.

16 2 0
                                    

" مُخيف بكاء الصبور ".
بُكائه لساعات طويلة ،على سجادة صَلاة ،تلّونت بِدموع الخوف والرهبة ..بِدموع الرجاء والضعف.
سجدت للهِ طويلاً ،بكّت حتى نسّت ما حولِها ..نسّت الغرفة التي تقبّع بِها،والمَكان الذي تتواجد فيه..نسّت حتى أبسط تفاصِيلها ،مُغمضة العينان،تلّهث راجية من الله أن يُحقق مُرادها.
سجدت وكأن الأرض تحتضِنُها ،ترتجف يداهَها مُمسكة بأطراف السَجادة تشكو ممّا بِها،مُتشبتّه بِها كطوق نجأة ومن داخِلها يُسمّع فتات ينجرف من قلبها قطعة قطعة..
رفعت رأسَها بعد ما ألقتّ ما تَخافُه .. ومَا يُأذيها.
جلست وتمتمت بِالتشهدّ الأخير والصَلاة الأبراهيمية ،وسلّمت.
أنسدحت عليها ضامّةٌ جسدها وبدأت تتلو دُعائها المُعتاد ،كَطفلاً يحاول لملّمة شتِاتُ نفسه ..كَطفل وحيد ،ضعيف وضائع يُحاول التمسّك بِمن يَعرفه ؛
لِيحتمّي خلف ظهره.
كانت تهمسَ بِينُها وبين الربّ، مُطبقّة الجفنين بقّت لِـأطفاء حُرقة عيناهها البُنية ،خائرةُ القوة اصبحت ودمُوعها لم تشبع إنهمِار !
مُنهارة لِساعات..حتى افرغّت ما كتمتهُ.
عدلّت جلستُها وبدأت تستغفر ،إنهارت هُنا،بكت هذهِ المرة بِحرقة وقهر ..حاولت أن تُصمّت صرخاتها،حتى هربت شهقّة كادت أن تفضحُها بِأنها أخبرت الله عن كل شيء .
بُكائها مُخيف ،أهتزاز جسدها ،ونيران تشتعل بِداخلها ،وخوف ورجاء ألقتهُ وحُطّت..تصرخ وكأن الحياة سلبتّها ما بِالدنيا ..وكأنها الوحيدة التي ظُلِمت ..وكأنها الوحيدة التي تشُعر  ..تبكي وكأن حربُاً شنّت بِها ،تذرفُ الدمع حتى تشوشت رؤيتها.

1:55صَ.

كـِتمَـان مَشـاعِـر.Where stories live. Discover now