الفصل الرابع

14 1 0
                                    

بعد مرور عشرة أيام على مهمة الفتى صائد الجوائز ها نحن ذا نتجه مرة أخرى إلى مدينة كلنتمونت و لكن هذه المرة نتجه جميعنا كفريق مع كايو ..
و سبب ذلك هو قيام فتاة صحفية تدعى كايت بالبحث عني و جمع بعض المعلومات و البيانات بشأني حيثُ أنها استطاعت التقاط بعض الصور لي أثناء تواجدي في تلك المدينة عندما كنتُ أقوم بمهمتي بشأن ذلك الفتى ، و قد توصلت كايت لعدة حقائق تدل على أنني قاتل استخدم السلاح و قتل الرجال و أنا اعتبر موظف بشركة غولدن كوسميتك المختصة ببيع و صناعة منتجات تجميلية مما أثار الشكوك حولي لتلك الصحفية ، أي أن هذا يجعلها تتعمق بالقضية أكثر و قد تستطيع أن تصل إلى حقيقة أن كايو ليست سيدة أعمال بل هي عبارة عن قائد عصابة من القتلة ، و لهذا السبب قررت كايو أن نذهب إلى تلك المدينة حيث قررت تصفية تلك الفتاة دون إراقة دمها و إظهار وفاتها بأنه كان أمرٌ طبيعي كما و أنها أرادت التعرف هي و بقية أفراد المجموعة على مدينة العصابات و بؤرة الفساد ..
و بعد أن انقضت عدة ساعات بدأت رحلتنا أخيراً و أصبحنا على أرض كلنتمونت ، حيثُ تمركزنا في شقة بأحد الأبنية تتكون من غرفتين و مستودع و غرفة جلوس ، و كانت إحدى الغرف لكايو و سونا و الغرفة الأخرى لجايون و لونا بينما أنا و روبن في المستودع و روكي بقي مستيقظاً في غرفة الجلوس يقوم بحراسة المكان ، في حين كان روبن يغط بالنوم كنتُ أنا مستلقياً على سريري انظر إلى السقف شارد الذهن أفكر بما حدث بعد عودتي من مهمة ذلك الفتى ..
عدتُ أنا و سونا إلى طوكيو إلى مقرنا أوشك على لقاء ترحيب من جايون حيث ركضت نحوي عند دخولي للمقر تقول : " هيّ ، يوموتو أحس... "
لتقاطعها كايو بكلامها حيث توقفت عن الركض حين تحدثت كايو : " أحسنتِ صنعاً سونا ، لقد قمتِ بعمل رائع . "
و تقترب من سونا تربت على كتفها بينما أخفضتُ رأسي نحو الأرض فور ما قالت ذلك أحدق بعيناي بشدة بصدمة و استغراب و لم أكن الوحيد الذي دهش من كلام كايو ، فالجميع تحولت أنظارهم من الابتسامة إلى علامة توحي بالاستفهام و الدهشة ، نعم .. كل شيء قمتُ به لم تعترف به كايو بل و نسبته إلى سونا و لكن سونا بواجبها ردت على كايو بابتسامة : " الشكر لذلك الفتى و ليس لي ، فأنا لم أفعل شيء . " لتبتسم كايو بسخرية ثم تأمر الجميع العودة لرأس عمله ليغادروا واحداً تلو الآخر و أنا أقف مكاني ما زال نظري إلى الأرض و قد بدأت دموعي تسيل مع هطول الأمطار ، نعم ربما كايو محقة فلولا سونا لكنتُ الآن ميتاً من نزيف تلك الإصابة التي سببها لي صائد الجوائز كما أنه لولاها لما نجحتُ بالقضاء عليه أيضاً فقد لعبت دوراً هاماً في القضاء على ذاك الفتى ، ربما كانت فرصتي الوحيدة في تلك المهمة عند مواجهتي لذلك الفتى في الحانة فوقتها لم تكن سونا و لم تتدخل بالمهمة .. هل أنا شخصٌ فاشل ؟ " بحزن و أسى ."
يبدو أنه كذلك ، يبدو أنني أصبحتُ منبوذاً فلا أحد أصبح يتحدث معي لا أعلم لماذا كايو تفعل ذلك !
كم أتمنى لو أنها قالت بأنني قمتُ بخيانتها و تم إعدامي ! إنه أفضل من هذه الحالة بكثير !
أتساءل حول ذلك ؟! إنه هذا أسوء من الموت !
" تتسع مقلتا عيناه " نعم ! الموت !
تريد أن تجلعني بحالة أسوء من الموت !
العشرة الأيام التي مضت تلك كانت أكثر سوء من الثلاثة أيام التي سجنتُ بها !
عندما تسجن لدى رجال الشرطة و تنقضي فترة عقوبتك تخرج و لكنك تخرج ترى الحياة مجدداً أما أن تسجن لدى أحدهم و من ثم تخرج لتكون منبوذاً فتتمنى أنك لو بقيت سجيناً !
و بعد عدة ساعات من استراحتنا في ذلك البيت في مدينة كلنتمونت استفاق الجميع و قد أمرت كايو باجتماعنا في غرفة الجلوس لتخبرنا بأنه حدث تطور بشأن أمر تلك الصحفية و هي أنها تتلقى مساعدة من الموظفة العمومية التي كنا قد لجأنا لها سابقاً و قد جاءت هذه الموظفة أيضاً إلى كلنتمونت لتدلي لكايت بعض المعلومات و أصبح أمر تصفيتهما مُستعجل و يجب القيام به فوراً !
و قد أوكلت كايو لهذه المهمة جايون فقط حتى أنه تم استثنائي من تلك المهمة ، لم أعرف سبب ذلك و لكنني سعيد بحق أنني لن أقتل أحداً اليوم و فور تلقي جايون المهمة انطلقت لتباشر بها بينما طلبت كايو من ليفاي إحضار حاسوبه المحمول لمشاهدة جايون و هي تقوم بمهمتها لم تستغرق جايون أكثر من ثلاث دقائق لتصفية الصحفية و الموظفة حيث قامت بوضع سُم في كوب عصير كايت بينما وضعت عدة حبوب كودين التي تسبب سكتة دماغية لدى الأشخاص ، و لم تمر دقيقتين حتى توفتا الفتاتين و جعلت الأمر و كأنه جريمة حيث جعلت بصمات الموظفة على زجاج العصير و بدا الأمر و كأن الموظفة قامت بتسميم كايت ثم أصيبت بسكتة دماغية و فارقت هي الأخرى الحياة ..
لتبتسم كايو بخبث ثم تقوم بالتصفيق و تغلق الحاسوب قائلة : " هذا ما يسمونه فن القتل ..
' تتنهد ' أتمنى أن يكون أحدكم تعلم هذا . "
بالطبع كان الهدف من كل ذلك أنا ، تود أن تريني كم أنا شخصٌ فاشل ، دائما لا أقوم بالمهمة إلا بفضل مساعدة أحدهم " يجهش بالبكاء " ما زالت الحياة تقسو عليّ ، الجميع يقسو عليّ ، أريد الموت ..
و الآن قد مر يومين على وفاة تلك الصحفية و صديقتها الموظفة و لم يذكرهم أحد فقد نسيوا أمرهم في تلك المدينة البائسة ، لا أحد يهتم من مات و من على قيد الحياة كل ما يعرفونه هناك هو المال
و كانت كايو تنظم لصفقة أسلحة جديدة في كلنتمونت مع عصابات الشوارع التي بدأت تصبح ضعيفة حيث أنا المافيا بدأت تسيطر أكثر في المدينة و ذلك لعدم توفر الأسلحة الكافية لرجال العصابات و كان ذلك باجتماعنا مع تلك العصابات في أحد الأزقة و بعد أن انتهت الاتفاقية بينهم و بين كايو ، اقترب أحد زعماء تلك العصابة نحوي ثم يضع يده على كتفي قائلاً بسخرية : " صبيٌ ما زال يفعلها على نفسه تدعيه يعمل معك ! هذا سيقلل من شأنك يا سيدة . "
ليمسكني من ياقتي و ينظر لي بتحدي و سخرية لتوقفه كايو : " كفى ، لا تحاول ثانية أن تقوم بذلك مع رجالي و إلا قمتُ بإلغاء الصفقة و اضطررتُ لقتلك يا سيد . " قالت ذلك بكل برود و بابتسامة باردة ليتركني ذلك الرجل يشير بيده لرجاله ليقوموا بالانصراف و نحن أيضاً عدنا أدراجنا لننتظر موعد الصفقة بعد ثلاثة أيام لنتمها ثم نعود إلى طوكيو ..
و كالعادة ، عندما يحل المساء ابقى مستيقظاً في ذاك المستودع بينما روبن يغط في النوم ، أفكر .. متى ستنتهي تلك القساوة التي أتعرض لها !
ما ذنبي ؟ هذا كله فقط لأنني أردت التكفير عن خطيئتي ! و حين استدرتُ يميناً سقطت من داخل سترتي ورقة فأخذتُ بها أرى ماذا يوجد بداخلها فأنا أتذكر بأنني لا أحتفظ بشيء في سترتي !
ما يُكتب فيها أصابني بحالة جمود لم أتخيل أن تأتي لي دعوة كهذه من مثل ذاك الشخص !

الخطيئة العاشرة || مكتملةWhere stories live. Discover now