٢١

88.6K 1.7K 299
                                    

ريوف ناظرتهم:بنات ليش عادي انتوا كذا ؟
نورا:لاني مع بهاج صراحه ما راح اتحمل اجلس هنا اكثر بعد اللي شفته ، تسلط وقمع اراء وتدخل بكل شي
ريوف:بس ترا بتتزوجين ، ومين ؟ سلطان
نورا:مو بهالسوء
ريوف رفعت حاجبينها بصدمه وكملت نورا
:وانا صادقه محسستني بتزوج شبح ترا سلطان وبعدين كلها فتره لين نهج وننفصل
ريوف:وانا عطيتوني شليويح ؟
ضحكت نورا:لابق لك عاد
ريوف:نورا !
نورا ناظرت أنهار:محد محظوظ غيرها
ناظرتهم أنهار وتاففت:مو وقتكم
نورا ابتسمت:بهاج ينشرى ياحياتي على الاقل انتي بتكونين بأمان وحنيّه وسند ورجوله
ريوف ناظرتها:قبل شوي تقولين سلطان مو بهالسوء
نورا:قلت بس بهاج اضمن مستقبلي وحياتي وهو اخوي
أنهار:قلتيها اخونا ، ليش نتزوج ؟
نورا:بس محد قال زواج حقيقي ولا له نيه اصلاً بهاج يتزوج بس كلنا انحطينا بموقف فجأه
أنهار صدت ولا تكلمت
ريوف:ياحياتي بهاج ضحى بكل شي عشان بس يساعدنا كلنا
أنهار ناظرتها وكملت نورا:بهاج يشوفنا خواته فعلاً يوقف قدام ابويه كأنه عدوه ، يكرر كلامه كل ماشاف احد يبكي ويقول لا تبكين
شدت على كفها وهي تحس بالضيقه
وابتسمت ريوف:ياليته متزوج أنهار من اول عشان يصير يقرب لنا أكثر
نورا ضحكت:اخونا اذا تزوج انهار والا لا
أنهار وقفت وتنهدت:بطلع اشم هواء مخنوقه هنا
فتحت الدولاب وهي تطلع جاكيتها الطويل وتلبسه
ريوف:اتوقع بتمطر
أنهار:ماراح اطول
فتحت الباب وخرجت واخذت نفس من أعماق جوفها وهي تشم ريحة الطين من الرشاش اللي ينزل ويبلل الارض
خرجت وهي ترفع ذراعها تتلمس رطوبة الجو
رفعت راسها تناظر السماء وتغمض عيونها وهي تاخذ نفس
فتحت عيونها ولفت تناظر ممر النوير من بعيد
ووقفت وهي تتأمل بدايته وتتذكر وقوفهم قدام المستودع نبرة صوته اللي تختلف معاها ونظراته لها
بلعت ريقها وهي تسمع صدى صوته بإذنها عقدت حاجبينها بإنزعاج وهي تتنفس بسرعه ولفت لبيته تراقبه من بعيد
رفعت كفها لذراعها تتحسسه وتتذكر جملته قدامهم كلهم " انتي في وجهي "
شدت على ذراعها وتتذكر موقفها معاه ببيته وجلوسها جنبه ونظراته لها
صدت وهي تتصدد بنظراتها ومشاعرها لبعيد وماتعرف كم انقضى الوقت وهي تهوجس وحدها لين حست بنفسها ودخلت الملحق للغرفه وناظرتهم نايمين
رمت جاكيتها على طرف الباب ومشت لفراشها
،
قفل ستارته من دخلت ونزل راسه يتذكر وقوفها وملامحها اللي تتشكل على افكارها
وقوفها قدام ممر النوير ونظراتها لبيته ولشبابيكه هي غارقه بأفكارها هي تلمس ذراعها وتتحسسه
هي تطري عليها ذكرياتها معاه نفس ما تطري عليه
اللي فهمه من مراقبته لها انها تغرق لكن تكفي غرقها بالكبرياء
ميل فمه على جنب بشبه ابتسامة سخريه من حالها اللي كشفها فيه من شباكه ومشى لفراشه ينسدح
،
عمر:توقف المهزله اللي صارت
رَده:وليه ؟ انت قايل تزوج بناتك لعيال عمهم !
عمر:لاني داري ما بيوافقون
رَده:وزين وافقوا
عمر:تبيني اعطي بهاج وحده من بناتي ؟
رَده:اشغله عنك خل مدهاله مع الغربال
عمر:وش تقول ؟
رَده:خله خله وان زانت احوالهم اشغلناهم لين عاشوا وتعايشوا على المكان هنا
عمر:هم يتفاهمون بدون زواج
رَده رفع حاجبه وابتسم:الزواج غييير ، هو يعدهم خواته وهم يعدونه اخوهم ، تخربطت عليهم الدنيا
عمر صد بغضب وكمل رَده:اشغله بطاري الأخوه اشغله بأفكاره
عمر قعد وهو صاد وكمل رَده:وبتنخلق المشاكل من قعر الأرض
عمر التفت له يناظره وضرب كتفه يأشر له بعيونه
،
تركتهم بعد ما قالوا انهم بيفطرون عند بهاج وخرجوا
خرجت بسرعه قبل يلمحونها ومشت مع ممر النوير بخطوات سريعه بشوزها الرياضي ووشاحها اللي تستر فيه نفسها
استقرت خطواتها من دخلت ممر النوير وابتسمت وهي تشوف اوراق النوير مفتّحه من أشعة الشمس ورفعت راسها للنخل والشجر وتنهدت بتعب وضيق من خطر ببالها ابوها
انقبض قلبها وهي تتذكر كيف كان معهم وكيف صار الحين كيف كانت الحنيّه تتفجر من ملامحه وكيف صارت ريحة القسوه تفوح منه يشكل يزعجها
هي تنزعج وتنكمش اذا لمحت منه نظره قاسيه وحدة ملامحه وصرخه وتهديد
نزلت راسها وهي تغطي اذانيها بإنزعاج وتغمض عيونها بقوه
تتذكر موقفه قدامهم امس وسكوته عن اصعب قرار ممكن يختارونه ، جموده خلف رجال ما عاشوا معاهم
رجفت واقشعر جسمها وهي تتذكر وجوده معهم قبل ووجود امها ، الطمأنينه اللي عاشت في كنفها
تجمعت الدموع بعينها وجلست تتكي على شجره من بين الشجر ومسحت دموعها اللي نزلت
غمضت عيونها وهي تبكي كل اللي تبيه ترتاح من البعثره اللي تحس فيها
هي تخبي الفوضى اللي داخلها وتدري ان نورا وريوف نفس مشاعرها لكنهم يخبون على بعض
والا كيف نورا بتتخطى بندر بكل سهوله وريوف بتنسى وتتجاهل سنة التخرج اللي ممكن تضيع عليها
مسحت دموعها من خطر ببالها خواتها ظلت تبكي بدون صوت وهي ساهيه بيدينها اللي تلعب بالعشب الاخضر اللي تحتها
،
شرب شاهيه وعينه على ريوف اللي تتكلم:متضايقه تركناها لحالها
نورا رفعت انظارها لبهاج:مو عشان موضوع الزواج هي من قبلها وهي مو على بعضها
رجع ظهره لورا ونزل نظره لفنجانه وهمس:تركتوها لوحدها ؟
ريوف:كانت تلبس قبل نخرج يمكن خرجت تتمشى صارت عادتها
نورا:خليها ترتاح برا الملحق ما ينجلس فيه صراحه
سلطان:ما قابلتم ابوك؟
هزت راسها بالنفي ورفع انظاره بهاج:ولا أمي ؟
نورا:ماشفتها
بهاج اخذ نفس والتفت يناظر المزرعه مع الباب المفتوح ووقف
نورا ناظرته:بتدور أنهار ؟
بهاج هز راسه وكملت نورا:خلها تسولف معاك وشوف اشبها
بهاج صد براسه:طيب
مشى ولبس حذيانه والتفت يناظر الملحق من بعيد وضيّق عيونه من الشمس ولف لممر النوير
مشى لين كسى جسمه ونظره ظل الشجر فوقه ومشى لين وصل لمنتصفه ولمحها جالسه
تنهدت وهي تبكي والتفتت من شافته يمشي بهدوء ورويه لها
رفعت اصابعها تمسح دموعها ومن شافته زادت ببكاها اللي بدون صوت
ومشى لين عندها وعقد حاجبينه:تتخبين عشان تبكين؟
صدت براسها ورفع انظاره يناظر حوالينه المكان والتفت لها وجلس جنبها وضم كتوفه على ركبته ولف لها:مو بهالسوء !
رفعت انظارها له تناظره:عشان ابويه
هز راسه وصد عنها:يستاهل تبكين عليه أجل
أنهار:كان يقولي محد يزفك بيوم زواجك غيري وبوصي عليك كأنك عيوني قلت له ليش انا ماني عيونك ؟ قال انتي قطعه من روحي
بكت ووقفت كلامها ولف لها وناظرته وهي تبكي:ابغاه ابغاه يرجع لنا
ماتكلم وهو يناظر دموعها ورجفة يدينها وكملت:وينه ؟ احسه مو هو مو نفس اللي عشنا معاه كلنا ساكتين ونسايّر الوضع بس انا وريوف ونورا نحس بالغربه
شهقت ولفت له بكل جسمها:احسه مات
عقد حاجبينه بإنكماش من طاري الموت وشهقتها ورجفتها اللي زادت وهمس:اسم الله عليك
تقرب منها وتكلم بهدوء:يبي يرضي ابوه وامه لكنه ما فهم ولا درس وضعه معكم والا هو حيّ وبيصحى يدوركم
أنهار:ماعاد ابغاه يرجع خلاص مو قادره اناديه حتى بابا نفس قبل ، صرت اتوقع منه كل شي من غريب اتحسس يوم يمد يده علي
بهاج همس:ما قلت لك انك بوجهي ؟ من يقدر يجيك ؟
رفعت انظارها ورموشها مبلله بدموعها وتوقفت عن البكاء وهي تراقبه يتكلم بهدوء معها
بهاج:مو قلتي يعقب ؟
ناظرته لثواني لين ضحكت وابتسم بهاج:من علمك على يعقب ؟
أنهار رفعت راسها له:انت يوم كسرت عطري
بهاج ابتسم ابتسامه هاديه وناظرها بتأمل:ليته الوحيد اللي عندك ، للحين اشمه فيك
أنهار:عندي ثلاث منه
بهاج سكت يراقب نظراتها له وميلت راسها كأنها بتتكلم لكنها تمنعّت
وهز راسه:قولي ، وش ودك ؟ ودك برابع اجيبه لك؟
ابتسمت وهزت راسها بالنفي:الحسنه الوحيده بقدر احضنك بدون تأنيب ضمير
لانت ملامحه بصدمه من كلامها ونزلت انظارها لصدره وذراعينه ورفعت انظارها له:احضنك وبس
بلعت ريقها وتجمعت الدموع بعيونها بضعف
وشد على يده وانقبض قلبه هو يدري انها تضيعه وتدمره وتغرقه في جيد اطباعها وجرئتها وبرائتها لكنه ماقدر الا ينطق:والله ما أردك عنه من اليوم
رفعت راسها له وفرد ذراعينه لها وهو يقترب منها ورفعت يدينها تحاوط عنقه واكتافه وتحضنه وتبكي بضعف
شدت عليه بقوه وكأنها تنتظره من سنين هالحضن
غمض عيونه بقوه من حس بضلوعها وسط ضلوعه وشعرها يلامس وجهه
يحس بقوة يدينها حوالينه ويشد عليها ويقربها لحضنه اكثر
اخذ نفس وهو يشم ريحة عطرها ويتحسس بكفه خصرها وظهرها
يسمعها تبكي وتخفي بكاها ويدري انها تضعف وضعفت عنده ومن حُسن حظه وسوء قلبه انها ضعفت وسط ضلوعه
وده ينتشل قلبه وصدره وضلوعه وتتوسط هي مكانهم
كان الريح يعانده ويبعثره وهو ينثر ريحها اكثر على انفاسه وشعرها على وجهه
كيف يحلف يمين برب اللي خلقها انه ماوده يفكها
وده يصرخ يقول ؛ كيف أطفي الريح بثيابك وكيف اشعلك كيف انتثر على جمرك وكيف احتويك ، أعنّ لك لو تصّب الموت واتهيّلك وأجوع لك وآتمنى خنجرك واشتهيك
كانت متمسكه فيه بكل قوتها ومميله راسها على كتفه وتبكي وتغرق عنقه بدموعها لين نشفت دموعها وتلاشت من مدامعها وغمضت عيونها تتحسس عنقه من الخلف وشعره وحدود ياقة ثوبه
رمشت وهي تناظر عنقه من قريب لأنظارها وتحس بنبضات صدره وتسمعها
رفعت كف عن عنقه وكتفه وهي تلمس دقنه وفكه بأصابعها ، هي ارتخت قدام جروحها ولكنها حاربتها من حضنته هي طمعت أكثر من تنعّمت من جديد بكنف حنيّه ما تشبه أحد تشبه حنيّة بهاج وبس !
هي تحب الإهتمام وان ينصب لها فنجان من الدلال وتشربه ولا ترتوي وذاقت الدلال والحنيّه ببهاج
هو قوي وجلفّ وخشن وبدوي ورجّال يطري بكلام هي ما تفهمه حتى لكنه يحمل كيمياء بجيناته تميل جيناتها لها ، تستشعر كل الخشونه اللي بوجهه وعنقه ودقنه وشاربه وتستغرب من وين تتفجر الحنيّه هذي كلها وتعجز وتجهل هو وش يحس من ورا تفكيرها اللي استغرقت فيه وقت طويل
ماتركت فيه خليه وحده مسترخيه هي صحّت فيه مليون خليه وخليه وتركت داخله يشتعل من حرارة مشاعره وصدره
من عطرها ومن كفها اللي تلمس وجهه ومن صدود نظراته عنها وهو متأكد انها تناظره من قريب ومن على كتفه اللي سانده عليه بالتحديد
ولكنه ما قدر حتى يبعد يدينه عن ظهرها وخصرها ولا قدر حتى يلتفت ما يضمن روحه لو التفت
لكنها بعد طول الوقت اللي قضته تناظره ابتعدت عنه وجلست قدامه وناظرها
رمشت بهدوء وهي تناظر عيونه اللي تراقبها بهذيّان
وش المشكله بنظرها لو اعترفت انها غرقت قدامه وانها تفرح من كل هذا الإهتمام والنظرات لها وكأنها معجزه كونيه !
ليش قررت تسكت وتظل تناظر عيونه بدون كلام لحد ما نزلت راسها ووقفت ومشت راجعه بدون تقول شي
كان يجهل وجهها اللي كان مبتسم وهي رايحه وعاقد حاجبينه من ردة فعلها ومن سكوتها ونظراتها ولا فهم
مافهم نفسه وحاله ولا فهم حالها هي بعد ، هي استنكرت فعلتها ؟ والا بتعيدها وتكررها ؟
غمض عيونه ونزل راسه لثوبه يرفعه يشمه من جهة صدره وابتسم من شمّ ريحة عطرها اللي استقرت على ثوبه وهمس:هالمره يعقب من يغسله
رفع راسه يناظر مكانها واخذ نفس يفتح زرار ثوبه ويتنفس من أقصى رئته

انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن