الفصل الرابع "خيبات لا تُعد"

62 10 1
                                    

كان الهدوء يعم المكان الا من صوت الاغاني والموسيقى، فقد تركزت ابصار الجميع على تلك التي تركت مقعدها وطلعت تجري الى الخارج، وعلى هذا الذي وقف لكي يلحقها....

في الجارج
امسك ذراعها واوقفها قابلته
تحدث بهدوء:
-ممكن نقعد نتكلم؟

لم يسمع جوابها فقادها لاقرب مقعد
-ممكن اعرف في ايه؟
-هو وحش، وحش جدًا.
-مين؟
-غيث، سمحلهم يجبروني على الجواز، أنا بكرهُ.
-ليه متعتبريش انك مش مجبورة، أحنا اه اتجوزنا قدام كله، لكن هسيبلك مساحتك وهنتعرف على بعض، ونتصاحب، ايه رأيك؟
-موافقة.

مد يده وهو يقول
-أنا ادهم، خمسة وعشرين سنة، دكتور نفسي.

مدت يده تصافحه
-روز، واحد وعشرين سنة، في كُلية اثار.
-اكتر مادة كُنت بكرها التاريخ، دا أنا كُنت بضرب ضرب من امي وهي بتذاكر لي التاريخ.
-لا أنا كدا هغير رائي عنك، كله الا التاريخ.
-هتعلمه عشانك لو تحبي.
-بتثبتني أنت كدا صح؟
-حاجة زي كدا.
-لكن حلو انك دكتور نفسي اكشف عندك ببلاش.
-اسف ماعنديش واسطة.
-يا خويا شكلك دكتور نص كوم اساسًا.

اشار بأصبعه على نفسه وهو يقول بصدمة:
-أنا دكتور نص كوم، دا أنا بيجيلي مرضى من كُل المحافظات.
-لما نشوف.
-طب تعالي ندخل، زمانهم قلقوا.
-يله.
______________________
اتسعت حدقة عينها اثر كلماته، كيف وجدها، وماذا ينوي ان يفع، هل تحاول ان تقنعه بالعدول عن قراره؟ لكن اكيد لن يسمع منها....
ليس امامها سوى اقناعه، فهمت بالكلام:
-اللي بيحصل دا اكبر غلط، أنا مش موافقة.

تحدث بغضب:
-الغلط بجد اللي أنتِ عملتيه، مهتمتيش لمنظر عيلتك ولا للمصايب اللي هتيجي من تحت راسك، عشان الهانم هربت يوم فرحها.

كانت تحث نفسها على التزام الهدوء لكي تقنعه برأيها، لكنه يتهمها بأنها المُخطئة، فلم تتمالك نفسها وصاحت به
-أنا مش موافقة افهم بقى، حياتي هتدمر اكتر ما هي ادمرت لما سبت باريس.
-والبلد هتدمر لو متجوزناش.
-مش ذنبي.
-خلاص الموضوع انتهى.
-ازاي تقرروا تتحكموا في حياة حد بالشكل دا، انزل مصر واسيب بلدي اللي عشت كل لحظة حلوة فيها اسيب صحابي وشغلي المستقبلي، طب لو بحب حد؟ تبعدوني من عنه ليه!؟
-هو في حد بتحبيه؟
-هو دا اللي لحظته، وافرض فيه.
-يبقى تنسيه عشان خلاص هتتجوزي.
-أنتَ شخص بارد.

لم يرد عليها، حاولت فتح الباب لكن دون جدوى
-يا ريت الذئب كان كلني ارحم من اللي أنا فيه.
-احنا فيها، المكان هنا مليان....

رمقته بشك، حتى سمعت صوت عواء، فنظرت له بخوف، ابتسم ابتسامة جانبة وادار المحرك وبدأت السيارة تسلك طريقها للعودة الى المنزل، وسط اعتراضها......

وصلوا بعد بضع دقائق فكان يحاول ان يصل بأقصى سرعة دون اصابات، دخلوا من الباب الخلفي، وسط اعتراض مريم، فالولا انه احكم القبض على يدها لكانت هاربة، صعد بها الى شقتها وقابل ملك في الطريق اخبرها ان تخبر يونس انه وجد مريم، دخل الى الشقة وتحديدًا غرفتها
-سيب ايدي بقى، وبعدين أنتَ اتجننت ازاي. تمسكني كدا

حفنة النرجس Donde viven las historias. Descúbrelo ahora