الفصل الحادي عشر "حُلت"

43 6 2
                                    

حلق فوق افاق عقله، أختار أحد المخلدات الخضراء بتاريخ الثاني عشر من اكتوبر.....
يقف أمام بناية عتيقة من قديم الزمن، فلا تعلم هل الزمن من اثر عليها أم هي التي غيرته، سار نحو المدخل الرئيسي فقابله الحارس معترضًا طريقه، أخرج بطاقته الخاصة فتنحى الحارس جانبًا.....

وقف أمام الشقة رقم ثلاثة، فتح الباب بالمفتاح الذي أخذه من حارس البناية، غبار على بعض الاثاث، حاويات طعام فارغة مُلقى في سلة المهملات، والشباك العنكبوت تأخذ موضعها بين الزوايا.....
هناك أحد يعيش هنا، لكنه ليس كثير الاقامة، لكن هذا يخالف كلام الحارس الذي أكد على أن هذة الشقة لم تُفتح قبل أقل من أسبوعان من الأن، وأن صاحبتها مسافرة، لكن هذا يتنافى مع تاريخ انتاج الطعام......

سار نحو النفاذة المقابلة لغرفة جبريال في المبنى المجاول، المسافة قصيرة، يمكن أن يقفذ أحد من هنا إلى هناك أو العكس، لكن كيف ونافذة جبريال كانت مقفلة من الداخل، هذا يدل على أن هناك من ساعد المج.رم، يمكن أن تكون ماريا لكن هذا مستحيل، تذكر شهادة بائع المتجر

عودة إلى الماضي بداخل العودة إلى الماضي:
-فليحضر الشاهد نثنيال برجوا.

رجل تعدى الاربعين من عمره، ذا جسد بدين ووجه مستدير متورد الخدين وشعر بني يتخلله بعض الخصلات البيضاء، ادى القسم ووقف محامي ماريا يستجوبه:
-أريد شرحًا مفصلًا عن ما حدث...

بدى متوترًا فطمئنه المحامي قائلًا:
-لا تخاف، أنت هنا لتشهد فقط.

أخذ شهيقًا وقال:
-يومها كان العامل عندي في إجازة، ولذلك ذهبت بنفسي لتوصيل الطلبات للأنسة ماريا، أخذتُ الطلبات وصعدت لها، وعندها سمعتُ صوت الاستاذ جبريال يناديها، ولم تمر خمس دقائق ختى سمعت صرخة عالية ثم سكوت، طلبت مني الانسة أن نطمئن على السيد جبريال، وعندها وجدناهُ كما شاهدتم.

-وهكذا سيدي القاضي الاثبات على براءة موكلتي.

عاد من تذكره الثاني....
يقف في الشقة الثالثة في البناية المجاورة لشركة جبريال....

كانت الشقة تتكون من ردهة وممر يؤدي إلى الغرفة والمرحاض والمطبخ، سلكه نحو الغرفة.........

تحتوي الغرفة على سرير يتوسطها وعلى الجانب الأيمن خزانة ومكتب بلا ادراج........
فتح الخزانة فكانت فارغة إلا من شباك العنكبوت وصرصور فر إلى خارجها، كان السرير بدون مرتبة راقد على الارضية المُتربة.......

توجه نحو المطبخ فكان فارغ والثلاجة مفصول عنها الكهرباء مما أدي إلى تعفن بعض الخبز، والمرحاض لم يقل عنهما شيًا إلا من ثقب صغير لاحظه تحت الحوض، لم يتفحصه فهو أصغر من أحتوائه على أي شيء، عاد إلى الردهة لا يوجد ما يتفقده سوى سلة المهملات، أفرغ محتواها وهو متأكد من خلوها من شيء مفيد فليس المج.رم بهذا الغباء
لكن ظنه خاب عندما وجد شيء ملفوف في خرقة بيضاء مُبقعة، إلتقتها من الارض، وأفرغ محتواها دون لمسها، عندما رن هاتفه يضيء برقم المعمل الجنا.ئي
(سيد إدريان البصمات تخص السيد جبريال)
(حسنًا شكرًا على موجهودك)
(لا داعي لذلك)
اخرج منديل وامسك به العبوة.....
عبوة متوسطة الحجم باللون الابيض الشفاف محفور عليها حرف(....) الذي يدل على ماركة(.....) التي تطابق ماركة الغطاء.

حفنة النرجس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن