Part 25 : لِتُحلق النسور

159K 7.4K 6K
                                    

لتعالج جراحك 

عليك أن تتوقف عن لمسها..

..........................................................................................................................................


عدل سالفاري قبعته كما لو يود إخفاء وجهه كليا أو الإختفاء من المكان...فرغم صوت الموسيقى في الحفلة و أصوات الضحك و الحديث إلا أن هذا لم يمنع من أنه استمع لمحادثة مجموعة الشبان التي كان يقف فيها و لم يكن معه سوى كزاندر الذي بدا غير متأثر بتاتا مما يسمعه من مايسون و جماعته كأنه متعود على هذا...

سالفاري كان يعلم أنه متأخر على أقرانه في تشكيل صداقات و أن الشبان عادة يتحدثون بالكثير من الأمور اللاأخلاقية مع بعض لكن ليس لهذه الدرجة...لقد كانوا يتحدثون عن علاقاتهم الجنسية العابرة مع الفتيات بالتفصيل المفصل و كأنه شيء عادي جدا و هو لم يشعر بالإمتنان لأضواء الحفلة المنخفضة سوى هذه اللحظة لأنه يكاد يقسم أن هناك احمرارا على وجنتيه يشعر به دافئا..

لقد كانوا يقولون ذلك بضحك و ارتياحية كأن هذا شيء طبيعي بين الفتيان مشاركة خبراتهم أو معلوماتهم في ذلك المجال بينما هو يشعر انه قرنبيط..

الشخص الوحيد الذي يشعر بالجرأة أمامه هو ميلينوي..ليس لسبب إستثنائي رومانسي بل لأنه منذ اللحظة الأولى علم أنه إن كان هناك شخص في هذا العالم لن يحكم عليه بنظرة حكم مسبق فهي فتاة الحبر التي عاشت طوال حياتها تتعرض لأحكام و نظرة خاطئة من المجتمع...و لقد كان محقا...فهي لم تنظر له و لو للحظة بنظرة مختلفة حين يخبرها شيئا جريئا أو يفعله.. كأن هذا شيء طبيعي و كل شخص له الحق بإظهار ما يرغب به و ما يفكر به...

هو كان خجولا و هذا طبعه منذ الصغر بسبب إنطوائيته كذلك...لكنه كان شابا و مثله مثل كل شاب كان يملك أفكارا لا تتبع المسار دوما..أفكار ليست متدينة و حتما غير أخلاقية...لأنه لا يعبر عنها للناس لا تعني أنه لا يفكر بهاو لأنه لا يفعلها لا تعني أنه لا يعرفها.. هو فقط لم يشعر يوما بالرغبة لإظهار جانبه الجريء مع أحد سوى حين بدأت ميلينوي بمغازلته بشكل مباشر..هي لم تخجل من قول ما يخطر على بالها و ذلك شجعه ليقول و يفعل ما يخطر على باله...

المجتمع عادة يحكم على هؤلاء الأشخاص..من يعبرون على أفكارهم الجنسية أو فقط يطرحون مواضيع جريئة..كما لو أن الحديث عن الجنس قاتل و أنه شيء وحشي..كل من يعبر عن نفسه بطريقة كهذه يُعتبر منحرفا أو مكبوت أو غير سوي أخلاقيا...بينما الجنس كان موضوعا علميا يمكن الحديث فيه كنوع من الثقافة أفضل من التستر عنه ..

لذا وضع أيديه داخل جيوب سترته و نقل أعينه العسلية حول المكان أين الإضاءة المنخفضة الملونة التي تتغير بعد كل ثوان انعكست على زجاج نظاراته لكنه كان يحاول رصد ميلينوي بين الأجساد...هذا كان منزل فتى إسمه فالكو و هو من أقام الحفلة كونه يقطن في مكان قريب من التلة التي حدث فيها السباق...

نظارات و وشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن