشكرتُ السيد جيمس على تلك المساعدة و رحب بنا بابتسامة لطيفة و عندما هممنا بالمغادرة لمح روبن بعض الوثائق و الأوراق التي بها صورة روكي ليقف مكانه في حين أن المحقق لاحظ حركة روبن : " المعذرة سيدي ! هذا الرجل موظف في شركة غولدن كوسميتك و أنا موظفٌ بها أيضاً ، ما خطبُه لما أوراقه لديك ؟ " كان روبن قد التفت نحو جيمس و سأله عن ذلك ليبتسم جيمس متعجباً : " أوه ، حقاً ؟! في الواقع أنا أحقق في قضية مقتل الرقيب جوني و وصلت هذه الأوراق لدي و قد دُهشتُ في واقع الأمر من كلماتك هذه فكما يبدو لي بالأوراق أنه مرتزق يقوم بقتل الأبرياء و لكن لا أملك الأدلة الكافية حول تورطه في قضية السيد جوني ، سأزوركم في الصباح بشركتكم لمعرفة بعض الأمور عنه . "

الخطيئة العاشرة || مكتملةWhere stories live. Discover now