- ⁹

1.4K 123 29
                                    

- P E R F E C T -
- مِثالي -

---

كانَ فَجرُ الأحَد ولِيلي
قَد سَبق وأن تَجهزّت وتَتأكد مِن مَظهَرِها
بَينما جَدَّتُها تَتأكد مِن أمتِعَتِها

رَبَتت عَلى رأسُها بِخِفّة
لِتُأخُذ حَقيبَتها تَجُرُّها حَتّى
عَتبَة البَاب

" لِينا-يا ، إهتَمّي بِنَفسِك
ولا تُفوّتي وَجبَاتِك ، إستَمتِعي
بِوقتِكِ جَيّدَاً فَهمتِ؟ "
حدَّثتَها جدَّتها مُمسِكَة بِكَتفيها
لِتُومِأ الأُخرى بِإبتِسامَة

إحتَضنَت كَفّها لِتُغادِر بَعدَها

جدَّتُها راقَبَتها مِن النافِذَة
وهيَ تَسيرُ بِخُطواتٍ مُتحمِّسَة لَطيفَة

" يَا إلَهي تِلكَ الصَغيرَة ، أرجُو أن تَكونُ
هَكَذا دَومَاً "

---

كانَت تَقِف مَع البَقيّة
فِي صُفوفٍ مُنظَمّة يَستَمِعُون
لِكَلِمَة المُدير وبِجانِبهم إثنَين مِن
حافِلات النَقل الخاصّة بِالسَفر فَقط

أنهَوا مُحاضرَتِهم المُمّلة لِيَدخُل الجَميع
وهيَ إستَقرَّت فٍي الصَف الثالِث
بِجانِب النافِذَة ، بَينما كانَ ريكي
فِي الحافِلة الأُخرى

بَعدَ أن تَحرَّكوا وَضعَت سَماعات
الإذن خاصَّتُها تَستَمِع لأُغنيَتِها المُفضَّلَة

أنا أُشاهد القَمر

أدَعَهُ يَتَحكُّم فِي مِزاجي

لا أستَطيعُ أن أكُفّ عَن التَفكيرِ بِك

أنا أُشاهِدُك ~~

---

وَصلَوا بَعد رِحلّة لا تَقِلُّ عَن سِتَة ساعَات

كانوا قَد إصطَفّوا مِن جَديد بَينما يَستَمِعون
عَن كَيفيَة تَوزِيعِهم عَلى الغُرف

كانّوا مُوزَعين فِي المَبنى عَلى حَسَب
تَسلسُلِ أسمائِهم الأبجديَة

دَخلَت غُرفَتها لِتَرتَمي عَلى السَرير
مُنذُ أن رَأته

كانَوا قِد قَضوا بَقيّة الوَقت فِي غُرفِهِم
إلى أن حانَ وَقتُ العَشاء
إتَّخذُوه كَراحَة قَبلُ بُدأ النَشاطاتِ
مُنذُ الغَد

نَزلَ الجَميع لِيَجِدوا بُوفيه مَفتوحٌ
عَلى الهَواء الطَلق ، أيّ فِي الحَديقَة

كانَ يُوجَد جَميعُ أنوَاع المَشويّات
والدَسم والأكلاتِ الصِحيّة ، كُلُّ ما لَذَّ وطَاب

لا تُريد بَرحَ هَذا المَكان

أخذت أكبَر صَحنٍ مَوجود لِتَضع بِهِ
كُل الأصنَاف المَوجودَة

جَلَسَت عَلى بُعدِ مَسافَة كَبيرَة عَن
الجَميع لِتأكُل وَحدَها بِراحَة

بَينما ريكي كانَ يَبحثُ بِعَينيه
عَنها لِيَجِدها مُنطويَة عَلى نَفسِها
بقَوقَعَتِها الخَاصّة بِأبعَد مَكانٍ عَن الجَميع

ابتَسَم لِشَكلِها اللَطيف
وخَدّيها المُنتَفخين اثنَاء ما
تَحشو فَمَها بِأكثَر مِن لُقمَة

---

" إذن لِمَ قُمتي بِإلتِهام كُلّ
المَوجود! "
وبَّخَها واضِعاً حبّةٌ لعُسرِ الهَضم
بِيَدها وَمِن ثُمَّ كُوبُ مَاء

مَا الَذي حَصَلَ بِرَأيُكُم ،
بِالتَأكِيد أُصيبَت بِعُسرِ هَضم فَوراً
وأولُّ مَن لَاحظَها هوَ ريكي

" يا ألم تَرَ ذلك المنظر الذي
لا يُقاوم! جميع أصنافِ الطَعام الَتي
أكلتُها في أحلامي وَجدتُها! "
ردَّت عَليه وهي تحرّك يَدَيها
في الهَواء ليُقهقِه بِسُخرية عَلَيها

استقام بعدَ أن كان جالساً القرفصاء

" أستكونينَ بخَيرٍ بمفردك بالغرفة؟ "
سألها وهو ينظر إليها تُمسّد عَلى مَعِدَتها

" مابِك إنَّه مُجرّد عسر هضم
لستُ بحاجة للقيام بغسيل معدتي "
تحدّثت ساخِرة ليُقابلها مقهقهاً

" إذن تُصبحي عَلى خير
نامِي جَيدّاً "
حدّثها لِتُومِأ بعد وُصولِهِما
إلى غُرفهم المُقابِلَة لِبَعضٍ

دخلت لِترتمي على السرير بِتعب
أخرجَت هاتِفها تُقلّب بِهِ لِيَصِلُها
إشعَار شادّاً إنتِباهَها

لَطّيفي رِيري♡♡
- هَل وَصلتي بِأمان؟ (؛

- ما خطبُك حقاً هاها
ليس وكأني تَسلّقتُ الجبال وُصولاً إلى سَريري

- ألا تَعترفينَ بِالنُكت يا هَذِه
أنتِ لَستِ مُمتِعة إطلاقَاً /:

- أيّاً يَكُن

أغلقت هاتِفها بِإبتِسامة واسِعَة
رِسالَتِه هَذِه دَليلٌ عَلى تَصالُحِهِما

عاودَت الإستِلقاء على ظَهرِها
وهيَ تُحدّق بالسقف بذات الإبتسامة

وَضعت يَديها عَلى وَجهِها وهيَ تَرفُسُ
السَرير بِتحمُّس

إنعِقادَات مَعِدتها والمُوساسورّس
الذي يَرقص بِها مَع الفراشات ،
كانَ شُعوراً مُذهِلاً

" يا إلَهي كَيف يُمكِن أن يَكون
لَطيفَاً ونَبيلَاً وَوسيمَاً فِي الآنِ ذاتِه!
اللعنَة هَذا غَيرُ عادِل البَتّة! "

---

إنتَهى✔

مِثالي | rikiWhere stories live. Discover now