الفصل الرابع

31 12 1
                                    

الضباب يعم المكان والرؤية معدومة، صوت صريرٍ يأتي خلف خطواتٍ خفيفة تضرب الأخشاب المهترئة، وأيادي خفية تشقُ طريقها بين الضباب مُمسكةً بالحبال.
قطع السكون صوتٌ مُرتجف: باسكال...
التفتت للخلف وهي تسير قائلة بأستغراب من نبرته: ماذا؟ هل لاحظتَ شيئاً ما!!
أبتلع ريقه وأكمل كلامه: أن الجسر يميل.. أنا أشعر بذلك.
عقدت باسكال حاجبيها: يميل!! هل أنت متأكد؟
-نعم، أنا متأكد من ذلك.
توقفت باسكال وأرادت التأكد من كلامه فتركت الحبل للأنحناء وتفحص الأخشاب الا أنها فقدت توازنها للخلف
فأمسكها ليام بأحدى يديه والأخرى يمسك الحبل.
أخذت باسكال نفساً عميقاً وهي تقف مرة أخرى:
-يبدو أننا نذهب لمنطقة عالية، هذا الجسر سيستمر بالأرتفاع حتى نصل وقد نسقط فتمسك جيداً.
-حسنًا.
اكملا سيرهما دون مشاكل رغم أنعدام الرؤية وبرودة الجو.
بعد دقائق...
وصل الأثنان لمنتصف الجسر وقد أصبح بأتفاع هائل جداً ويصعب على المرء السير فيه، بدأت الجروح تأخذ مكاناً على أيديهما  والدماء تتسلل من بينها لتترك أثراً على الحبال، والألم يظهر على ملامحهما.
قالت باسكال بألم: ليام... يبدو أن بلوغنا لهذا المكان ليس سهلاً.
قهقه ليام بخفة: نعم، نتحمل هذا لأجل أهدافنا...صحيح؟
باسكال مؤكدة على كلامه وهي تهز رأسها: صحيح.
وبعد ثوانٍ قليلة... حتى سمعت صراخ ليام الذي كان خلفها، فالتفتت بكامل جسدها وأصبحت ترى منظراً لا يمكن تخيله وشعرت بأن قلبها سيتوقف للحظات، صرخت وهي ترى ليام يسقط مبتعداً عنها وخلفه لا يُرى غير الضباب والبحر.
تجمدت بمكانها وعيناها لا تصدق ماحدث، كيف لليام أن يسقط والأرتفاع الشاهق الذي هي عليه يمنعها من اللحاق به...
أن حاولت أنقاذه لا يوجد خلف هذا الخيار الأ الموت
فأختارت الحياة وهي تحاول أعادة اتزان عقلها وتكمل الرحلة لتبلغ هدفها.
أخذت نفساً عميقاً وحاولت التمسك أكثر وأكملت سيرها ومايزال ذلك المنظر عالقاً في ذهنها.
نهاية الفصل

التانساريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن