الفصل السابع عشر

36 8 1
                                    


الأضواء خافتة النوافذ مُقفلة والستائر مُسدلة عليها تحجب ضوء القمر من النفاذ للداخل، الباب موصد بالأقفال والمفتاح، والنوافذ كذلك

سديم في غرفتها مُستكينة في سريرها الهزاز سماوي اللون، ويستقر أصبع الأبهام في ثغرها يساعدها على نوم هادئ ومُستقر نائمة على معدتها، ترتدي منامتها الوردية ويرتفع صدرها بأنتظام....

يونس يغفو بهدوء يحاول أقتناص بعض لحظات الراحة  المُزيفة، ونور تشاهد المارة من نافذة الغرفة، فرغم تأخر الوقت لم يستطع جفناها أن يجتمعا لتنام، القمر مُكتمل تخفيه الغيوم  لتحجب ضوئه على إستحياء، الطُرقات فارغة الا من قطة بنية اللون بخطوط بيضاء تمشي بتمخطر ليهتز ذيلها البني يمين ويسار تنظر حولها بملل فيقع نظرها على نور تنظر لها نظرة خاطفة وتكمل مسيرها، وأخيرًا تشعر نور بثقل في جفنيها لتتثائب ممدتًا ذراعيها يميًا ويسارًا فتُقرر الخلود إلى النوم.

صوت باب يُفتح صرير مفاصله يُسمع، خطوات واثقة مُنتظمة تنتقل من الخارج لتخطو أول خطواتها إلى الرُدهة، يتخطى غرفة الطفلة مُتجهًا إلى غرفة الوالدين، مقبض يلتوي لأسفل ليكشف عن غرفة سُكرية اللون وسرير يتوسطها يُركز نظره عليه يسير بخطوات واثقة نحو الداخل

تنفتح نور عينيها بتثاقل وتقول:
-يونس أنا عايزة أنام.

تنظر جانبها ليقع نظرها على زوجها الراكد جوارها وهذا الرجل المُقنع الواقف أمامها يرتدي قُفاز أسود على حذاء عالي الكعب أسود وبذلة باللون الأسود دون ملامح تُذكر، يرتدي قناع أسود يُغطي نصف وجهه السفلي، تلمع عيناه بمكر وقبل أن تستوعب نور ما يحدث كانت فوهة السـ لاح الناري مُثبت في مقدمته عازل للصوت في وجه نور، يضغط على الزناد في أقل من ربع ثانية تكاد تصرخ ولكنها تسقط على الأرض والد ماء تتخذ طريقها خارج جسدها لتنتشر على السجادة وتُغطي ملابسها

يبدأ يونس في الإفاقة بسبب صوت يزعج منامه ولم يكن سوى صوت سقوط نور من على السرير، وقبل أن يستوعب ما يحدث قال الرجل وعيناه تلمع:
-مع السلامة.

وبطلقة أخرى يسقط صريع.

يخرج الرجل من الغرفة قاصدًا غرفة سديم، ليجدها نائمة بهدوء، وتكون هذه الطلقة الثالثة

ينفخ في فوهة السـ لاح ويخرج من المنزل.
___
قبل ذلك بساعات

تُعزف الموسيقى الفرنسية ويجتمع المعظم في ثنائيات للرقص مع الألحان في نفس الوقت الذي يظهر إيدريان فيه، ينظر بشرود وكأنه طفل تائه في أحدى المهرجانات اليابانية، تقع عيناه على آليا وهي تقترب منه تلوح له وتبتسم، أقتربت منه وقالت بحيرة:
-أين كنت؟

قال بتلعثم وهو يشير من حيث أتى:
-كُنت.. كُنت..

قالت بهدوء وهي تبتسم:
-لا عليك.

حفنة النرجس Where stories live. Discover now