١٤

92.7K 1.7K 246
                                    

دخل وقفل الباب بقوه رمى شماغه بغضب ودف الطاوله اللي أمامه شد على راسه وهو يتنفس بغضب هو يتعبه ضعف امه بس اللي جننه انها توقف قدامه وهي مالها متزوجه الا فتره
يدري انه يتجاهلها ولا يحس بوجودها ومع ذلك وقفت قدامه عشانه عشان تهدي اعصابه هو ما فكرت في ولدها حتى ، مخاوفها من الكل وتجاهلها لمشاعر بهاج تبني داخل بهاج مشاعر ما يهدها شي النيران تحرقه لانه يحس بالوحده في حين انها تقدر تكون له سند عنهم ، هو من مات ابوه وانسلب كل شي منه مالقي من امه شي مالقي منها الا الخوف
وقف بعد ماحاول يجلس ويهدي اعصابه لكنه ماقدر سحب الكنب بقوه يبعثر المكان بغضب وفك بكف وحده ازرار ثوبه كلها وتناثرت ازراره على الارض
التفت وهو يتنفس بسرعه من دق الباب بهدوء ولا نطق بحرف
جلس ومسك جبينه بألم وهو يتجاهل الباب رجع يندق ورفع راسه يناظره وهمس:مو ناقص احد
نزل انظاره لكفوفه من شدة عقدة حاجبينه يحس ان راسه بينفصل لشقين
رجع يرفع راسه ويوقف ماشي بسرعه للباب بعصبيه وفتحه بقوه
التفتت تناظر فوضوية المكان ودخلت تناظر المكان عن قرب لفت له تناظره ماسك الباب وعينه عليها
انتبهت لثوبه وازراره المقطعه وجبينه المتعرق والشاش اللي على راسه تزيد فيه بقعة الدم دليل ضغطه على نفسه وجهده
خافت من منظره وكأنه خارج من معركه حتى يوم فتح الباب كانت تنتظر تشوفه عشان تبكي من مشاعرها لكنها خافت من شكله وعقدة حجاجه
همس وهو يراقب نظراتها له:ليش جيت ؟
أنهار مدت كيس الادويه وناظره وسحبه من بين كفوفها وصد بأنظاره هو ماكان ينقصه وجودها ونظراتها وخوفها منه
هو يحترق هو يشم ريحة رماده هو مبعثر من غير
ماقدرت تمنع نفسها وتقدمت:بهاج !
التفت من نطقت بإسمه وناظرها تتقدم له رفعت اصابعها على راسه وبدلت انظاره لعيونه اللي تناظرها
فهم انه ينزف راسه بدون جدوى للغرز اللي تملي راسه وهمس وانظاره عليها:بتطيب
كانت تحس بحرارة جسمه من مكانها وتسمع صوت انفاسه وسرعتها من مكانها ، هو يحترق قدامها
شدت عضلات صدره كلها وهو يراقبها تناظره بتمعن وساكته وهاديه بملامحها ونظراتها
من شدة احاسيسه ماقدر يتمالك نفسه اكثر ونطق:اطلعي
ماتحركت من مكانها ورفع راسه لها وكرر كلامه:اطلعي
أنهار مشت للباب وغمض عيونه وشد على قبضة يده وهو يسمع الباب ينقفل ونزل راسه وهو مغمض عيونه بقوه ورفع يده على راسه يتحسسه
لكنه جمد محله من سبقته بيدها وفتح عينه يشوفها واقفه قدامه وتتفقد راسه هي قفلت الباب وظلت موجوده عنده
لمست جرحه اللي يتفجر من شدة اعصابه ورفعت كفوفها لراسه تنزله للاسفل وتفتح شاش راسه كله
نزل راسه وانظاره وبلع ريقه وهو يحس انها تحاوط راسه بذراعينها وتفك شاشه
كل اللي فكر فيه هاللحظه انه يكتم انفاسه لانه مو مستعد يشم ريحة عطرها
لكنه ماقدر ومن اول نفس اخذه اختلط عطرها وعقد حاجبينه بضعف وقل حيله وهمس:ليه مارحتي؟
أنهار فكت شاش راسه وهي تناظر راسه:راسك ينزف بهاج
رفع راسه من ابتعدت عنه والشاش بيدها:انت تغرق بدمك ومو حاس !
مارد ومشت وهي تلم الفوضى والتفتت له:اجلس بشوفه
ظل واقف محله وجلست على ذراع الكنبه:تعال
مشى وجلس على الكنبه وهي على يمينه ومسحت راسه بقطعة الشاش اللي بيدها ونزلت انظارها لرجوله اللي يهزها بسرعه وبتوتر وهمست:ما بيلتأم جرحك وانت شاد اعصابك كذا !
مارد بهاج ونزلت كفوفها وهي تراقبه:كلنا نحترق مو بس انت
نزل راسه وهو ساكت وكملت أنهار:لا تحسب انك وحيد بمشاعرك هذي وبقهرك ، انا من قهري اقدر اشب بالمستودع مره ثانيه بدون ولاعه
اخذت نفس:بهاج انا اغلي من داخلي ومحد حاس
لف لها يناظرها وبلعت غصتها:احنا مو واقف معانا احد وانت مو واقف معاك احد
بهاج اخذ نفس والتفت لقدام:مو عتبان على ابوك
أنهار:على امك ادري
لف عليها وهزت راسها:حاسه فيك بهاج
بهاج رجع ظهره لورا بقل حيله وكملت أنهار:يوم ضربني العجوز على وجهي وانتظرت ابويه يوقف بوجهه ويدافع عني وياخذ حقي وسكت ! كنت اشتعل نفس ما تشتعل انت الحين
سكتت ثواني وكملت:وزدت بغض وعصبيه من بعد ماشفت كيف نورا الحين بعد ماكانت تنتظر خطبتها وهي مبسوطه ، عورنا كلنا مو بس نورا كنت انتظر يدخل بيننا الفرح لو ساعه وبخل علينا فيها
بلع ريقه بهاج وهو صاد بأنظاره ونزلت انظارها للشاش وهمست:الفرق بيننا انا اقدر اعبر واتكلم بس انت ساكت
بهاج التفت لها:من كثر ماعشت الليالي لحالي
رفعت انظارها عليه من التفت وكمل يناظرها:كن مالي عوين غير ثوبي
بكت بإنكسار وتأفف:تبكين ؟
رفعت كفها وهي تبكي:مو قادره بهاج اففف
بهاج:تكفين
كانت تبكي وتمسح دموعها بيدها وهو ما يقدر ، مايقدر على فرحتها وابتسامتها كيف يقدر على حزنها ودموعها ، هي تأثر فيه بكل مشاعرها أمامه
رفع ذراعه على ظهرها:تكفين لا تبكين ما ينقصني هالليله الا انك تبكين !
رفعت عيونها عليه وتقدم لها وهي جالسه يمينه وذراعه خلف ظهرها وناظر دموعها على خدها وعيونها تغرق فيها ورفع اصابعه يمسحها عن وجهها البدري اللي من لمسه شك ان لمس وجه القمر شد على ظهرها يقربها له وهمس بنفس النبره اللي سمعتها منه عند المستودع النبره الخشنه المبحوحه منه اللي مانسيتها من أول مره وكررها من قال:الله خلق لدموع غيرك مناديل والله خلق لدموعك أنتي يديني
لانت ملامحها من لمست الحنيّه بهاللحظه
من ذراعه خلف ظهرها اللي تشدها له ومن اصابعه اللي تلمس خدينها ومن نظراته ، نظراته اللي تتوّهه إتجاه تفكيرها ونبرة صوته وعذب منطوقه
كل اللي كانت تتمناه انها تلاقي حفاوة الحنيّه منه ، الدلال اللي تعودت عليه والحنيّه اللي كبرت عليها
ضاع من شافها تهدأ وتركز بأنظارها عليه حس إنها ترتخي بجانبه حس براحتها حس ان ذراعه اللي على ظهرها بدأ يعانق خصرها هو من لمس خصرها بذراع وحده شك ان لو يعانقها الحين بيسمع صرير اضلاعها ، تخدر فكره وجسمه وذاب بداخله عظمه من التصقت بجانبه تترك مكانها وتقترب اكثر منه بحاجه
نزل اصابعه عن خدها ومسكت كفه ترجعه لخدها تلمس كفه الخشن وتقربه من خدها هي ماودها تترك اللحظه هذي تختفي ابداً
من وين جات من أقصى الحجاز لأقصى نجد وسكنت بالمكان اللي ترعرع فيه وزلزلت مافي داخله ضلع ضلع ! هو يضيع اكثر من برائتها وعفويتها وتمسكها بحنيّته اللي هو يحسها رجوله وشهامه فيه ، هو ما يقوى يشوف دموع بنت ولا يحب ينقال لجنس حواء كلمه تخدشهم كيف لو كانت هي !
كان يسترجع اسمها اللي عذبه أكثر من عذوبته ويحرك شفايفه يحاول ينطقه ناظرت شفايفه تترقب كلامه لحد ماهمس لها بوضوح:أنهار
ماردت عليه وهي تتمسك بكفه بخوف ان هذا كله ينتهي تبعد عنه وتستوعب انه مو دائمه هالحنيه ، خايفه تنحرم منها بعد ما عرفت ان ابوها اللي تعودت على حنيّته اختفت حنيّته بلحظه
بلع ريقه وهو يتحسس خدها الناعم هو لمس فيها عذوبه من اسمها وطبعها وكلامها هو لمح فيها ثقه ونرجسيه وغرور لكن تشكل كل كلام الصحارى والبدو بقافية لسانه الآن ومالقي أعذب من منطوق قاله لها بصوت مسموع:انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيه
ابتسمت بوسع مبسمها من انبهرت بكلامه المرتب هي تعودت تبعثر كلامها الكثير بإهمال وعجز بالترتيب لكنه يبهرها بصفصفة كلامه وفصاحته هي ماحست هاللحظه الا انها مبسوطه
نزل انظاره لمبسمها يراقبه لكنها فزت برعب جنبه من دق الباب
نزل ذراعينه والتفت للباب وعقد حاجبينه يدري لو كان عمر اللي داق الباب انه ما بينام الا بقبره الليله لكنه سمع صوت سلطان:ولد باقي مانمت ؟
ابتعدت عنه وهي تسحب نفسها ووقف ماشي للباب وفتحه ناظره سلطان:شفيك ؟
عض شفته من تعدته خارجه وابتسمت:كيفك سلطان؟
سلطان ناظر بهاج ورجع ناظر ابتسامتها باستغراب وصدمه هي اليوم خطبتها لكنها مبتسمه وخارجه من عند بهاج:انتم اللي وش صار معكم؟
استوعبت سؤاله عن نورا وابتسمت بهدوء:محلوله ان شاء الله، تصبح على خير
مشت تاركتهم ورفع راسه سلطان لبهاج:اشوف راسك طاب
دخل سلطان وقفل الباب بهاج والتفت سلطان عليه:وش مسوي بالبيت انت ؟ ووش جابها عندك ذي؟
بهاج:وش اقول بالله
جلس والتفت سلطان:قول اللي صار وش فيه عمك حطها فيك ومنع نصيب بنته ؟ مع انها خارجه تضحك بس كانت تبيه !
بهاج:الخطاب مو لها
سلطان:اجل ؟
بهاج:لنورا
سلطان:وذي مو نورا ؟
بهاج هز راسه بالنفي وابتسم سلطان ورفع راسه:اها والله تطمنت يا ابو سعود
بهاج صد عنه وكمل سلطان:والراس طاب والشاش مختفي ، فهمنا والله البنت تجرح وتداوي
بهاج:تهاوشت مع ابوها طردني وحرّم ادخل الملحق
جلس سلطان بصدمه جنبه:احلف !
بهاج:كل ذا عشان قربت من بناته حس اني احرضهم عليه
سلطان:عمك ذا انهبل من يوم جا هنا
بهاج:كسر بخاطر بناته عشان يرضي الشيبه اللي ما يرضيه شي اصلاً ، بكره يطلع لنا بمصيبه جديده تنكد علينا كلنا
سلطان:وذي ليش جاتك ؟
بهاج:تشكي من ابوها
سلطان:لوحدها !
التفت بهاج وهمس سلطان:والباب مقفول والبيت خالي والشياطين مبسوطه
بلع ريقه بهاج لانه فعلاً قبل يندق الباب كان بهاج غارق محله
سلطان:طول السنين تغني مسكين مسكين من قد بلي بالغرام ، وشكلك بتبلى
بهاج همس:ببلى ياسلطان والله محد يطلعني من البلوه
سلطان ابتسم وتكى بيده:خلنا ياشيخ ، نعيش شي بمزرعة الشيبه ينعنشنا تحب بنت عمك اللي كاسر راسك وتحبك بنت الحجاز ونقعد نصلح طول السنين
بهاج:والله انك رايق
سلطان ضحك:في الحب جنه وفي البعاد نار وهيام ، مسكين مسكين من قد بلي بالغرام
ضحك بهاج ونزل راسه يتحسسه وهو يسمع سلطان يدندن بأغنية بهاج اللي تعودوا يسمعونها منه دايم
اخذ نفس طويل وهو يتذكر وجودها قبل لحظه جنبه ونظراتها له كأنها تناظر نجاتها مهربها وملجأها هي متمسكه فيه وواضح عليها وهذا اللي شب صدره نيران مايبي يخذلها
ابتسم من تذكر نيران صدره اللي كانت تاكله قبل تجيه وبين سعة صدره اللي يحسها بعد ماراحت عنه

انثنى غيم نجد لخد الحجاز النرجسيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن