رسالة من فتاة مجنونة - الفصل السادس والثلاثون

85 11 2
                                    

~الرسالة الخامسة والعشرون~
لا تكن جباناً.. فهدايا الحياة لا ينالها إلا الشجاع..
***
~الرسالة السادسة والعشرون~
يخالونك مخيف..
يظنون أنك تأتي في الظلام على هيئة مفزعة ليرتعبوا..
الحمقى لا يدركون أنك لا تأتي إلا على هيئة ما يحبون..
عزيزي الشيطان لا تخف..
سرك بأمانٍ معي..
فأنا وأنت متشابهان..
كلانا طُرِد من النعيم..
كلانا منبوذ!..
****
كانت قد استيقظت مقررة أن تنزل لشراء الفطور الذي تحبه ريم.. لذا حرصت على الاستيقاظ قبل موعدها.. تحركت خارجة من غرفتها.. وما أن مرت بجوار غرفتها وجدتها خاوية فخرجت للصالة الرئيسية لتبحث عنها لكنها وجدت الطاولة معدة بطعام الإفطار وورقة موضوعة على طرف الطاولة.. فاقتربت منها وابتسمت وهي تقرأ الخط الجميل المنمق:
(عذراً خالتي لم أرد إيقاظك.. سأقضي اليوم مع نغم وأعود في المساء.. لا تتعبي نفسك بإعداد أي شيء من الطعام.. فأنا حضرت كل شيء)
التفتت تنظر لطاولة الفطور وابتسمت.. وهي تتخيل أنها للمرة الأولى منذ أيام ستتناول طعاماً منزلياً.. فهي لم تحاول المجازفة خلال الأيام السابقة لتعد أي طعام.
:"صباح الخير"
التفتت تنظر لدارين وردت: "صباح النور.. اغتسلي وصلي لنتناول الفطور معاً"
أومأت لها وأسرعت تنفذ كلامها.. بينما هي جلست تفكر بما ستفعله بالمتبقي من اليوم..
*****
وضع الأزهار على شاهد القبر ووقف أمامه بصمت بعد أن قرأ الفاتحة.. احنى جذعه يراقب المكان.. وبباله لاحت ذكرى ذلك اليوم الذي أعلم خلاله خالته سامية أنه سيرحل..
&&عودة للماضي&&
:"متى ستخبر ريم؟"
:"لن أخبرها"
رد بها بينما يرفع النظارة على عينيه ثم أكمل: "الأفضل ألا تعرف"
طالعها قليلاً وهو يحاول تخيل ردة فعلها.. ستغضب ثم ستبكي ثم ستطلب منه أن يبقى وهو سيرفض.. وبكل مرحلة من انفعالاتها سيتعذب ويتألم..
قبل سنوات عندما أيقن أنه بيومٍ ما سيغادر دون شك قرر ألا يعلقها به.. لكن في النهاية هو من تعلق بها.. ورغماً عنه لم يقدر على إهمالها أو الابتعاد عنها.. وقد تيقن بأنه سيتألم لتركها وحيدة ربما أكثر من ألمها هي.. فريم ستتأقلم كما تفعل دوماً على عكسه..
عندما ينزع عن نفسه تلك البذلة الثقيلة التي يضعها ليخيف الجميع ويضعهم عند حدودهم ويتساءل عما يريده الآن أو فيما مضى وبالتأكيد فيما هو قادم.. أول ما يأتي بباله ريم.. تحقيق أحلامه مهم ويعني الكثير له.. تنفيذ الوعد الذي قطعه لوالدته مهم..
لكن ما يتمناه تحقيق كل هذا بجوار ريم.. يتمنى أن يسعى لأحلامه طيلة اليوم ثم يعود ليخبر ريم كيف نجح أو فشل بذلك السعي بنهاية اليوم..
لكن ليست كل الأحلام تتحقق.. وعليه أن يتخلى عن شيء ليصل لشيءٍ آخر..
لكن...
طالع عيني خالته المماثلة لعيني ابنتها وابتسم قائلا: "خالتي أنا سأعود لها يوماً ما.. أعدك أني سأفعل"
ابتسمت له ثم تنهدت وهي ترد: "أنا أعلم أنك ستفعل.. ما بينكما أكبر من أن تتجاهله وتنساه.. وأنت لست غداراً يا مؤمن"
-:"أنا أحبها"
كان هو فقط المصدوم من تلك الجملة.. خالته بدت هادئة وهو كان متوتراً.. كان خائفاً مما هو قادم.. كان مرتعباً مما سيحدث وهو بعيد عن منزله.. ليست الشقة التي يعيش بها مع عائلة زكريا.. بل منزله مع ريم ووالدتها وأستاذته..
