الفصل الخامس عشر

40 8 0
                                    

قال مريم بفرح ظاهر للسيدة التي تحافظ على نظافة المنزل:
-يبقى كدا هتنضفي اوضتين من أوض الضيوف، يله عايزة حاجة؟

أودعتها السلامة، وسحبت مريم حقيبتها وقبل أن تخرج ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرأة، كانت ترتدي قميص تنتشر الورود في جميع أنحائه على بنطال أسود وتركت لشعرها العنان وأبرزت ملامحها بأحمر شفاه باللون الزهري، ومحدد العيون(ماسكرا).
سارت بطول الممر المؤدي إلى البوابة وهي تُدندن أحدى ألحان الأغاني الفرنسية، على جانبيها الورق المتساقط متجمع في جماعات
ليترأى لها غيث وهو يستند على سيارته السوداء،  كان يرتدي بنطال أزرق وقميص أبيض مفتوح الأزرار العلوية، محب للملابس العصرية ويترك خصلات شعره بعشوائية منظمة، كان يتأفف بملل وعندما لمحها قادمة أعتدل في وقفته ونظر لها بغضب وأردف:
-ياريت سعادة السفيرة عزيزة تلتزم بمواعدها شوية، في شغل يا ماما.

عقدت زاعيها ببعضها البعض وحركت أهدابها حركة سرعة وقالت بصوت بريء:
-هُما خمس دقايق.

نظر لها ببرود وقال:
-مريم أنا بقالي تلت ساعة بتصل عليكي وكل مرة تقوليلي خمس دقايق.
-ماجتش من ربع ساعة زيادة.

ثم تابعت بغضب مُزيف:
-بص اهو أنتَ اللي بتأخرنا.

فتح باب السيارة بملل لتجلس بجانبه

بعد مدة

قال غيث:
-مريم الحفلة هتكون بكرة، وبما أنها بقلها شهر بتتأجل فجه الوقت المناسب ليها وهو تعاقدنا مع شركة(....).

أومأت له ثم قالت بتذكر:
-أه صح صحابي هيجوا النهاردا.

قال بترحاب:
-ينوروا.
____________________
أنتهت الحصة وخرجت المعلمة فقترب أدم من مقعد سيف وقال:
-الطيور على أشكالها تقع، وما شاء الله أتجمعت أنتَ على أنس فعملتوا فريق جامد من الفاشلين.

أبتسم بمكر بينما ضحك بسخرية الولدين الذان معه، فبادله سيف الأبتسامة وقال:
-هو في الحقيقة مافيش فاشل هنا غيرك، شخص ضعيف الشخصية وبيحاول يقويها في شكل إهانة غيره، مفكر نفسه الكل وهو ولا حاجة وكل اللمة اللي حوليك ما هي إلا خوف منك مش حُبنًا فيك.

كَوَّرَ قبضته ورفعها عاليًا في الهواء وقبل أن تسلك طريقها لفعل ما ينوي سمع من يزجُره فلم يكن سوى مدرس اللغة العربية فقال:
-أدم أنتَ أتجننت عايز تضرب زميلك، ليه عايشين في غابة ولا فصل، على المدير تحت.

أخرج المعلم هاتفه الجوال وضغط على بضعت حروف ليتصل بمدير المدرسة، ليسمع صوته من الجهة الأخرى فيقول معلم اللغة العربية:
-أستاذ طارق في طالب في فصل تالتة تاني علمي كان هيضرب زميله، وأنا ماقبلش بالتصرف دا في فصلي حتى لو الطالب مجتهد، هو نازلك.

بعد مرور ربع ساعة

طرق أحدهم الباب فأذن له المعلم بالدخول، كان أدم ومشرف الخدمة الإجتماعية، فقال المعلم بغضب:
-أنا مش هقبل بالأسلوب الهمجي دا في فصلي أحنا في مجال علم مش غابة.

حفنة النرجس Where stories live. Discover now