الفصل الحادي عشر

17.2K 551 23
                                    

رواية المعلِم
الفصل الحادي عشر ..
_________________________________________________

ظلت رنا تجوب الغرفة ذهاباً وإياباً وهي تستشيط غيظاً، جلست بإهمال على طرف الفراش وسحبت الوسادة ودفنت رأسها بمنتصفها وظلت تصرخ وتصرخ بصوت مكتوم حتى خارت قواها وبكت، انهمرت دموعها كالشلال حزناً على حالها.

لن تنكر أنها أوقعت هاني في فخاخ ألاعيبها الداهية لكي تصل فقط إلى ريان عندما فشلت في الإقتراب منه مباشرةً، لم يكن يوماً مثل بقية جنسه لم ينظر إليها نظرة مخلة أو خارجة لم ترى سوي الإحترام الذي يأنب ضميرها إتجاه بإستمرار، عادت بظهرها على الفراش وهي مازالت واضعة الوسادة أمام وجهها وواصلت بكائها المرير في صمت.

_________________________________________________

وقف ريان أسفل المنزل قيد انتظار أحد عماله الذي أمرهم بإحضار كمية هائلة من الطعام وبعض المستلزمات المنزلية، سحب مقعداً وجلس أعلاه وأستند برأسه على حافته فانغلقت عينيه تلقائياً بإرهاق.

"ريان أنت كويس؟"
تسائل خالد بإهتمام عندما رأى الإرهاق يعتلي ملامحه، فتح ريان عيناه ورمقه بتفحص كأنه يتأكد من هويته ثم اعتدل في جلسته وأردف مختصراً:
_ أنا تمام

سحب خالد مقعد آخر وجلس بالقُرب من ريان واضعاً يده على فخذه يُأزره ثم هتف بآسى:
_ الدنيا اتلخبطت عندك صح؟

التفت ريان إلى خالد ويريد أن يبوح بما يدور داخله لكنه لا يدري كيفية الإفصاح عنه، لم يعترف من قبل عما يدور في عقله أو حتي التصريح بما لا يستطيع تحمله، لم يعتاد على مثل تلك الأمور أو ربما لم يسأله أحد عن حالِه في الأوقات التي كان يستطيع بها البوح والإعتراف.

تنهد بحرارة مستاءً من حالته المبهمة ثم أعاد رأسه للخلف وأغمض عيناه وقال بنبرة هادئة لكنها تحمل الكثير من التعب:
_ أنت كنت رايح على فين متأخر كدا؟

رفع خالد حاجبيه بتعجب مستنكراً تغيره مسار الحوار رغم أنه يود معرفة ما حدث لكن ربما ليس آوانه، لم يعقب خالد وسحب نفساً وأجابه بهدوء:
_ كنت جاي أطمن عليك

ربنت ريان على ظهر خالد بإمتنان وقال:
_ فيك الخير يا خالد بس أنا تمام، قوم روح لعيالك الوقت أتأخر

تعجب خالد من أسلوب ريان على الرغم أنه يواجهه كثيراً لكن تلك المرة مختلفة فـ المصائب قد ازدادت عن حدها وهو مازال يتهرب من المواجهة والإعتراف، تنهد خالد بيأس ثم نهض وهتف بفتور:
_ تصبح على خير لو احتجتني أنا موجود

اكتفي ريان بهز رأسه بإيماءة خفيفة بينما غادر خالد وتركه يغوص في عالمه المرهق بمفرده

_ نهض ريان عندما رأي من كلفه بشراء بعض المستلزمات وأخذ الحقائب البلاستيكية منه ثم صعد للأعلي ، قرع جرس الباب وانتظر قليلا ثم ولج للداخل عندما لم يجيبه أحد ، وضع الحقائب أرضاً فلا يوجد ما يضعهم أعلاه ، لم يسمع صوت لـ كليهما يا تري أين هم ؟

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن