- ²

2K 163 69
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

وَضعَ لاصِقَتَيّ جُروحٍ عَليها
وطِيلَة الوَقت كانَت تَنظُر إلى مَلامِحِهِ
القَريبَة بِتَركيز
كَيف لِإنسانِ أن يَكون بِهَذهِ المِثاليَة؟

إبتَلعت بَعد إبتِعادِه
ولا يَزالُ يَنظُرُ إلَيها

" تَوخَّيّ الحَذر مِن فَضلِك "
أردفَ بِهُدوء لِتُومِأ

" شُكرَاً "
أجابَتهُ لِيَبتَسِم
يُربِت عَلى شَعرَها قَبلَ أن
يَستَقيم مُغادِرَاً

هوَ لَيسَ وَدودَاً مَعَ الفَتيات فِي العادَة ،
لَكِنَّها بَدَت لَهُ لَطيفَة ورَقيقَة لِلغَايَة
لَم يَستَطِع مَنعَ نَفسِهِ مِن فِعلِ
مَا فَعلَهُ سابٍقَاً

لَم تَتمكّن مِن الرَمشِ حَتّى لِتَجد
جَميع مَن بِالصف قَد تَجمهرَ فوقَ رأسِهَا

" كَيفَ فَعلتي ذَلِك؟ "

" فَعلتُ مَاذا؟ "
أجابَت بِسُؤالٍ آخر

" لَا تَتظاهرِي بِالغَباء أيتُها العَاهِرَة!
طِيلَة العَام الماضِي كُنتُ أجلِسُ بِجانِبه ولَم
يَنظُر لِي حَتّى ، كَيفَ أغويتِيه بِهَذِهِ السُرعَة! "
صَرخَت عَليها لِتُغمض الأُخرى عَينَيها بِضجَر

إستقامَت فَجأة لِتجفل الَتي أمامَها

" راقِبي ألفاظَكِ أيتُها المُحتَرمة ، أمثالُكِ بِالفَعل
لا يَستَحِقّون أن يُنظَر إلَيهم حَتّى "
حدَّثتها بِحِدّة وزَمجرَة لِتُكمل باقِي شَتائِمها
بِلُغتِها الأُمّ الَتي لَن يَتَعرَّف عَليهَا أحدّ

غادَرت صافِعَةً باب الصَف تحتَ صَدمَة
جَميع مَن بِالصَفّ

" تِلك تِلك! كانَت تَتظاهَر بالخَجل أليسَ كَذلِك!
تِلك المَجنونّة حَقاً! "
أردَفت بِتقطُّع وعَدم تَصديق

فِي المُقابل ، دَخلَت لِيلي إلى الحَمّام
لِتُوصِد الباب خَلفَها وهيَ تُشاهِق بِقوّة

آخِرُ مَرَّةٍ صَرخَت بِهذا العُلوّ كانَ قَبلُ
أربعِ سَنوات ، إضافَةً إلى أنَّها لَم تَأخُذ
أنفَاسَها أثناءَ حَديثَها

كانَت رِئتَيها فِي حالَة يُرثى لَها

أخرجَت الكِيس الوَرقي مِن جَيب سُترتِها
الداخِلي لِتُغطّي بِهِ كِلاً مِن أنفِها وفَمِها
لِتَتنفس بِهُدوءٍ داخِله

لِيلي تُعاني وِراثيّاً مِن مَرض الأوكسِجين الزائِد
المُزمِن ، حَيثُ تَنتابُها هَذِه الحالَة فِي كُلِّ مَرّة
تَتوتّر وتَخافُ فِيها

وكأنَّ جَميعُ السَماوات غاضِبَة عَليها ،
لَم يَبقى عَيبٌ ألا وهوَ بِها

إستقامَت بَعدَ جُلوسِها القَرفصاء لِتَفتح
الباب حَتّى تَغسِلُ وَجهَها

كادَت أن تَمُّدُ يَديهَا لَكِنَّها أدركَت وُجود لاصِقات
الجُروح

إغرورِقت عَيناها بِالدُموع لِتُغلق صنبورَ
الماء بِعُنف وهيَ تَنظُرُ إلى المِرآةِ أمامِها

عَينيهَا الواسِعَتين بِلَون البُندق وأنفُها
المُستقيم الغَيرُ صَغير ونَمشِها البُنيّ الخَفيف ،
إضافَةٍ إلى شِفَتيها المُمتَلِئة وبَشَرتِها
الخاليَة مِنَ العُيوب

كُلَّ هَذا كانَ قبيحَاً بِنَظَرِها ،
لَيسَت راضِية عَلى أيِّ شَيءٍ
يَحدُث

نَفضَت ثِيابَها تَمسح دَمعتَيها المُتَمَرِّدتان
لِتَأخُذ نَفسَاً تَستَعِدُّ لِلخُروج

كانَت تَمشي بِثَبات وعَينَيها مُصوّبَة
نَحوَ الأمام ، كَسرَت خُطَطِها لِتعزُم
عَلى جَعلِ إسمِها يَهابَهُ الجَميع

لَن تَكترِث لِلذِكريَات الآن

---

إنتهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now