الفصل الثالث

36 15 1
                                    

جلست باسكال على الأرض بخيبة أمل قائلة بصوتٍ منخفض: يبدو أننا سنذهب دون معلومات وما يقابلننا هو مجهول!!
جلس ليام قربها قائلاً بهدوء ومحاولاً تجميع شتات باسكال: وأن يكن سنذهب... الجسر قريب واليوم في منتصف الليل سنرحل من على هذه الجزيرة وننطلق برحلتنا، أجلبي كل ألاشياء التي تشعرين أنها ستفيدنا ولننطلق.
نظرت له وقد أستعادت بعض طاقاتها: حسنًا، لنذهب نحو المجهول وسنعود أحياء لا أموات ولا مخبوليين.
أبتسم لكلامها وربت على كتفها وهو ينهض قائلاً: هذا جيد، سأذهب للمنزل وأودع أخوتي ثم أعود ليلاً.
أختفى قبل أن تقول باسكال شيئاً وهي تنظر بهدوء نحو ظهره الذي بدأ يختفي بين الأشجار ثم أبتسمت بفرح وهي تُرجع بخصلات شعرها للخلف ثم تستلقي على الاعشاش بهدوء.
.
توقفَ أمام منزلٍ صغير على بُعد عدة أمتار من الجسر،
أقترب من الباب الخشبي الموصد ودخل إلى الداخل منادياً بصوتٍ هادئ: توان... تعال.
خرجَ توان من أحدى الغرف وأتجه نحو ليام مسرعاً وسحبه إلى المطبخ قائلا بحدة وهو يصك على أسنانه:
-أنظر لي... أذا كنتَ مصراً على الذهاب والتجول بهذه اللعبة السخيفة أنتَ وتلك اللصة فأفعل ما شئت؛ لكن إياكَ وأخبار سيلا حول الموضوع وسيبقى سراً حتى عودتك.
نظر ليام بعيون توان الجادة ثم قال بهدوء:
- حسنًا، لن أخبرها أنا، وذهابي سيبقى سراً لكن فقط بمرور أسبوع على أختفائي ستسألك عني.
ابعد توان يده عن أخيه ونظر له ثم قال: تراجعت عن الأمر... سيبقى سراً لثلاث أيام فقط ثم سأخبرها وعليكَ العودة خلال هذا الوقت.
أبتسم ليام وأحتضن توان بقوة قائلا له بفرحٍ شديد: شكراً لك، وغطي عليّ جيداً فقط لثلاث أيام وأنا متأكد سأعود ومعي العلاج.
توان بهمس: أتمنى ذلكَ يا ليام... أتمنى.
لم يسمع ليام كلامه الآخير وترك توان وأتجه نحو غرفة سيلا النائمة على السرير بكل هدوء، فأقترب ناحيتها وهو يمسك بيدها مبتسماً بفرح ويحلم برؤية هذه الفتاة تعود لنشاطها وحيويتها السابقة همس بصوتٍ منخفض: فقط تحملي ثلاث أيام وستعودين... سيلا.
تركها وغادر الغرفة.
.
.
مُنتصف الليل
توقف وهو يعطي أخر نظرة للجزيرة بكل هدوء والعديد من المشاعر تجتاح قلبه، أخذ شهيقاً ثم زفيراً والتفت نحو باسكال التي تراقبه وهي مُستندة بظهرها على حافة الجسر وتبتسم:  لنذهب يا باسكال الوقت يمر بسرعة.
أعتدلت باسكال ثم قالت بهدوء: ليام... نحن لا نذهب بنزهة سنغادر باحثين عن شيء لا وجود له ولم يسمع به أحد... وفي الحقيقة من سار على هذا الجسر لم يعد ولم نسمع منهم شيئاً وقد نموت في هذا المجهول ولا نرى أحبابنا بعد وقد تكون لنا نهاية سيئة ومُريعة لا يتمناها أحد ف أخبرني بمدى جديتكَ وقوة تحملك للصعاب التي سنواجهها!!
ليام: أعلم كل هذا لكن أنا واثق بنفسي ولن أندم على قراري سواء أن عشت او لقيتُ حتفي هُناك.
أبتسمت باسكال بثقة ثم حملت حقيبتها الكبيرة و وضعت أولى خطواتها على الجسر.
نهاية الفصل

التانساريناWhere stories live. Discover now