البحث عن الذات.

6 1 0
                                    



صوتاً يناديني لقراءة هذا الكتاب،اتعلمين؟. حوالي منذ أربعة أيام وأنا أرى أن روحي تريد قرائتهُ بشدّة،افتح الدولاب للِحظات وأرى الصوت بدأ بالتكلّم والإلحاح يعود..

لم تهدأ روحي إلَّا أن لمستُ روح ذلك الكِتاب،وكان أجمل أحساس شعرتهُ مُنذُ الأزّل..إنَّي لا أُبالغ،فهذا الشعور الذي طالما أردّته،وأبحثُ عنهُ في نفسي،لم أعَّي أنّهُ موجوداً بِداخلي أيضاً وأنا موجوداً بداخلي.

أحساس مُخلّد بي،وأنا من أنَّرته بفضولي القاحم -الذي أحبُّه طبعاً- الفضول الذي كان من الضروري أن ألتفتُ له وأعطيِّه حقه.

أنك خلُّقت من جديد،كِولادة أخرى،استثنائية تغوص في أعماقي وتُخِرج كل المزايا التي أتجاهلُها،وِلادة أنت كما أنت،خالي الوِفاض،خالٍ من القشور والقشريات ،مُغلفاً بأنوار الصدِق والوفاء،لأنِ أنا هكذا مُنذُ الأزّل ولطالما أحببتُ النقاء الذي بي،بل لمستُه بِداخلي! عندما أنظر لعيناي أرى مدى العمُق والنقاء والجمال بِعيناي وكلِّ ذلك أفخّر بهِ كثيراً،لأنِ أنا كما أنا منذ الخليقة..

منذُ اقتحام الروُح جسدي،منذُ الّتصاقها بي!

ذلك الوقت تحديداً عندما أطلقتُ صرختي الأولى،وذرّفت أولّى دمعاتي.
هُنا الصفات خُلِّقت بي.
أرى الضياع بي أحياناً،وإنفصالي عن الواقع دائماً،لكن هذا الإنفصال كان أجمل إنفصال! الإنفصال عن واقعنا المليئ بالزيف والخداع،واغوص في بحر التأمُلات بأعيُن مفتوحة. اتأمل هُنا وهناك وكأنني الوحيدة الموجودة بالغرفة التي اقبّع بِها.
أو بالأحرّى والأدّل أوصفها بِوحدة الحياة.أشعر بأنني لا أشبههم ولا أنتمّي إليهم،أفكُّر بطريقة أُخرى عميقة ولا أفصّح عنها طبعاً،تبقى بداخلي هُنا ،بِعقلي ،أُدوّنها متى سنحّت لي الفُرصة.
هذهِ الوحدّة ،وحدّة الحياة والإنفصال حسبّتهُ مرض نفسي من نوعاً آخر،أو لم يسبق لهُ بالظهور إلَّا بي.

من المُضحك قول ذلك،صحيح؟. لكنني أقول ما مرّرتُ به ،ولازلتُ أمّر به وإنَّي لازلت ابحث لأرى الخلاص منه.

فـ عندما قرأت ذلك الكتاب فُتحِت لي أجزاء من الدِماغ وتنورّت بالمعلومات،لم أدرك بأن كل مايدور بي يوجد هُناك قصص مُشابِهه في حضارات أخرى.

تماماً كما مررتُ به!، وأن كلِّ التصدّع واللأنتماء هو بالأصل البحث عن الذات.




-كُتبت عند قرائتي لأحدى الكُتب التأمُلية ،القابعة بوسط قلبي .



كـِتمَـان مَشـاعِـر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن