- ¹⁹

1K 101 13
                                    

" P E R F E C T "
" مِثالي "

---

" مَا الذي جَعلكَ تَظُنُّ هَكذا؟ "
أجابَتهُ بِسُؤالٍ آخَر ليُنظف مافِي جَوفِه

" في اليَومين المَاضيين ، كُنتُ أراكِ مُشتتة
وشارِدَة دَوماً.. إضافَةً إلى كلامُكِ مَعي فِي الحَديقة
ظننتُ أنَّ هُنالِكَ شَيئاً لَيسَ فِي مَحلِّه "
أجابَ يُقدّم عُذرَهُ لَها لِتتنَهد هيَ

" كَلا لا يُوجَد شَيء ، لا تَقلق عَليّ "
ردَّت مُختصِرة بَعدَ أن كادَت لِثانيَة أن تُخبِرهُ
بِالحَقيقَة

" ليسَ هُنالِك شَيءٌ إطلاقاً لا تَقلق "
أكملَت مُؤكدَة عَلى كَلامَها لِيَتنَهد هوَ بِشك

خرَجَ مَعها إلى نافِذة العرَبة ناوِياً الدَفع

" يا ألم أُخبِرك بِأنّهُ مَجاناً "
حدّثتهُ الجدة بعدَ أن رأتهُ يُخرِج مِحفظَتِه

" آاه جدّتي كيفَ لِي أن أفعلُ ذَلِك وأن
لا أدفَع؟ سَيكونُ هَذا أنانِياً "
أجابَها لِتتنهد هيَ بَعدَ أن عَلِمت أنَّهُ سَيستَمِر
بِمُعانَدَتِها فَقط لا أكثَر

" سأقبلُ بِنصف السِعر "

" حَسناً إذَن "

همَّ بِالدَفع لِيَتشكراها الإثنان ثُم
غادرَا

" إلى أينَ الآن؟ "

" نَهر هانقانق "

---

كانَ متجرُ الجدة لا يَبعُد سِوى رُبع
ساعَة مِن السيرِ عَلى الأقدام عَن وِجهتَهُم الثانيَة

كانَ ضِفاف نَهر الهَان ، الَذي يَبدو لَيلاً كَشاطِئٍ
جَميل مِن ذَلِكَ المَنظُور

جَلسَ هوَ مُشابِك القَدمين لِتهُمّ الأُخرى بِفعل
المَثل وهُما يَستمتِعان بِالصوتُ الوَحيد المَسموعُ
حِينها ألا وهوَ مَوجات المِياه الخَفيفة

" لِيلي "
نادَها بَعدَ صَمتٍ مُخيّم
لِتُهمهم مُحرّكةً أنظارَها إلَيه

" أنتِ جَميلَة ، جَميلَة لِلحد الَذي يَجعلُني أرغَبُ بِالبُكاء
مَهما أتتكِ أوقاتاً لرُبما تشمئزِين مِن نَفسكِ فِيها ، كُوني
عَلى عِلم بِأنّكِ رَائِعة ، فَقط بِالطَريقة الَتي أنتِ بِها "
حدّثها وهوَ لَا يَزالُ يَنظُر لِلنهرِ بَينما
عَينيها قَد تَلألأت مُجدداً ، هيَ يَجِبُ عَليها تَركَهُ
فِلِمَ يُزيدُ مِن صُعوبَة الأمر؟

أخرجَت زَفيراً خَفيفاً لِتَرفع يَمينَها وهيَ
تَعبثُ بِشعرِه الكَثيف ليَنظُر لَها أخيرَاً

" أنتَ لستَ مِثالي فَحسب رِيكي ، بَل أنتَ ثَمين
نَقاوؤكَ هَذا شَيءٌ لا يَملُكُه الكَثيرونَ فِي هَذا
العالَم الآن ، كُن عَلى يَقين بِأنّكَ رائِعٌ مَهما
كَثروا الَذي خَذولك وسَيخذُلوك "
ردّت بِإهتِمام وهيَ تنظُر فِي عَينيهِ لِيَبتِسم
لَها مُقترِباً يَحتضِنُها بِدفئ وسطَ الجوّ البارِد

ما قَدّماهُ لِبعضٍ مِن كَلام ، هوَ فِعلاً مَا
كانَا يَحتاجَانِ إلَيه فِي ذَلِك الوَقت

شَدّت العِناق عَليهِ مُغلِقةً لِعَيناها مُستمتِعة
بِذلِك الوَضع الَذي لَن يَدُوم

إبتعدا عَن بَعضٍ لِتمرُّ عِدة ثوانٍ قَبلَ
أن يَستلقي هوَ بِظهرِه عَلى التُراب ليَمدّ
ذِراعَهُ مَشيراً إلَيها بِفِعل المَثل

إمتَثلَت إليه لِتَستلقي هيَ أيضاً واضِعةً
رَأسُها فوقَ ذِراعَه وهُما يَتأملان سَماءهُما

" لِنفترض هُطول الشُهب الآن ، مَاذا سَتتمنّين؟ "
سَألَها لِتزفُر هيَ بِثقل قَبلَ أن تتخِذ عِدّة
لَحظَات صامِتة فِيها قَبلَ أن تُجيب

" أن يَتوقّفُ الزَمن عَلى هَذِه اللَحظة "

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now