سيدعي العكس وسينجح برسم تلك الصورة الباردة الغير مبالية كما يفعل دوماً
لكنه سيشتاق لريم.. ومجدداً لكن...
:"أنا سأعود لأجلها ما أن أؤمن لنا حياة كريمة لا نعتاز بها أي أحد"
اقتربت منه وربتت على كفه وابتسامتها اتسعت وهي ترد: "أنا واثقة أنك ستحقق أحلامك يا مؤمن.. وسيسعدني أن تؤمن لها تلك الحياة الكريمة.."
نظرت للفراغ قبل أن تكمل بألم: "على الأقل سأطمئن أنها بيومٍ من الأيام.. لن تضطر لترك بيتها كما حدث معي.."
اختفت ابتسامتها ورفعت إصبعها بوجهه وهي تقول: "لكن لا تعلقها بك يا ولد.."
أراحت ظهرها للخلف بينما تكمل بهدوء: "القلوب تتغير يا بني.. وأخشى أن تعلقها وبيوم ما تتمكن من تخطيها وإكمال حياتك بدونها.. عندها ستحطم قلب ابنتي"
-:"قلبي لن يتغير.."
قالها بطريقة قاطعة كأنه يتعهد لها ثم نظر لعينيها وهو يكمل بصدق: "أعدك أن قلبي لن يتغير"
&&&&
:"قلبي لم يتغير.."
همس بها ثم تنهد يكمل: "لكني نفذت طلبك.. لقد أخبرتها ألا تنتظرني.. لكنها انتظرتني.."
ابتسم بعد أن قال تلك الجملة ثم أكمل بخبث: "لا يمكنك لومي على هذا.."
فرك رأسه بتوتر ثم أردف بصوتٍ خافت: "لقد قبلت ابنتك.. أعلم أنك كنت لتغضبي مني.. لكن أعدك أن أصحح خطأي وأتزوجها.."
ضحك وهو يتخيل ما كانت ستفعله لو كانت حية وعلمت بما حدث.. كانت لتركض خلفه بحذائها.. ولكن خالته سامية أفضل من خالته شكرية التي ستقتله دون تفكير بالتأكيد..
:"لو كنتِ هنا لأقنعتها.."
قالها ثم جلس بأريحية.. وأراح ظهره على أحد الجدران.. وطالع الشاهد يكمل بأسى: "كنتِ تفهميني خالتي.. هي الأخرى تفهمني.. لكن غضبها يعميها عن رؤية الحقيقة.."
أسند رأسه ونظر للسماء بينما يردف: "الحقيقة أني لم أملك حلاً آخر سوى الرحيل وإغضابها.. وأتمنى أن تتفهم هذا قريبا.."
قطع جملته عند هذا الحد ثم طالع الشاهد للمرة الأخيرة وبعدها نهض مغادراً المكان قاصداً عمله..
******
ما أن دخلت غرفة نغم اندفعت تحتضنتها لفترة لم تدركها وهي تحمد الله أنه جمعها بها على خير.. قبل أن تبعدها نغم وهي تقول بصلف: "توقفي عن تلك الألعاب الطفولية يا فتاة!"
لم تكترث لكلامها وابتعدت عنها تراقبها عن كثب.. كانت الدموع تحرق عينيها.. ولكنها شعرت براحة تسكن قلبها بمجرد رؤيتها.. عاشت برعب خلال الأيام الماضية خوفاً من أن يصيبها أي مكروه بغيابها.. تنهدت براحة وتمالكت نفسها بينما تسألها: "كيف حالك؟"
-:"لازلت حية الحمد لله كما وعدتك"
ضحكت بخفة بعد ردها.. فركت عينيها ثم جلست بجوارها وهي تقول: "لقد قابلت الطبيب وسألته عنكِ.. أخبرني أنك بخير وأن العملية مضمونة و..."
:"كفاكِ ثرثرة!"
قالتها بصرامة ثم أكملت: "على الأقل تحدثي بالأشياء التي أرغب بسماعها.. أخبريني عن الحفل والتحضيرات.. وما حدث خلف الكواليس"
تناست سؤالها عن خلف الكواليس.. لأن كل ما لاح ببالها هو ما حدث في غرفتها.. هزت رأسها بعنف تطرد تلك الذكرى من بالها.. ثم ابتسمت لنغم وبدأت بسرد كل ما حدث خلال رحلتها..
***
وقفت أمام مرآة المصعد قليلا تتأكد من مظهرها.. ثم تحركت نحو مقر العمل وهي تمني نفسها بعودته أخيراً.. كانت ممتلئة بالحماس.. بعد أن اتفقت مع والدتها على كل ما ستفعله معه خلال الأيام القادمة.. لكنها صُعِقَت ما أن رأت الواقف معه!..
كان شقيقها يقف مع مؤمن ويمازحه كما يفعلان دوماً.. فرائف من الأشخاص القلائل القادرين على إضحاك مؤمن.. لكن لم هو هنا؟!..
اقتربت منهما سريعاً وقد تجاهلها رائف عن عمد فقد بقي على وقفته مستنداً على الطاولة وهو يقول: "لقد ساومته كما علمتني تماماً"
:"حقاً.. وعلام حصلت؟"
سأله مؤمن فرد رائف بتفاخر: "دراجة نارية.. وسيتكفل بإجازاتي خمس سنوات"
:"لقد خدعك"
قالها مؤمن ببرود فشهق رائف وهو يرد: "يا رجل.. قل كلاماً غير هذا!"
:"ماذا تفعل هنا يا رائف؟!"
سألته بحدة عندما لم تتحمل الصمت أكثر ومع تأكدها بأنه لن يبدأ الحديث.. التفت لها وابتسم ببرود وهو يرد: "أرسلني والدي لننجز العمل أسرع وننهيه.. ثم نعود لبيتنا يا سوسو"
:"توقف عن مناداتي بذلك الاسم السخيف!"
قالتها بعصبية وكانت على وشك الدخول معه بعراك قبل أن يتدخل مؤمن وهو يقول بصرامة: "سيرين احترمي نفسك!.."
تراجعت بالفعل بينما التفت لرائف مكملاً: "وأنت الآخر توقف عن كلماتك المستفزة.. واذهب لعملك.."
ثم أشار لهما معا وهو يردف: "لا أريد تصرفات أطفالٍ هنا.. فأنتما تعرفان شعوري حيال عدم أخذ العمل على محمل الجد.."
أومآ له بصمت ثم التفتا يتجهان للعمل.. لكنها لم تنسى أن تحدجه بنظرة صاعقة متوعدة له أنها ستنتقم منه!..
***
:"ريهام"
فتحت عينيها أخيراً بعد ندائه الخامس تقريباً.. وما أن فعلت حمد الله سراً قبل أن يقول: "أنا سأخرج الآن.. يمكنك النزول بعدي.. هل فهمتِ؟"
أومأت له وهي تتثاءب بنعاس فالتفت وغادر.. وما أن فعل نهضت بنشاط ووقفت خلف الباب لثوانٍ تتأكد من أنه لن يعود.. ثم أسرعت نحو غرفته تقلب بكل ركن وشبر.. استمر بحثها ما يقارب النصف ساعة.. حتى وصلت لكتيب موضوع أسفل مرتبة الفراش.. وراودها إحساس أنها عثرت على ضالتها..
جلست على الأرض وبدأت بتصفح الكتيب لتتأكد بعد فترة وهي تطالع الفراغ أنها بالفعل عثرت على ضالتها.. ولسببٍ لا تفهمه جزءاً منها تمنى لو أنها لم تعثر عليها..
****
جلست دارين بجوار والدها الذي بدا عليه التعب.. كان يتأوه بين الفينة والأخرى.. الطبيب أخبرها أن وضع كليته غير مطمئن.. كان قد أزال واحدة قبل سنوات والثانية بدأت بالتداعي شيئاً فشيئاً مؤثرة بالسلب على كل جزءٍ من جسده..
كانت دارين تدرك كل هذا.. لكنها لم تبدي أي حزن وكانت لا تتوقف عن الابتسام والحديث معه.. وقد أسعدها رؤية الابتسامة تزين وجهه كما يحدث دوماً بوجودها..
اطمئنت أنه مرتاح بجلسته ونهضت تخرج للصالة الرئيسية حيث تجلس خالتها مع والدتها التي قالت: "لقد كان كابوساً يا شكرية"
-:"ألم يخبروكِ السبب بالحريق؟"
كانتا تتحدثان عن الحريق الذي اندلع بالمخزن الخاص بوالدتها.. فتحركت نحو المطبخ ناوية تحضير بعض المشروبات.. لكنها سمعت المتبقي من الحوار..
:"ماس كهربائي"
ردت بها والدتها ثم تنهدت وهي تكمل: "الحمد لله أن سلامة أنقذ المخزن.. الأضرار طفيفة ويمكنني تحملها"
:"أخبرتكِ مراراً أن تقومي بالتأمين على المحل والمخزن.. المبلغ الذي ستدفعينه سينقذك بحالة كتلك.. لكن البخل يعميكِ"
:"يكفي التأمين الحكومي يا شكرية المال الإضافي أنا أولى به"
اعترضت والدتها على الاقتراح كالعادة فتأففت خالتها وهي تهمس: "لا فائدة منكِ!"
رن هاتفها بعدها فردت قائلة: "نعم يا ولد.. لا ليست معي.. لا.. لا تفعل.. أردت أن نتناول الغداء معاً.. امممم حسناً.. لكن تعاليا بعدها مباشرة.. سأجعل الغداء عشاء ونتناوله معاً"
:"عليا"
التفتت لدارين التي سحبت المقعد الخشبي الصغير ووضعته بجوارها.. ثم صعدت فوقه وسألتها: "بم أنتِ شاردة؟"
:"هل عاد مؤمن وريم؟"
سألتها فأومأت بإيجاب قبل أن ترد: "لقد عادا مساء البارحة.. أوصلها مؤمن للبيت ثم غادر"
تلفتت بعدها دارين تنظر لغرفتها ثم سألتها: "أين شقيقتك الغبية؟"
هزت كتفيها بلامبالاة ثم ردت: "لقد غادرت ولم تخبرني إلى أين كما المعتاد"
زفرت براحة قبل أن تقول: "كم أكرهها"
:"دارين!"
حدجتها بانزعاج بعد مناداتها لها بصرامة لكنها لم تهتز وردت: "ماذا؟. أنا أقول ما بقلبي وحسب.. أنا بالفعل أكرهها.. وهي لم تفعل أي شيء يجعلني أحبها"
تنهدت بملل ثم التفتت تشعل الموقد وهي تقول: "أصبحتِ تشبهين أخيك!"
-:"هذا شيء جيد.."
ردت بها دارين ثم طالعتها بطريقة جدية وهي تكمل: "مجدداً سأحذركِ عليا لا تضايقيه بذاك الطلب حتى لا تخسريه"
تأففت بضيق والتفتت لها بالكامل قائلة: "لم لا تتركوني أحاول فربما أنجح"
:"وربما تفشلين.."
اعترضت دارين بنفس الجدية قبل أن تكمل: "في الواقع غالباً أنتِ ستفشلين يا عليا.."
أمسكت كتفيها وهي تردف: "هو ليس طفلاً لو أراد رؤية والده سيزوره.. رأيك ورأيي ورأي كل العالم بالنسبة له في هذا الموضوع خصيصاً لا يعني أي شيء"
تنهدت بيأس وهي تعترف بداخلها أنها محقة لكنها لم تيأس من التفكير في الأمر.. ولن تيأس أبداً..
لكن ربما عليها عدم الحديث بالأمر الآن..
نظرت لها وقررت تغيير الموضوع فسألتها: "هل ينوي إبعاد ذات الأنف المغرور عن فادي أم علي قتلها والاحتفاظ بيدها الموضوعة على كتفه كتذكار؟!"
عقدت دارين ذراعيها أمام صدرها وهي ترد: "تستحقين لأنك غبية ولا تستمعين لي.."
تأففت بضيق وهي تضرب الأرض بعصبية مع تذكرها للصور التي أرسلتها دارين.. كانت ترتجف من شدة الغضب وبائت كل محاولاتها في استخدام التنفس العميق لتهدأ بالفشل..
ويبدو أن هذا جعل دارين تشفق عليها وتنهدت تكمل: "سأعرف الأخبار منه الليلة ثم أخبرك.."
شعرت ببعض الراحة وقبل أن تشكرها رفعت إصبعها بوجهها وهي تردف: "لكن ستعدي لي الحلوى التي أحبها"
ضاقت عينيها بينما تقول بحنق: "يا لكِ من مستغلة!"
رفعت دارين رأسها بتباهي وهي ترد: "إن لم يعجبكِ العرض اذهبي واعرفي الأخبار بنفسك"
تأففت بضيق لكن مع تأكدها أنها جادة بتهديدها تحركت بصمت تخرج الأدوات والمكونات لتصنع لها كعكات القرفة والسكر التي تحبها..
*****
تحركت بعصبية تدخل مكتبها أمامه وما أن فعلت ألقت الحقيبة أرضاً بعنف.. كان يتفهم تماماً غضبها فالوغد خالها ادعى افتراءاً بأن والدها سرق جدها وأن والدتها تحايلت على جدها للحصول على مستندات تثبت أنهم ردوا له المال بالفعل وبصعوبة تمكن هو وأمجد من منعها من النهوض وسفك دمائه دون ندم!.. ولو أنه كان يفكر جدياً بتركها بل ومساعدتها..
الوغد خالها ذكره بعمه وحديثه المستفز مع أمجد الذي سجله وأسمعه له..
:"أخي كان يمر بضائقة مالية ولم يخبر ابنه لأنه كما تعرف مدلل وأناني ولا يتحمل أي مسئولية لذا هو فضل ألا يخبره ففي النهاية كان من المستحيل أن يقدم له أي عون.. ولجأ لي وأنا بالفعل وافقت على المساعدة وكتابته لنصيبه في الشركة باسمي كان لضمان حقي"
سبه بعنف داخل عقله كما فعل تماماً بذلك اليوم عندما سمع التسجيل.. الوغد يحاول التهرب بفعلته عن طريق إبرازه كفاشل أناني مدلل.. هو كان مدللاً بالفعل لكنه لم يخيب ظن والده به أبداً.. والده منحه ثقته بمرحلة ما..
تنفس بعمق وركز تفكيره على ساندي.. اقترب منها بينما يسمع همسها الساخط: "الوغد الكاذب.. سأقتله.. سأفعلها دون ندم لو رأيته مرة أخرى!"
-:"ساندي.."
التفتت له فأكمل: "اهدئي سان"
تنفست بعمق في البداية محاولة الامتثال له.. لكنه كان واثقاً أنها ستفشل وسرعان ما تحقق توقعه مع ردها الغاضب: "لا يمكنني أن أهدأ أكمل.. ذلك الحقير أهان عائلتي.. وأنا أُجبِرت على الجلوس دون رد أو شكوى!"
كانت تلقي تلك الكلمات بينما تتحرك بعصبية بكل الجهات فاقترب هو منها وأمسك بكتفيها وهو يقول: "سان اهدئي رجاءاً.."
طالعته بعيونها الجميلة وبصعوبة تمكن من الخروج من هالة تأثيرها الساحر عليه وشهق وزفر عدة مرات.. وهي فعلت مثله إلى أن هدأت أخيراً وعندها همس: "سان ادعاءاته كلها فارغة وكاذبة.. هو لا يملك دليلاً دامغاً عليها.. وهو لن يفوز أو يسلبك حقك.."
زفرت بضيق فاقترب منها أكثر وأكمل: "أنتِ فعلتِ خيراً بالسيطرة على غضبك.. فمن الواضح أنه كان يتقصد إغضابك على أمل أن تفقدي أعصابك ويستغل الأمر ضدكِ"
أغمضت عينيها وشهقت بعمق ثم همست: "أنت محق"
وبعدها زفرت الهواء وفتحت عينيها ثم رحل عن ملامحها الضيق وضربت كفه وهي تقول بصرامتها المحببة عنده: "ابعد يدك يا هذا!"
:"ها قد عدت.. إذاً يمكنني الذهاب"
قالها وهو يلتفت مغادراً.. فلا يجب أن يبقى أكثر من هذا وإلا سيخبرها أنه يحبها ويريد الزواج منها.. لكن هي تبعته وهي ترد: "لا تنسى المباراة الليلة"
التفت لها وابتسم قائلا: "يستحيل أن أنسى"
وقد أسعدت قلبه بالابتسامة التي ردتها عليه.. قبل أن يهرب من أمامها..

رسالة من فتاة مجنونة Kde žijí příběhy. Začni objevovat