الفصل التاسع

15.7K 529 26
                                    

رواية المعلِم
الفصل التاسع ..
_________________________________________________

ارتفع رنين هاتفه معلناً عن اتصال شخص ما، جذب هاتفه من جيب بنطاله وزفر أنفاسه بضيق، ضغط على زر الايجاب وأردف بفتور شديد:
_ في حاجة يا أمي؟

نظرت إلى زوجها الذي يجلس بجوارها حيث أماء رأسه مشجعاً إياها لتواصل ما بدأته لتوها، تنهدت ثم هتفت بحنو أمومي:
_ ياسر يا حبيبي أنت فين؟

لم تروق له تلك اللهجة التي تتحدث بها وخمن أنها تفتعل ذلك حتى ترجعه عما ينوي فعله، لكن لا سيصمد للأخير، تنهد بضجر وأجابها قائلاً بإسيتاء من تصرفها:
_ محتاجة حاجة؟

علمت أنه لا يود أن يفصح عن مكانه فتحدثت قبل أن ينهي الإتصال وتقفد الأمل في إعادة ولدها فلذة كبدها إليها مرة أخرى:
_ بصراحة أنا قولت لأبوك على جوازك ولقيته معترضش ولا رفض وقال هو حر يعمل اللي هو عايزه طلاما هيكون مبسوط بس هو زعلان أوي إنك هتتجوز من وراه يا ياسر تعالي راضيه بكلمتين يا بني ده رضا الأب جنة، هتيجي يابني صح؟

لم يقتنع كثيراً مما قالته لكن ما باليد حيله ، هو والده مهما حدث من خلافات بينهم ، تنهد بحرارة وهتف مختصراً :-
_ طيب أنا جاي حالا ..

أنهى المكالمة ونظر حيث تقف عنود وتحدث بحرج بائن:
_ أمي بتقول إن أبويا وافق على جوازنا بس لازم أراضيه لأنه زعلان مني، أنا مش هتأخر على لما المأذون يوصل هكون وصلت معاه

ابتسم بعذوبة وهو يعد الدقائق التي تمر بفروغ الصبر حتى تصبح تلك الصغيرة امرأته ملكه وحده، غادر المكان سريعاً بحماس ظاهر بينما استنشقت عنود الصعداء لأنه غادر، كم تمنت أن يحدث أمراً يعترض تلك الزيجة التي ستقع بها.

تنهدت ونظرت إلى ريان قائلة بنبرة مهمومة خافتة:
_ ممكن أطلع فوق، في حاجة ضرورية محتاجة أعملها

أماء رأسه بتفهم وهتف مرحباً:
_ آه طبعاً اتفضلي

لم تنتظر إجابته بل ركضت مهرولة إلى الداخل تحت نظراته المتعجبة من أمرها، ولجت للمصعد وضغطت على زر الإقلاع للطابق القاطن به ريان دون النظر إليه.

تعجب ريان كثيراً من تلك الفتاة ماهو الشيء الضروري التي تحدثت عنه لتوها، وما أهميته حتى تركض بهذه الطريقة البلهاء؟.

اضطر لصعود الأدراج بمفرده، لم يتفاجئ عندما فُتح باب منزل والده وظهرت منه رنا تلك الخبيثة، أوصد عيناه بضيق عارم وتابع صعوده للأعلى دون أن يعيرها إهتمام.

أعادت تكرار منادته مراراً لكنه لم يعبأ لها أيضاً، لم يكن أمامها سوى غلق السُبل وقطع طريقه بوقوفها أمامه، بل سكونها بين أحضانه، لقد تعمدت أن تلتصق بصدره حتى تنعم بدفئه لطالما تمنته وربما يتأثر بها من خلاله.

شعرت بحرارة شوقها التي اشتعلت في كل أنش في جسدها، ابتسمت له بشغف وتمني، تراجع هو خطوة للخلف واضطر أن ينظر إليها لكي ينهي ذاك الوضع السخيف الذي وقع فيه.

المعلِمWhere stories live. Discover now