- ¹⁸

1.1K 105 8
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

" لِيلي ، دَعينا نَذهب فِي مَوعدٍ
مَساء اليَوم! فَاليَومُ خَميس! "
حدّثها رِيكي بِنبرة مُتحمّسة بَعدَ أن
أوصَلها إلى بابِ مَنزِلِها بَينما هيَ كانَت
مُشتَتة الذِهن

" همم؟ أوه نَعم ، بِكُل سُرور "
أجابَته بِهُدوء وَقد إتسعّت إبتِسامَته
ليَفصل تَشابُك أيدِيهما ليُودّعها قائِلاً
بِأنّهُ سَيأتي فِي السابِعة

إبتَسمت لَهُ لِتَرفع كَفّها تُلوّحُ
لَه بَينما عَينيها قَد تلألأت حينَ رَأتهُ
يَبتعِد

" فَقط ، لا تَبتعِد هَكذا "
تمتمَت إلى نَفسِها لِتُدعك عَيناها بِقسوّة
مانِعةً دُموعِها مِنَ السُقوط

زفرَت بِخِفة لِتَدخُل مُلقيةً
التَحيّة عَلى جدّتها يَلِيهِ دُخولها
إلى غُرفَتها دافِنةً وَجهها بَينَ
وَسائِدِها بَعدَ أن رَمت بِنَفسِها

" كيفَ لِي أن أترُكُه؟ ، لا أقوَى
عَلى ذَلِك.. يَكفِيهِ ما تَعرّضَ لَهُ سابِقاً.
أسأكسُرُهُ أنا أيضاً؟ هذا قاسٍ "
ترجلّت بِنبرة مَبحوحة وهيَ
تُذرِف بَعضاً مِن دَمعاتِها بِصمتٍ

" آسِفة ريكي ، آسِفة حَقّاً
أنتَ لَا تَستحقُّ هَذا "

---

وَضعَت آخِرُ لَمساتِها بَينما
وَقفت أمامَ مِرآتُها تَنظُر إلى نَفسِها
لِعدّة ثوانٍ

زَفرَت بِتَعب لِتَخرُج مِن غُرفتِها
ثُم المَنزِل بِأكملِه بَعدَ أن أعلَمت جدّتُها
بِخُروجِها

فتحَت البَاب بِخِفّة لِتَجدهُ مُعطيّ لَها ظَهرَهُ
بَينما يَضع يَديه فِي جُيوبِ مِعطَفِه
يهزُّ قَدمِه

إتسعّت إبتِسامَتها بَينما قَد تقدّمت
خُطوتين لِتقفِز عَلى ظَهرِه بِصُورة سَريعَة

شَهقَ سَريعاً ليُقهقه بَعدَ أن أدرَكَ أنّها هِيَ
بَينما قَد سارَع بِسندِ ساقِيها بِذِراعَيه

" أنتِ فِعلاً كُنتِ قِردَة فِي حَياتَكِ السَابِقة "
تحدّث لِتنزَعج هيَ بَعدَ أن تَركَتهُ لِتَدفعهُ
بِخِفّة وهيَ تَتذمّر

إبتَسمَ لَها ثُمَّ أقترَب يَضُمُّها
لِتُبادِلهُ سَريعاً

" تَبدينَ مِثاليّة اليَوم ،
اليَوم ودَائِماً وأبَداً.. سَتظلّينَ
مِثاليّة ، بِعَيني "

إتسعّت إبتِسامَتها لِتشُدّ عَلى حُضنِه
بَينما هوَ لَم يُمانِع

أبعدَها وهوَ لا يزالُ يبتسم " هيا لِنذهب ،
لديّ قائِمة مُمتلئة بالأماكن الَتي سنذهبُ
إليها "
حدّثها أثناءَ سَيرهُما مُتشابكيّ الأيدي

" أتُريدُنا أن نعودُ للمنزل فجراً؟ "

" نعم أريدُ ذلك "

دفعتهُ بكوعها وهي تقهقه ليُبادلها

وَصلا إلى محطة الحافلات ليَجلِسا معاً

" أينَ وِجهتُنا الأًولى؟ "

" ستَرين "
إجابَتهُ قَد جَعلت مِن فُضولِها
يَزدادَ أكثَر فَأكثَر

وَصلت حافلَتهم ليَستقيم ثُم
جَعلها تدخُل أولاً ، ليدفَع بِبِطاقته
لِشخصين

---

بِمُرور عَشرَ دَقائق ، قد وَصلا إلى
وِجهتِهم

كانَ محلُّ أكلاتِ شوارِع ، صاحِبة
المحلّ تعرِف ريكي جَيداً

" مَرحباً أجومّا! "
نادَها رِيكي بِسعادة بَعدَ أن
وقفَ أمامَها لِتتفاجئ هيَ ثُم إبتَسمت
لِتحتضنه

" يا إلهي لقد إزدتَ طُولاً ، كُنتَ
قَصيراً جِداً آخِرُ مَرةً رأيتُكَ فِيها
أتنوي إختِراق الغِلاف الجَوي؟ "
حدّثتهُ بِمُزاح ليُقهقه الإثنان لِتلحَظها الجَدّة

" أوه ، مَن هَذِه الجَميلَة؟ "
سَألتهُ بِحذر ليَبتسم ساحِباً إياها
إلى جانِبه

" إنها خَليلَتي ، لِيلينا "

" أووه رِيري قَد كَبر فِعلاً وصارَ
لَديهِ حَبيبَة! "
ردّت عليهِ بِإستِمتاع ليُقهقه الإثنان

" بِهذهِ المُناسبة تَستطيعا أكلَ ما تُريدان
مَجاناً! "

" آاه جدّتي ، لَم أنتِ لَطيفَة هَكذا "
أجابَها يُمثل الإرهاق ليَضحك ثَلاثَتُهم
مَعاً ، جَلسا عَلى أحد الطاوِلات لِتأتي الجدة
سريعاً واضعةً عِدّة أطباقٍ أمامَهُم

" أخبِراني إن أردتُم المَزيد "
قالَت لِتبتعد بَعدها عائِدةً إلى عَملِها

" كيفَ تعرّفت عَليها؟ "
سألتهُ وهيَ تنظُر إلى الأصنافِ
بِلذّة

" الجَدةُ كيم ، كانَت دَائِماً ما تَبيعُ
بِعربتِها أمامَ مدرستيّ الإعداديَة
وكُنتُ أظلُّ مَعها لِوقتٍ طَويل ،
وأتحدّثُ مَعها كَثيراً حَتّى باتَت تَعرِف كُل
شَيءٍ عَني "
أجابَها وهوَ يَتناولُ كُلّ شَيءٍ يَراهُ أمامَه
لِتُومِأ هيَ بِإهتِمام وهيَ تفعلُ المَثل بِشراهَة

كانَا قَد إستغرقَا وَقتاً وهُما يأكُلان
دونَ أن يَنطُق أحدَهُما بكلمة

كانَ ريكي قد إعتدلَ فِي جَلستِه
وهوَ يَنظُرُ لَها " لِيلي "

نادَها لِتُهمهم

" أهُنالِكَ شَيئاً تَودّينَ إخبارِي بِهِ؟ "
سألَها رافِعاً إحدى حاجِبيهِ بَينما لِيلي
قد توقّفت عَن المضغِ لِعدة لَحظات

" كَلا "

" هَل أنتِ مُتأكدّة؟ "
أهوَ يعلم؟

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now