- ²⁵

976 89 13
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

تَجاوزَت الساعَة السابِعة مَساءً ،
والشَرِكة قَد خَلَت بِأكملَها وأُغلِق نِصفَها
عَدا غُرفة الإجتِماعَات التَي لا تَزالُ
مُضيئَة بِسبب عَدم إنتِهاء لِيلي بَعد

كانَ يَقِف بَعيداً عَلى الدَرج وهوَ
يَنظُرُ إلَيها بِنظراتٍ غَيرُ مَفهومَة

ترجّل لِيَتجّه إلَيها فاتِحاً البَابَ
بِغِتّة بَينَما هيَ قَد فَزعَت بِخِفّة لِتستَقيم
مُنحنيَةً إلَيه

" يَكفي "
حدّثها بَينما هيَ قَد عقدَت حاجِبيها ،
حرّك ناظِريه لِيَجِدها قَد أكملَت ثَلاثَة أوراقٍ
مِن أصلِ سَبعة

" أيُها الرَئيس لَكنّني لَم أنتَهي بَـ

قاطَعها " لا بَأس بِما فَعلتِه ، إن أكمَلتي لَن
تَنتَهي إلا بِصباحِ الغَد "

" هيَا لِأُوصِلُك "
أكملَ خارِجاً لِتومأ قَبلَ أن يُغادِر ،
حملَت مِعطفَها لِتُغلق الأضواء ثُم تَبعتهُ
بِخُطواتٍ سَريعَة

وَصلَت إلى مَوقف السَيارات الأرضي
لِتجدهُ جالِساً بِسيّارتِه يَنتَظِرُها

كادَت أن تَفتح البَاب الخَلفي لَكنّهُ
مَنعَها مُتحدّثاً " لَستُ سائِق الأُجرة خاصّتك
حَتّى تَركبي هُنا ، إجلِسي فِي الأمام "

ظلّت صامِتة لِعدّة لَحظات حَتّى تَنهدَت وتقدّمت
لِتجلس بِالأمام كَما أرادَ

بَعدَ أن شدّت الحِزام ، كانَت مُلاصقَة لِلباب
أكثَر مِن كَونِها جَالِسة فِي مُنتَصف المَقعد
حارِصةً عَلى ألّا يَكونَ هُنالِك أيّ تَلامُسٍ
خاطِئ بَينهُما

" أموقُعكِ ذاتِه؟ "
سَألَها بَعدَ أن إجتَازا نِصف الطَريق لِتُجيب
بِـ نَعم ، كانَ سُؤالَهُ ذاك رُغمَ كَونِه عاديّاً
إلا أنّهُ لَم يُشعِرها بِالرَاحة

لَم يتحدّثا أبَداً بَعدَها حَتّى صَفَ سَيّارَتهُ
أمامَ بابِ مَنزِلِها مُباشرَةً

تشكّرتهُ لِتخرُج وما كادَت أن تُغلق البَاب
ألا وهوَ قاطَعها

" لا تَأتي مُتأخرّة غَداً وإلا سَتُكملينَ ما تَبقّى ،
وهَذا تَسجيلٌ لِتَدريب اليَوم حتّى لا يَفوتُك "
أردَفَ بِهُدوء ليُمرر لَها شَريحَة حاسُوب
لِتأخُذه مُتشكّرة مِنهُ مُجدداً لِتُغلق البَاب بَينما
هوَ قَد هَمَّ بِالمُغادرَة فَوراً

كانَت لا تَزالُ واقِفة تُحدّق بِشبح السَيارة
وهيَ تُمرر الشَريحَة بَينَ أصابِعَها

" لا يَزالُ لَطيفاً كَعادَتِه ، العادَة الَتي
يَستحيلُ أن تَتغير بِهِ "

---

كانَت قَد غَيّرت ثِيابَها وجَلست عَلى
مكتَبِها لِتَضع الشَريحة فِي مَدخل الحَاسُوب
حَتّى تَستمِع إلَيه

مَرّت عشرُ دَقائقٍ تَقريباً ، بَينما لاحظَت أنّ
رِيكي يُوبّخ أحدُهم ، أهوَ بِي ييوك؟ هِيوك؟
لَم تَسمع الإسمُ جَيداً

لَكن سُؤال إحداهُنَ المُفاجِئ إلَيه
والَذي يَعنيها قَد شدَّ إنتِباهُها

" لَكن أيُها الرَئيس ، ألا يَجِب عَلى لِيلينا
أيضاً أن تَستِمع إلى هَذِه المُحاضرَات؟ فَهيَ
لَن تَكونُ مَعنا طِيلَة اليَوم "

" أنا أُسجّلُه آنِسة تشوي "

حَتّى عِندمَا كانَت فِي الجامَعة وتَتأخر أو تُطرَد
مِنَ المُحاضرَة ، لَم يَكُن لِأُستاذِها أو أيٍّ مِن
زُملاءِها فِعلُ هَذا.. لَأنَّ الأمرَ لا يَعنيهِم أو يُهِمُّهم

لَكّن هَذا الأمرُ مِن شَخصٍ قَد إنفَصلَت عَنهُ
حرّكَ مَشاعِرها كَثيراً

فَكّرت أنّهُ لَرُبما يَفعلُ المَثل لو كانَ شَخصاً
آخَر ، لَكّن لَم تَستطِع مَنع إبتِسامَتها
مِن الظُهورِ بَعدَ كُلّ شَيء

ما جَعلَها تُسعد أكثَر ، هوَ أن نَقاؤهُ لَم
يُفسد حَتّى بِمُرورِ هَذِهِ السَنوات

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now