فصل السادس والثلاثون

ابدأ من البداية
                                    

ردت عليه غالية بتوتر فهي تعرفه.. كلامه ليس مجرد كلام فهو بارع بتنفيذه -ليه أنت هتعمل ايه

-هروح أشوف حياتي مع واحدة غيرك  ...ما إن قالها حتى انشطر قلبها لنصفين وبرغم شدة ألمها داست عليه وقالت ببرود كاذب

-حلو ...وماله ...روح...بسسسسطلقني قبلها

ابتسم من طرف فمه وقال بحقارة من غيرته عليها -عشم إبليس بالجنة ..هخليكي كدة لا طايلة أرض ولا سمااا..... مستحيل أخلي غيري ينولك.... يا ليا أنا...
يا ليا أنا ... مافيش حل تاني

صرخت بهِ بانفعال -ده ظلم ....

رد عليها بنبرة أعلى -ومش ظلم لم تحرميني منك وأنتي عارفة إنك ساكنة فيا

لتقول بسخرية -اللي يسمعك يقول إنك عايش على ذكرياتي مش كل يوم وحدة شكل بحضنك

ضرب على صدره وقال -حضني ده ليكي ...ليه تخلي غيرك ياخده ...تعاليلي و أوعدك عمري ما هبص لغيرك ...وهو أصلا أنتي عامية عيوني عن الكل ومش قادر أشوف غيرك

-أنا عندي أفضل كدة ولا أرجعلك ...ما إن قالتها بعناد
وهي تنظر له بقوة وتحدي حتى اقترب منها بغضب مجنون جعلها ترفع يدها بسرعه لتغطي وجهها خوفا من ضربه لها فهو لديه سوابق بذلك معها

انكمشت على نفسها وصرخت بخوف عندما وجدته أخذ يضرب الحائط الذي ورائها عدة مرات حتى انجرحت يده ثم توقف وأخذ ينظر لها وهو يتنفس بصوت عالي ليقول لها بأمر

-بصيلي ......بقولك بصيلي !!!!! وما إن كرر أمره لها بحدة أكبر حتى رفعت له وجهها الجميل الذي لطالما وقع بهِ عشقاً ....

كانت عينيها مفتوحة بشدة بخوف وفمها مزموم وكأنها تترقب خطوته التالية ما هي ، أما هو كانت حواجبه معقودة ونظراته حادة كالسيف و وجهه
محتقن لدرجة بأن شرايين رقبته مستنفرة

مسك فكها الناعم بأنامله الخشنة ورفع وجهها أكثر وأكثر نحوه جعلها تقف على رؤوس أصابع قدميها ثم اقترب منها أكثر منها وهو لا يبعد نظره عنها وكلما أرادت أن تحيد عنه بنظرها هو يمنعها من ذلك بضغطه على وجهها أكثر

أخذت ترمش بأجفانها بتوتر وخجل ظهر عليها رغماً عنها ....ولكن انهارت حصون قلبها وذاب جليد عنادها وأسبلت عينيها وأغلقتهم بأستسلام عندما فصل ما تببى و قبل مابين عينيها بقبلة طويلة

لحظات من النعيم مرت عليهم بقربهم هذا ....ولكن ما إن ابتعد عنها وتركها وخرج من غرفتها دون أن ينطق بحرف حتى جلست على الأرض وهي شاردة ما بين قلبها وعقلها وعنادها ...

أما يحيى خرج للصالة وقبل أن يصل لباب الشقة الرئيسي ليخرج حتى توقفت قدميه عندما سمع شهقة والدتها المكبوته

التفت نحوها ليجدها تلك الانسانة الطيبة تبكي بصمت وهي تغطي وجهها بحجابها ...كانت جالسة على كرسيها المتحرك إلى جانب الاريكة الغافي عليها صغيره ....

وكر الأفاعيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن