- ¹²

1.3K 120 18
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

أبعدَ ذِراعَيه مُبتَعِداً خُطوتَين
عَنها بَينما يَنظُر إلى كُلُّ شَيءٍ بِإستِثنائَها

وهيَ كانَت تَضعُ خُصلاتَها خَلف أُذنَها
بِتوتُّرٍ مُماثِل

" تـ.. تَعالي مَعي فَقط
الرِفاقُ مُتَجمّعينَ فِي الأسفَل "
إرتَجلَ بِحرَج لِيَبتعِد عَنها يَسيرُ
بِخُطواتٍ كَبيرَة بَينما هيَ كانَت تَنظُر
إلَيهِ بِإبتِسامَة ، حَرَجهُ كانَ لَطيفَاً

وَصلَت حَيثُ الحَديقَة لِتَجد بَعض الرِفاق
جَالِسينَ حَولَ نار الحَطب وبِحَوزَةِ أحدَهم قِيتار ،
عَلى مَا يَبدو أنَّه يَرغَب بِتَسميعِهِم لِعَزفه

جَلسَت بينَ فَتاتين قَد خَصّصوا لَها مَكانَاً وَمِن
ثُمَّ بَدأ المَعنيُّ بِعزف مُوسيقى أحدّ أغانيهَا
المُفضلّة ، Alive.

كانَت طِوالَ الوَقت تَهزُّ رَأسَها شارِدَةً بِالألحَانِ
هِيَ وَكُلّ ما يَفعل المَوجودينَ

لَكِّنَ رِيكي كانَ الوَحيد الَي شَردَ
بِأحدِهِم ، بِهَا

كانَ يُراقِب مَلامِح وَجهها الَتي بَدت
أكثرُ خَلابَة بِالضَوء البُرتقالي الصادِر مِنَ النَار
بَينَما يُتمتم بِكَلمات الأُغنيَة بِداخِلِهِ

كانَ كُلُّ شَيءٍ بِها جَميلاً
مِن عَينَيها البُندقيتَين وحَبّة الخَال
الَتي أسفلَ اليُمنى ، وَ نَمشِها الخَفيف وخدَّيها
المُمتلئين حَتّى شِفَتيها وإبتَسامَتها
كأنَّها قَد خُلِقت لِلتأمُّل ، لَم تَبدُ كَبَشرٍ
عادِيٍ أبَدَاً

كَيفَ لَزُملائِه أن يَروا هَذِهِ الدُمية كَفَتاةٍ قَبيحَة؟
عَلى الأرجَحِ يَحتاجّونَ إلى فَحصٍ بِأسرَعِ وَقت

لَم يَعي إنتِهاء العَزف والدردَشة القَصيرَة
الَتي حَصلَت حَتّى إستِقامَة نِصفَهُم ،
هِيَ قَد لَاحظَت أنظَارَهُ نَحوها لِتُحاوّل التَمثيل
بِأنَّها لا تَعلم ، لَكِن واللَعنة كانَ هَذا واضِحَاً

فَرقَع أحدُ الصِبية أصابِعه أمامَ عَيناه
لِيَنتفض الآخر واعيَاً عَلى نَفسِه 

" وَيحك سَتَلتَهِمُها بِنَظراتِك "
حدَّثهُ بِضَحك لِيُقابِلهُ بِإبتِسامَة
مُتَكَلِّفة بَينما هَمَّ الآخَر بِالمُغادَرة

حَرَّك أنظارَهُ ناحِيَتَها لِيَجِدها جَالِسة
بِمَكانِها تَبتَسِم بَحرَج مَعَ خَدَّيها المُتورّدَين

إتَّسعَت إبتِسامَته لِيَستَقيم مُغادِراً هوَ
الآخَر مُعطيَاً إلَيها بَعضَ الرَاحَة

~

إستَلقَت عَلى سَريرَها مُمسِكَة
بِأيسَر صَدرِها
تَتذكّرُه حِينَ حَاوطَها ، وحينَ
لَم يُبعِد أنظارَهُ عَنها

" وآاه ، ما خَطبُه اليَوم حَقّاً؟ "
" واللَعنة هَذا يُثيرُ حَماسيَ "
صاحَت بِنَبرة مَكتومَة واضِعَةً
كَفّيها عَلى خُدودِها وهيَ تَركُل السَرير

---

فِي صَباح اليَوم الَذي يَليه ،

أخبَرَهُم مُشرِف الرِحلَة بِأنَّ بِوٍسعِهم
التِجوال فِي الغَابَة بَعدَ الإفطَار فَأيّدَ
الجَميعُ الفِكرة

أنهوا طَعامَهم ومَرّت سَاعة مُنذُ
أن إنتَشروا فِي الأنحَاء ،
وَ طِيلَة هَذا الوَقت هوَ لَم يَلحظ
وُجود لِيلي أبدَاً

ظَنَّ بِأنَّها لَرُبما تَكونُ مُنزَعِجة مِن
تَصرُّفاتِهِ مَساء الأمس ، لَكِّنَه كانَ أكثَرُ
حَرَجاً مِن أن يَعتَذِر لَها عَبرَ رِسالَة فَحسب

رَجَّح إحتِمال أنَّها لَرُبما قَد
تَكون مُتعَبة أو لَم تَستَيقظ حَتّى الآن

بِكُلِّ تأكيدٍ لَن يُزعِجها بِرَسائِله
وَإتِصالَاتِه

مَرَّ بَاقي اليَوم حَتّى إنتِهَاء العَشاء
وإلَى ذَلِكَ الحِين هِيَ لَم تَظهَر

قَلَقهُ قَد إزدادَ حِينَها لَكِّنَهُ لَم يَودّ
إزعاجَها ، فَبعد كُلّ شَيء لا يَزالُ مُحرَجاً

فِي العَاشِرَة مَساءً خَرجَت مِن قَوقَعتها
لِتَذهب حَيثُ الحَديقة ووَجدَتهم مُجتَمعين
مُجدَداً

هَذِهِ المَرّة كانَت لُعبة بِإشرَاف هيوك

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now