حلقة خاصة ( ١ )

17.7K 536 50
                                    

حلقة خاصة
المعلِم
( ١ )

صف سيارته أمام الفيلا وترجل منها بخطى ثابتة، تابع سيره للأمام بإتجاه الباب الذي قرعه ووقف في إنتظار فتحه من قِبل الخادمة.

فُتح الباب في ثوانِ معدودة، إستقبلته بعملية:-
أهلاً وسهلاً يا باشمهندس

_ بنبرة تميل إلى الإرهاق البادي على تقاسميه أجابها:-
اللي في البيت فين؟

_ بإبتسامة رقيقة أردفت:-
عنود هانم جوا في المكتب ودينا هانم لسه مرجعتش من الجيم والأولاد بيلعبوا فى الجنينة

أماء لها بتفهم ثم توجه مباشرةً نحو مكتبه التي تشاركه فيه عنود، لم يطرق على الباب وولج دون دون إستئذان، لم تلاحظه عنود فكانت منشغلة أمام الحاسوب المتنقل

أدلف بخطاه منها ثم إنحني عليها وطبع قُبلة على وجنتها، شعرت عنود بالذعر الشديد حيال تصرفه المفاجئ، إنتفضت من مقعدها وطالعته لبرهة تستوعب أنه بالفعل أمامها ناهيك عن يدها التي وُضعت تلقائياً أعلى يسار صدرها من شدة الرعب التي وقعت بين طياته

_ بندم واضح في نبرته إعتذر منها:-
أنا آسف مش قصدي أخضك

حاولت أن تطمئن قلبها ولم تبالغ في الأمر فندمه قد سبب لها الضيق، رسمت إبتسامة عفوية على محياها ثم توجهت نحوه وبدون عناء عانقته فعلى ما يبدوا لن تهدأ نبضاتها قبل أن تحظى بعناق منه..

_ حاوط خِصرها بقوة ورفعها عن الأرضية فكانت سهلة الحمل تلك المرة عن سابق المرات، أنزلها ريان وعاتبها بنبرته الرخيمة:-
أنتِ وزنك في النازل خالص، كل مادا ما بتختفي ليه كده؟

_ رفعت الأخرى كتفيها للأعلى بقلة حيلة وأجابته بكلمات مبهمة:-
أنت مزودها شوية بس

_ أولاته ظهرها لكنه لحق بها قبل أن تغادر، قطب جبينه وهو يقول:-
أنتِ مش شايفة نفسك؟
أنتِ لو إتوزنتي هتلاقيكي بقيتي أقل من ٥٠ كيلوا!

_ أخرجت عنود تنهيدة حارة ثم عادت لمقعدها ورددت وهي تتابع عملها:-
مش فاضية يا ريان!!
الكلية وتميم أخدين كل وقتي حتى أوقات مش بفتكر أصلاً أنا أكلت ولا لأ

رفعت بصرها عليه فتفاجئ ريان بدموعها التي تتلألأ في عينيها وإنتبه على حديثها التي تابعته:-
وأنت طول الوقت ما بين الكلية وشغل المعارض ومعظم الوقت بتقضي الأيام هناك في البيت التاني، معتش بشوفك ونفسيتي وحشة أوي بس بحاول أعافر عشان تميم ملوش ذنب بحالتنا دي

أشفق ريان على حالتها وشعر بالندم الشديد فهو بالفعل منهمر بين أعماله في الفترة الأخيرة وبالكاد يري عائلته، تنهد بضجر ثم توجه نحوها.

_ أغلق الحاسوب التي تنشغل في شاشته ثم جذبها برفق من ذراعها مردداً:-
كفاية شغل النهاردة

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن